;
علي منصور مقراط
علي منصور مقراط

الذكرى المجيدة.. والمرحلة الدقيقة 1805

2010-09-25 07:43:48

تأتي احتفالات شعبنا اليمني المكافح هذا العام بمناسبة العيد الـ48 لقيام ثورة 26 سبتمبر الخالدة 1962م وبلادنا تمر في أصعب مرحلة دقيقة وحساسة وعلى الأرجح أنها تشمل الأكثر خطورة منذ قيام الثورة السبتمبرية المجيدة بما في ذلك حصار الـ 70 يوماً الذي حاصرت فيه حافل ما تبقى من القوات الملكية ومسانديهم العاصمة صنعاء وتوغلت إلى مربعات استراتيجية في العمق .. لكن الجماهير اليمنية التواقة إلى التحرر من نظام الحكم الكهنوتي الإمامي المتخلف لأسرة حميد الدين والمتعطشة للنظام الجمهوري وكذلك للتحرر من الإستعمار البريطاني الذي احتل أرض جنوب اليمن قرابة 129 عاماً انتفظت وهبت طواعية من سائر اليمن شماله وجنوبه والتحمت كلحمة واحدة ورجل واحد للدفاع عن صنعاء وعن ثورة 26 سبتمبر وعن النظام الجمهوري والدولة الفتية الوليدة آنذاك وانتصرت الإرادة الشعبية على فلول الإمامة التي دكت معاقلها وسقطت محاولتها البائسة في العودة بعجلة التاريخ إلى الوراء .. هربت كالقطط المذعورة إلى مزبلة التاريخ وبقيت الثورة والنظام الجمهوري وإلى أبد الآبدين .
نعم نقولها بمرارة وأسف إن ذكرى سبتمبر المجيدة في عمرها الـ 48 والوطن ووحدته والأرض والإنسان اليمني يعيش أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية بلغت اقتصاص مداها جراء الحروب والإقتتالات الدامية المعلنة والغير معلنة التي تتفجر بين لحظة وأخرى في بعض محافظات البلاد من صعدة إلى أبين ومن شبوة إلى عمران ومن لحج إلى مأرب والجوف والضالع.. ووالخ .. وأطراف هذه الصدامات المسلحة العنيفة مع جماعات التمرد والإرهاب الحوثية في محافظات شمال الشمال الباحثين عن كيان وموطن قدم في صميم الدولة ويروق لها إسقاط النظام الجمهوري في الجمهورية وفي محافظات الجنوب أو بعضها التي نشط فيها ما يسمى بالحراك وسيطرت عناصره على مساحات جغرافية غير عادية وسط تهاون الدولة والفلتان الأمني الفاضح. في الوقت ذاته نشأت العصابات المسلحة الخارجة عن القانون التي استغلت هذا الفراغ لتنشر الفوضى العارمة وأعمال العنف والتخريب والتقطع والنهب ليدخل الخطر الأكبر من عناصر القاعدة الإرهابي الذين توغلوا بظراوة لينفذوا أبشع الأعمال الإجرامية من الاغتيالات الوحشية للجنود .. هذا المشهد المريع القاتم خلف أرقاماً مهولة من الضحايا التي زهقت أرواحهم وسفكت دمائهم دون ذنب وليدخل الناس في حالة من الخوف والهلع وتتحول حياتهم إلى جحيم بل إلى مأساة حقيقية مفجعة ..
الحاصل أننا نحتفل بالذكرى الـ48 لثورة 26 سبتمبر العظيمة في وضع غير الأعوام الفارطة التي كانت تحتفي بالمناسبة ذاتها مديريات ردفان الثورة ويافع ولودر ونصاب وطور الباحة وجعار وميفعة والصعيد وموديه وكرش والضالع والشعيب وجحاف والأزارق والمحفد وحرف سفيان والملاحيظ وحتى الحوطة وغيرها من المديريات الملتهبة التي تعيش على صفيح ساخن وخارج نطاق السيطرة دون رفع أعلام الجمهورية واللافتات التي تحمل العبارات التي تخلد قيم الثورة وأهدافها والتي ترجمت على الأرض أهمها وأسمائها .. يدرك المتابعون والمراقبون باهتمام للمتغيرات المعقدة التي وصلت إليها الأوضاع، إن هذه المساحات الجغرافية الهامة والنسيج الاجتماعي المكثف فيها لهم احتفالهم وفعالياتهم بعيد الثورة وهي رفع أعلام التشطير لدولة الجنوب آنذاك فيما تسجل العبارات على اللافتات المطالبة بفك الإرتباط .. كل هذه الأحداث التي قفزت إلى واجهة المشهد اليمني الراهن بسرعة فائقة وتنساق نحو التصعيد الخطير لا تجد التحرك الوطني المسؤول الذي يوازيها لوقف تراجيديتها والتفكير بالحلول السلمية البعيدة عن العنف ونزيف الدم ..
واللافت للنظر أن نحتفل بذكرى عزيزة وغالية على نفوس عامة اليمنيين كقيام ثورة 26سبتمبر في ظل الأزمات المتفاقمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وليس هناك مؤشرات جادة للخروج من هذا النفق المظلم ومع ذلك كان الحوار الوطني الأمل الذي دعا إليه الرئيس صالح ودعا لتوقيع اتفاقية 18 يوليو بين المؤتمر وحلفائة والمشترك وشركائة كبادرة طموحة للتحرك للجلوس على طاولته لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصير المجهول الذي تسير فيه أوضاع البلاد إلا أن الحوار أو تهيئة مناخاته وأجوائه من قبل اللجان المصغرة التي شكلت تسير بأعمالها بصورة أقل ما يقال ببطئ السلحفاة والأوضاع تتفاقم والأحداث تتفجر فيما أطراف العملية السياسية يتفرجون والحوارات تتأخر ، والتأخر فوق هذا الوقت قد لا ينفع ولا يفيد ونخشى أيضاً أن الانتخابات البرلمانية قد لا تجري في موعدها المحدد 27 أبريل 2011م موعدها الدستوري للأسباب ذاتها ..
الخلاصة: إن الوحدة اليمنية التي تحققت في 22 مايو 90م هي من أهم وأسمى أهداف الثورة السبتمبرية الخالدة التي نحتفل بمرور 48 عاماً على قيامها وهي الثورة التي قدم الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه أغلى التضحيات والدماء الزكية للدفاع عنها، ومن العار على الوطنيين المناضلين الشرفاء اليوم أن يتفرجوا على نهاية الوحدة وسقوط مشروعها الوطني العظيم والعودة إلى مربع التشطير والشتات والتمزق للنسيج الاجتماعي اليمني .. حسناً لا نطالبهم بحمل السلاح والالتحام بالجيش والأمن لقتل وسفك دماء قوى الحراك المناهضة للوحدة والمطالبة بفك الإرتباط كون هؤلاء يمنيين إخوان لنا في الدم واللغة ويكفي مجازر ومآسي وجروح ... والمطلوب باختصار النزول إليهم وفي أوساطهم لمعرفة الأسباب وتشخيص أوضاعهم وظروفهم ومطالبهم ومعرفة مظالمهم وحقوقهم وتقديمها إلى القيادة بصورة عاجلة ومعالجتها وتنفيذها في الحال وعسى أن يهتدوا ويلين الله قلوبهم إلى منطق العقل وخيار الحوار لتجنيب الوطن الخراب والدمار والله على ما نقوله شهيد ..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد