;
محمد بن راوح الشيباني
محمد بن راوح الشيباني

الأغلبية التي غلبت الشعب والوطن 2058

2010-10-21 01:32:00

منذ الانتخابات النيابية في العام 1997م التي أدت إلى انفراد ( الحصان ) بالعلف والحكم وحده لا شريك له وهو يتنكب بنا الطريق بجموح شديد ويقودنا إلى مهب الريح ويهوي بالوطن بمن فيه من "حالق إلى فالق" ومن هاوية سحيقة إلى أخرى أكثر عمقاً وأبعد قعراً .. دون أن يجد فارساً ماهراً يكبح جموحه ويمنع تروثه على الآخرين ويلجم شهيته من اعتلاف الخزينة العامة بنهم لا يضاهيه سوى فيلة إفريقيا والهند .. هذا الحصان الأرعن الجموح كنا نريده أن يكون حتى مثل (( ناقة صالح )) ـ عليه السلام ـ لها شرب ولنا شرب يوم معلوم .. أما أن يشرب الماء وحده ويموت كل من في الوطن عطشاً فهذه قسمة ضيزى .. حزب "الحصان الأعرج" في هذا الوطن وحلفائه هم الرهط الذين يفسدون في الوطن ولا يصلحون .. فقد عقروا ناقة الوحدة .. وأخربوا الجنة التي بناها ورعاها وسقاها الآباء يوم السادس والعشرين من سبتمبر والرابع عشر من أكتوبر المجيدتين والثاني والعشرين من مايو الأغر .. واقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون .. فأصبحت كالصريم .. هذه الأغلبية منذ انفرادها بتشكيل حكومات الخراب المتتالية وهي تجرع الوطن الغلايب والفضائح والنكسات .. فلا ننتهي من فضيحة إلاّ بفضيحة أكبر ، ولا نخرج من نكسة إلاّ بنكبة أشد ، ولا نتعافى من جرعة إلاّ لندخل بصرعة أعنف .. تقودنا من حرب إلى حرب ومن هزيمة إلى نكسة ومن خراب إلى دمار .. أعلنت أن العام 2008 م هو عام بناء وتحديث القوات البحرية فإذا بنا نشهد أكبر استباحة لمياهنا الإقليمية وحدودنا البحرية من قبل القراصنة الصومال دون أن تحقق هذه الحكومة أي نجاح يذكر في حماية الملاحة الدولية في خليج عدن .. واليوم بلغ عدد القوارب اليمنية المختطفة في (( اريتريا )) وحدها أكثر من ( 600 ) قارب ، وصار الصياد اليمني يـُخـتـطف من داخل المياه الإقليمية اليمنية دون أي رد فعل حكومي يذكر .. ثم قادت الوطن في ستة حروب طاحنة مع ( الحوثيين ) دون حسم نهائي وانتصار واضح رغم ألآف الشهداء والمعوقين والجرحى من أبناء الوطن الذين سقطوا في سبيل ذلك ولم يعلموا أنهم كانوا مجرد حطب لألاعيب السياسية وأساليبها ..فخذلت السياسة تلك الدماء الطاهرة التي أهرقت ( عبثا ) على سفوح وجبال وسهول صعدة .. فلماذا دخلت كل هذه الحروب إذا كانت لا تريد لها الحسم ؟؟ واليوم يتمدد الحوثيون بدلا عن عزلة ( مران ) حتى أصبحوا في أربع محافظات .. وصار باستطاعتهم محاصرة العاصمة من عدة اتجاهات وقطع إمدادات الغاز والنفط عنها من مأرب عبر مديرية ( مجزر ) في الجوف والحكومة تعلم كل ذلك وتدرك خطورته ومغزاه دون أن تحرك ساكنا ، وتعلن تمسكها بالسلام حتى آخر جندي وسقوط صنعاء !! والمضحك إلى درجة البكاء والنحيب أن أية انتخابات قادمة ستعود بنفس الأغلبية الحالية إلى المجلس وبنفس العدد مع تبادل الكراسي بين أعضاء نفس الحكومة .. وهذا يعني أن الذين يصوتون في الانتخابات في كل مرة هم ليسوا الشعب اليمني الذي تدوسه سنابك الحصان بحكوماته المتعاقبة صباحا ومساء ـ بالجرعات وانهيار العملة ومؤخرا تريد أن تسقطه بالضربة القاضية ( ضريبة المبيعات ) .. أو أن هذه الحكومة هي قضاء وقدر لا مرد لنا من الله منه وهي عذاب على هذا الشعب لذنب اقترفه ويعلمه الله وحده ولا نعلمه نحن ونرجو الله أن يغفره لنا عاجلا غير آجل ويرفع مقته وغضبه عنا .. إن أغلبية الحصان في مجلس النواب منذ ثلاث دورات متلاحقة تحولت من نواب للشعب إلى نوائب من نوائب الدهر وصروفه على هذا الشعب والوطن .. وهي المسئولة الأولى أمام الله ثم الشعب والوطن والتاريخ والأجيال القادمة عن كل ما يحدث لهذا الوطن في هذا العهد ( الزاهر ) والزاخر بالمصايب والنكسات والفضائح ، من تآكل وتلاشي في هيبة الدولة وتراجع الولاء الوطني في القلوب لليمن الموحد وانهيار العملة والانفلات الأمني وفساد القروض التي كبلت الوطن لأكثر من عشرة أجيال قادمة حتى اللحظة وبررت للحكومة التسول وطلب الصدقات وإراقة ماء الوجه وتمريغ سمعة الوطن وكرامة من فيه في مؤتمرات المتصدقين على اليمن ( أصدقاء اليمن ) .. أغلبية ( الحصان ) هي المسئولة اليوم وغدا ومستقبلا عن كل ما آلت وستؤول إليه الأمور في القريب في الحاضر والمستقبل لأنها أسست وشرعنت للفساد بأوراق رسمية وشرعية ورهنت البلاد بالقروض العدمية لعشرات السنين وفرطت بالسيادة في البر والبحر وصادقت على بيع ثروة الوطن والأجيال لصالح بعض الكروش والرتب العسكرية وبعض النواب في داخل المجلس ذاته على حساب كل الوطن ومستقبله .. وهذه الأغلبية هي من صادق على تأجير ميناء عدن لشركة وهمية ( يمن انفستمنت ) وأقرت العقد الذي قضى بتعويض الشركة أكثر من ( 350 ) مليون دولار في حالة فسخ العقد من طرف الحكومة اليمنية وذلك ما حدث وهي مسرحية هزيلة كتب السيناريو فيها والإخراج نفس الوجوه المتورطة في عملية تأجير الميناء بعد ذلك لشركة موانئ ( دبي ) بدلا عن الشركة الكويتية التي قدمت سعرا أعلى ومدة أقل وشروطا أفضل للخزينة العامة وكانت تشكل منافسا قويا جدا بإمكانياتها في تشغيل ميناء ( عدن )ومنافسة ميناء ( دبي ) التي استعادت كل ما دفعته على قلته بمجرد بيع بعض الأسهم في الميناء ذاته على طريقة ( ..... وريقها منها ) .. كما يقول المثل الشعبي وبعد ذلك صار الميناء بلاش لـ( دبي ) وضمنت إخراجه عن المنافسة لأكثر من ثلاثين سنة قادمة دون أي عقاب لمن ارتكبوا هذه الجريمة النكراء بحق الوطن والشعب !! مع شديد احترامي لبعض النواب الفاعلين في المجلس الذين يعرفهم الشعب بالاسم وهم الذين يكشفون لنا هذه الفضائح التي تزكم وتصيب الوطن كله وأجياله القادمة وتكبله بقيود لن يستطع الفكاك منها طوال عقود قادمة.. إن هذه الأغلبية التي غلبت الوطن والشعب والأجيال القادمة عليها أن تعي جيدا أنها معروفة بأسمائها ـ اسما اسما ـ في كل دورة انتخابية وسيأتي اليوم الذي تحاسب عن كل تلك القروض والاتفاقيات المجحفة التي كبلت وصفدت الوطن بها دون أي فائدة جناها الوطن منها اللهم بعض المتورطين بتلك القروض وهم معروفون ـ فردا فردا ـ وسيدفعون الثمن غاليا في يوم ما .. "فدوام الحال من المحال" .. و"الأيام بين الناس دوال" ، وجرائم الوطن لا تسقط بالتقادم وسوف يسترجع الشعب يوما أمواله التي نهبت من ممتلكات الذين كانوا سببا في نهب وضياع الثروة .. سوف تستعاد منهم أو من أبنائهم وأسرهم .. وانظروا إلى أحداث التاريخ وآثاره ، أين ممتلكات شاه إيران وأين ممتلكات سوهارتو اندونيسيا ودكتاتور تشيلي وعلي سالم البيض اليمن .. وما نظام صدام عنا ببعيد .. إن التاريخ لا يرحم الذين يفرطون بسيادة بلدانهم وينهبون ثرواتها ويهربوها إلى الخارج .. فكان مصيرها المصادرة والضياع على طريقة ( غنائم اللصوص تأكلها السباع ) .. واسألوا عن مصير أموال الشاه / محمد رضا بهلوي وكيف حال أسرته من بعده اليوم في إحدى العواصم الأوروبية فهم يعيشون على الكفاف وعلى المساعدات الحكومية ومن بعض أجهزة الاستخبارات التي تريد أن تستخدمهم في يوم ما ضد بلدانهم .. إن هذه الأغلبية لم ترقب فينا ولا بالوطن ولا الأجيال إلاً ولا ذمة وقد قادت الوطن بكل من فيه إلى حيث أصبحنا اليوم نستجدي ونتسول ونتوسل ونحبّبّ ركب وخدود وأنوف الآخرين لكي يعطونا بعض المساعدات المهينة والشروط المذلة والمشاريع الديكورية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، ونحن من يملك على أرضه وبحره ومناخاته كل مقومات الغنى والاكتفاء الذاتي والعيش الكريم والعطاء للآخرين لا استجدائهم ومد اليد المنكسرة إليهم وإهانة كرامة أكثر من ( 25 ) مليون نسمة وتلطيخ سمعة وطن بالعار والخزي والمذلة والتي ستكون وصمة الدهر لنا ولأجيالنا من بعدنا إلى يوم القيامة .. هذه الأغلبية التي تغطي وتمرر وتدافع عن كل فضائح حكومة الحصان الأعرج إلى درجة التواطؤ باسم الديمقراطية والأغلبية النيابية خداعا للنفس وضحكا على الذقون .. ((وما يخدعون إلاّ أنفسهم وما يشعرون)) .. ((في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم في الدنيا خزي وفي الآخرة عذاب أليم)) ..

اللهم لا تسلط علينا سفهائنا .. ولا تولي علينا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا ..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد