;
كروان الشرجبي
كروان الشرجبي

العقوق ونكران الجميل 1571

2010-10-02 17:49:02

نتحدث ونكتب كثيراً عن الأحوال السيئة في البلاد وما آلت إليه الأوضاع ونطالب من أجل زيادة المرتبات للتماشى مع الزيادة الجنونية للأسعار ونطالب أيضاً بتحسين الأوضاع المعيشية ونطالب و.... ونسينا أشياء كثيرة مهمة في حياتنا نسينا واجباً مهماً أهم من كل شيء بل هو أهم من كل ما نطالبه وهو حق الآباء هذا الحق الذي سنحاسب عليه عند أرحم الراحمين وسنسأل يوم الحساب عما قدمنا وفعلنا بفهما وهل عاملناهم كما يجب وكما أمرنا الله عز وجل . أقول كلامي هذا لأن الألم يعصرني كلما تذكرت وجه تلك الأم الحزينة، فهي كافحت وضحت وصبرت حتى تربي أبناءها بعد أن توفي والدهم وانتظرت أن تحصد ما زرعته لكنها للأسف لم تحصد شيئاً فقد تجرد أبناؤها عن كل عاطفة تجاهها وتنكروا وابتعدوا عنها وانصرف كل منهم في حال سبيلة وكأنها لم تكن يوماً أماً لهم عاشت لهم ومن أجلهم وتنتظر أن تعيش بينهم بقية حياتها، قالت لي لم أكن أصدق أن يأتي يوماً أن أعيش وحيدة سجينة في بيتي لا أرى أولادي إلا بعد أن أرسل لهم وألح عليهم أن يزوروني، وإذا أشفق علي أحدهم وجاء فلا يجلس إلا لحظات وينصرف بسرعة بحجة الأشغال والانشغال حتى إذا فكرت وذهبت إلى منزل أحد أولادي يشعرونني بأني ضيف ثقيل!! هل تصدقي ذلك؟! أنت تعرفيني حق المعرفة هل قصرت معهم يوماً؟! أجبتها على الفور لم تقصري أبداً وكلنا نفهم ماذا فعلت من أجلهم وماذا عملت حتى يوفر لهم ما يحتاجونه!! حتى أنك كنت قليلة الزيارات لللآخرين، من أجلهم وفي أجل دراسنهم، بكت وضاعت كلماتها وسط الدموع لم أتمالك نفسي وبكيت من أجلها قالت لم أتخيل يوماً أن أكون حملاً ثقيلاً على أولادي؟! أين الرحمة والشفقة والحنان من قلوبهم؟! لماذا جعلوني أعيش يا ربي حتى أرى هذه اللحظات؟! لما ذا لم أمت قبل أن أرى ذلك؟!!!
إن صور العقوق ونكران الجميل تجاه الوالدين ظهرت في أشكال مختلفة فهناك من يترك أحد أبويه في محل عام ويدعي بأنه سيعود فلا يجده ومنهم من يودعه دار العجزة ومنهم من يترك أمه في مستشفى تعاني قسوة الحياة والمرض والعجز وهناك الكثيرون ممن يتعرضون للذل عن طريق أبنائهم ولا أرى أي ظروف تدفع الأبناء لفعل ذلك؟ّّ!!
بالله عليكم لا تتحججوا بالظروف الصعبة!!! هل سألنا أنفسنا ماذا يريدون منا أباؤنا؟! وما يحتاجون منا بعدما مضى بهم قطار العمر؟!! اعتقد أنهم لا يحتاجون منا الكثير فهم يحتاجون أن يمضواً بقية حياتهم مع أولادهم هل هذا كثير عليهم؟!! لا أظن ذلك أعلم أن الأكثرية يحبون أبناءهم وأن الحياة ومتطلباتها تزيد من هموم الإنسان ولكن علينا أن نمنح آباءنا الرعاية والحنان والاهتمام وأن نعلم جيداً أن زيارتنا لهم ليست منحة نتفضل بها عليهم بل هي واجباً ووفاءً لدين وطاعة للخالق العظيم وموعظة أيضاً وتذكير بأن الأيام والسنين ستمر بنا يوماً فالحياة كلها سلف ودين ولنعمل على تطبيق ما أمرنا الله ونأخذ رضاهما الذي هو أصلاً من رضا الله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد