;
علي صلاح
علي صلاح

طــــابور غــــزة الخـــامس 1216

2008-08-05 04:16:13


فاجأ صمود الشعب الفلسطيني بقيادة حركة حماس في غزة الكثيرين ممن كانوا يراهنون على الانهيار السريع للحركة بعد اشتداد الحصار، وذلك لتدشين مخططات تصفية القضية والتنازل عن بقية الحقوق الفلسطينية مثل حق العودة ووضع القدس و"المستوطنات"، وقد حاول بعض هؤلاء الانقلاب على حماس من الداخل عن طريق بعض العملاء، كما حاولوا هدمها من الخارج عن طريق تشديد الحصار السياسي والاقتصادي وعزلها وتخويف الشعوب منها ووصمها ب"الإرهاب" والتطرف، إلا أن المحاولات جميعًا باءت بالفشل، وبدأت الحركة تجني ثمار صبرها وشجاعتها، وتهاوى الحصار السياسي تدريجيًا واعترف الاحتلال بقوة الحركة، فوقّع معها تهدئة تقضي بفك الحصار وإن لم يلتزم بمقتضياتها في هذا الوقت شعرت السلطة الفلسطينية بأن الأحداث تتسارع وتتجاوزها خصوصًا مع انشغال الإدارة الأمريكية عنها بالانتخابات الداخلية، والمشاكل التي تعصف بحكومة أولمرت إثر اتهامات الفساد الموجهة إليه؛ فما كان من الطابور الخامس الذي يعيش في غزة إلا أن ينتفض لخدمة أسياده الذين هربوا بعد سيطرة حماس على القطاع إثر انكشاف لعبتهم وظهور تواطئهم مع الاحتلال.

تفجيرات متتابعة

وكانت غزة قد تعرضت لمجموعة من التفجيرات والأعمال الإجرامية التي يقصد بها زعزعة الأمن وإظهار ضعف حماس وعدم قدرتها على التحكم في مجريات الأمور بالقطاع وحماية سكانه، وقد حذرت الحركة مرارًا، العناصر التي يشتبه في تورطها في هذه الأعمال، إلا أنها لم ترتدع واستغلت صبر الحركة عليها في محاولة لرأب صدع الصف الفلسطيني عقب الشقاق بينها وبين حركة فتح؛ حتى جاء التفجير الأخير الذي استهدف رحلة على شاطئ غزة وراح ضحيته خمسة من عناصر الحركة وطفلة وأصيب ما يقرب من عشرين شخصًا؛ الأمر الذي بدا تحديًا لسلطات الحركة وهيبتها في غزة، وقد أضيف إلى ذلك سلسلة من الاعتقالات المتتالية لقياداتها في الضفة من قبل أجهزة عباس؛ فما كان من الحركة إلا أن قررت اتخاذ خطوات حازمة لفرض الأمن ومنع الطابور الخامس من مواصلة اعتداءاته على المواطنين ورجال المقاومة فشنت حملة ضد العناصر المتورطة في الهجمات وهي عناصر محسوبة على حركة فتح.

تعاون مع الاحتلال

كانت حركة حماس قد أشارت في مواقف مختلفة إلى تنامي التعاون الأمني والمخابراتي بين أجهزة عباس وقوات الاحتلال؛ الأمر الذي أدى إلى اعتقال عدد كبير من عناصر المقاومة وإفشال عدد غير قليل من عملياتها، وكانت كل الشواهد تؤكد اتهامات حماس وقد أكدت الوثائق التي تم العثور عليها في إدارات الأجهزة الأمنية لعباس في غزة هذه الاتهامات واستمر هذا التعاون بعد خروج أجهزة عباس الأمنية من غزة، وظهر جليًا بعد الحملة الأخيرة التي شنتها حماس على عناصر فتح في غزة، حيث لجأ 180 من عناصرها إلى الكيان الصهيوني بأوامر من عباس، وقد سمحت "إسرائيل" لهم بالعبور، وهو ما يؤكد أن أصابع الاحتلال غير بعيدة عما يجري ومصلحته ظاهرة للأعين.

تكرار الظاهرة

تعد ظاهرة الطابور الخامس وهم جماعة من أنصار العدو السريين يقومون بأعمال التجسس أو التخريب ضمن خطوط الدفاع أو حدود البلاد من الظواهر المعروفة في حياة الشعوب التي مرت بظروف الاحتلال على مدار التاريخ، وتزداد هذه الظاهرة عندما تتنامى مشاعر المقاومة في نفوس الشعوب وتصمد في تحديها لمغتصبي أراضيها، وعند شعور المحتل بفشل قوته العسكرية وانكسارها يلجأ إلى ضعاف النفوس ليلعبوا دورهم الدنيء، كذلك عانت حركات المقاومة على مر العصور من كمون عناصر الطابور الخامس والظهور عند قطف الثمار لسرقتها من المناضلين الحقيقيين، ويجدوا في ذلك كل الدعم من القوى الخارجية التي تسعى للسيطرة على الشعوب بعد تحريرها عسكريًا ليقوموا بعد ذلك باحتلالها سياسيًا وثقافيًا واقتصاديًا. ولعل حماس في تصديها لهذه العناصر تضع في اعتبارها دروس التاريخ القريبة والبعيدة، ولعل العقلاء من فتح ينقوا صفوفهم من الأدعياء قبل فوات الأوان.  

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد