رمضان يمثل دعوة صريحة للمسارعة في فعل الخيرات وللاتحاد بين الشعوب الإسلامية ونبذ الخلافات والصراعات فيما بينهم، خاصة أن تلك العبادة لها دلالات ومعانٍ يجب أن نلتفت إليها ممثلة في صيامهم وقتاً واحداً وإفطارهم في وقت واحد والرحمة والتبادل الأخلاقي فيما بينهم حيث يسود بينهم منطق العفو وسعة الصدر، ويجب أن تنقل هذه الصفات من الأفراد إلى الحكام بحيث تزول الضغائن وليكن رمضان هو الانطلاقة نحو ذلك، فالمسلمين يحلمون بيوم تقوم فيه دعائم السوق المشتركة وتتخذ من أوروبا منهجاً بحيث تزول الحدود التي صنعها الاستعمار في بلادنا لخلق نزاعات بين الشعوب الإسلامية وتتوحد عملتنا، وأن نسعى لتكوين ائتلاف إسلامي سياسي واقتصادي واجتماعي، فالملاحظ أن الكيانات السياسية الدولية تصنف الهياكل الدولية الإسلامية على أنها من أضعف الكيانات في العالم فلا نجد لها صوتاً مسموعاً حتى أننا نختلق على أنفسنا ولذلك اطمأن الغير إلى عدم رد فعلنا تجاه ما يقترفه في حقوقنا من إساءات بالغة.
فإن الاقتصاد الإسلامي مصاب بالانهيار والإحصاءات الرسمية التي رصدتها مراكز البحث الاقتصادية، فالديون كبيرة وأغلب دولنا تعتمد في جميع الأساسيات الغذائية على الاستيراد من الخارج حيث فقدنا الاكتفاء الذاتي مع أننا نملك أغنى موارد طبيعية في العالم وهي قادرة على زراعة جميع الأصناف التي تشتهيها دول العالم مما أدى بشكل مباشر إلى وجود المسألة لأن أداء الجزر المنعزلة الذي تتبعه الدول الإسلامية أدى إلى تخلف الاقتصاد وبالتالي ساءت الأحوال المادية للأفراد وللخدمات العامة مما جعل البحث العلمي فقيراً ضعيفاً كذلك أنتشر المرض بين الأفراد إلى غير هذا من سلبيات التفرق والتشتت بين المسلمين مع أن القرآن الكريم يدعوهم للوحدة قال تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".<
