الأمن مسؤولية كل مواطن، والمواطن هو الأمن وأكبر من الأمن السياسي والأمن القومي، جاء ذلك في كلمة فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح التي ألقاها أمام الفعاليات السياسية والمسؤولين والنخب الاجتماعية والثقافية في الندوة التي عقدت بمحافظة الحديدة.
* اللافت أن خطاب الرئيس أمس كان أكثر ألماً وأسف ومشاعر غاضبة كونه جاء بعد نحو "40" ساعة من وقوع الحادث الإرهابي الإجرامي البشع الذي استهدف السفارة الأميركية بالعاصمة صنعاء وراح ضحيته "16" مواطناً وهو الحادث الجبان الذي هز جبين الإنسانية، الأرجح أن فخامة الرئيس وهو يخاطب عامة الشعب والقوى النخبوية في المدينة البطلة والمسالمة مدينة العلم والأدباء والمثقفين كما وصفها فقد دعا أبناء الوطن عامة رجالاً ونساء إلى أن يكونوا عيوناً ساهرة لأمن الوطن، وأردف أن تلك العقول الظلامية المتخلفة ليس لديها أية مشاريع إلا التخريب والتدمير وسفك الدماء والأرجح أنها تعاني من ثقافة الحصار لشعوب وقتل طموحاتها وتعايشها مع العالم.
* أن خطاب الرئيس الهام يوم أمس حمل معاني ورسائل واضحة ودعوات صادقة لكل القوى السياسية في الوطن بالتلاحم والاصطفاف لمواجهة العنف والإرهاب والترفع إلى حجم وطن "22" مايو الذي توحد في ظل تمزق الأمم والشعوب، والراجح أن ذلك الفعل الإجرامي الجبان الذي نفذته أياد مجنونة يحتاج إلى ردة فعل أقوى من أبناء الشعب ليس فقط في الإدانة والاستنكار، بل في تحمل كل مواطن مسؤوليته وكشف كل المخططات الإرهابية التي تستهدف الأرواح البريئة والمنشآت العامة وسرعة إبلاغ الأجهزة الأمنية في حالة الاشتباه لمخططات من هذا النوع وذلك لكشف الجريمة قبل وقوعها وليتحقق الأمن والاستقرار والسكينة العامة في يمن الأمن والإيمان.
موقف مسؤول
صباح أمس الأول الذي هو يوم جمعة مباركة وإجازة كانت تحويلة محافظ أبين م. أحمد الميسري قد أبلغتنا بالتواجد أمام ديوان المحافظة بالعاصمة زنجبار قبل ذلك ومع إشراقه الصباح والساعة نفسها كان المحافظ قد وصل والهدف من ذلك كان تفقد أحوال الأسواق والنظافة والمجاري التي أصبحت تعانق الإسفلت والأرجح أن زيارة المحافظ المفاجئة ومع ساعات خلود معظم السكان للنوم قد أيقظت الكثير بتحرك الرجل وترجله ومعه مدير الأشغال بالمحافظة والمديرية وأمين محلي زنجبار ومدير صندوق النظافة وبعض رجال الأمن وثلاثة صحافيين ومصور فقط، لقد اختار المحافظ بذكاء ذلك الوقت واللحظة لذلك النزول للتعرف على ما وصلت إليه شوارع وأسواق عاصمة المحافظة من تردي لم يسبق له مثيل.
والأرجح أن المدينة قد تعرضت لإهمال وبلغت أوضاعها الحضيض من جراء تفجر المجاري والمياه وتجمع المستنقعات التي تنشر الأمراض الخطيرة والأسوأ أنه لا يستطيع الإنسان أن يتصور ذلك الحال المزري لسوق السمك والبحيرات بجوار سوق القات والفرزة وخلف العمارات.
* الحاصل أن الحافظ النشط وهو يترجل لأكثر من ساعة في أسواق المدينة وحواريها وأحيائها على الأقدام قد اشتاط غضباً في وجه مدير صندوق النظافة سعيد عبدربة الذي لا يهمه ذلك وبالمثل وبخ مدير الأشغال وقيادة المديرية وأمرهم بسرعة شفط المجاري وعمل حلول سريعة لتنفيذ آلية النظافة.
* وإجمالي نزول المسؤول الأول للمحافظة الذي جاء بعد تعالي أصوات المعاناة وصرخات السكان التي بلغت مداها يعبر عن استشعار الرجل بهموم الناس الذي أصبح يقترب منها كثيراً منذ مجيئه قبل أربعة أشهر لقيادة المحافظة.
أدعو المحافظ إلى زيارات مفاجئة إلى مكاتب فروع الوزارات ليرى قمة العبث ويشاهدها خاوية على عروشها وبعضها خالية حتى من المسؤولين عنها لكي يتم التغيير واتخاذ الإجراءات المدروسة لردع هؤلاء المدراء المستهترين والذين سنتناولهم بالاسم لاحقاً والله على ما نقوله شهيد.
