;
فاروق مقبل الكمالي
فاروق مقبل الكمالي

قنينة الماء حين تواجه دعاة التخريب .. كيف صارت مشروعا لحل أزمة البطالة والسكن في عدن ؟ 1887

2010-11-11 03:08:52

 حين طلبت منه إجراء مقابلة خاصة اعتذر بلطف، فهو لايمتلك الكثير من الوقت ?جراء مقابلة ، لكنني من خلال حديثه طلبت منه الموافقة على نشر هذه القصة التي كان يحكيها بدون تحفظ ولامزايدة، يؤمن بأنه ما من جدوى لشغل الآخرين فيما يستطيعون تحقيقه بجهود الشباب وتعاونهم على حل مشاكلهم .

 أردت أن آخذ له صورة شخصية لكنه فضل نشر شعار الجمعية، ففيه الكثير من المدلولات التي يمكن من خلالها إدراك حقيقة أن الوطن بحاجة للكثير من العمل والقليل من الكلام ..ولذا نحن أيضاً سوف نختصر الوقت عليكم في قرائة المقدمة ونترككم مع قصة مختصرة لقارورة ماء صارت مشروعاً لحل أزمة البطالة والسكن في عدن 

يؤمن طالب الماجستير في إدارة الأعمال بجامعة عدن ـ علي يحي حسين الجابري ـ أنه قادراً على إحداث فرق في المجتمع الذي ينتمي إليه، ففي نهاية العام 2009م أعلن عن تأسيس جمعية شباب الوحدة التعاونية السكنية في محافظة عدن ويسعى لتوسيع نشاط الجمعية لتضم محافظات أبين والضالع ولحج .

حين جلست إلى علي لم يكن يبدو عليه أنه من هواة إنشاء الجمعيات، فهو شاب في مقتبل العمر ولديه القليل من الوقت لإنجاز رسالته العلمية لنيل شهادة الماجستير وهذا ما يجعله بعيد كل البعد عن التفكير في إنشاء جمعية وسكنية على وجه الخصوص بما تتطلبه هذه المهمة من تفرغ ، عوضا عن الانشغال في تحضير رسالة علمية بموجبها سينال شهادة الماجستير والسير في طريق نيل الدكتوراة .

لكن علي كان ينظر إلى قارورة الماء ويقول: "هذه هي دافعي الحقيقي " !!؟

لقارورة الماء عنده حكاية جديرة بأن نستوعبها دون مزايدة وحد قوله كان ذات يوم ماراً في منطقة الهاشمي بالشيخ عثمان في محافظة عدن ، قد دلف إلى البقالة لشراء قارورة ماء وحينها كان ثمة شاب في السابعة عشر من العمر لا يبدو عليه أنه من أبناء عدن، كان يطلب من صاحب البقالة قارورة ماء ويخبر التاجر أنه لا يمتلك ثمنها.

بادر علي بتسديد ثمن قارورة الماء نيابة عن الشاب وخرجا سوياً يتحدثان الحديث الذي غير تفكيره على هذا النحو .. يروي علي : كان الشاب من أبناء منطقة الحبيلين بمحافظة لحج ووصل إلى عدن للقيام بالمظاهرات المؤيدة للحراك الجنوبي هو ومجاميع كبيرة من الشباب العاطلين عن العمل من الضالع ولحج ـ خرجوا للتظاهر مقابل 500 ريال وعدوا بها من قيادات الحراك، لكنهم في النهاية فروا بأنفسهم وتركوا الآخرين دون إعطائهم حتى ريال واحد يصارعون الجوع والعطش والحر والعرى في مدينة كل ما فيها ملتهب ذلك الوقت .

يقول علي: من هنا وجدت دافعاً قوياً يأخذني نحو مرحلة جديدة مملوءة بالتخطيط والتفكير بمشروع عملي ينتشل الشباب الواقعين ضحايا لدعاة الفرقة والتخريب ومروجي ثقافة الفتن وزارعي ثقافة الحقد في نفوس الشباب عن طريق التعبئة الخاطئة وكان لابد أن نقوم بتأسيس جمعية تعاونية سكنية أطلقنا عليها جمعية "شباب الوحدة التنموية السكنية" والتي من خلالها سوف نكون قادرين على جمع الشباب وتوعيتهم بأن هذا وطننا جميعاً وعلينا يقع واجب المحافظة عليه بشتى الوسائل والسبل كما نحافظ على بيوتنا الخاصة ,ويضيف : تأسست الجمعية لغرض حل المشاكل الاجتماعية ومعالجة القضايا التي عجز الكثيرون عن حلها حتى الآن وهدفنا الأساسي تجميع الشباب في إطار جمعية تساعدهم على تحقق مصالحهم ونبذ الطائفية والعنصرية بجميع أشكالها وزرع روح الإخاء والتعاون بين أعضاء الجمعية بكل الفئات، فالجمعية تسعى لإيجاد الأرض المناسبة لبناء مساكن لأعضائها وحل مشاكل البطالة وتوفير فرص العمل .

وعن كيفية تنفيذ ذلك على الواقع العملي من قبل جمعية وليدة يضيف علي: لقد أقبل الشباب على ا?نضمام إلى الجمعية وقمنا بشراء أرض المشروع فعلاً ونحن الآن نسعى لوضع المخططات اللازمة للمنطقة السكنية وكذلك السعي لفتح ورش عمل في النجارة والحدادة والألمنيوم والبلك والتي ستمكننا من تشغيل الأعضاء العاطلين عن العمل وسوف توفر الجمعية لهم كل المتطلبات، كما ستقوم الجمعية بتسويق منتجاتهم والعودة بأرباحها إليهم ، والذي سينتجه الأعضاء في هذه الورش سيتم تغطية احتياجات المشروع السكني به وبذلك يكون للشاب عمل ينتشله من البطالة والفراغ القاتل ويجعله قادراً على امتلاك قطعة الأرض والمسكن المناسب ويبعده عن أصحاب المشاريع الصغيرة التي تسعى للتخريب .

حتى الآن يكون قد مر على عمر الجمعية سنة كاملة وحين يتحدث علي الذي كان منهمكاً وسط أكوام من الورق والوثائق الخاصة بأرض الجمعية في محافظة عدن ومخططات الأرض ودراسات المشاريع التشغيلية التي تنوي الجمعية السير في إنجازها على أرض الواقع ـ يقول: حتى الآن أستطيع القول أننا أنجزنا ما يقارب 50 بالمائة من الهدف الذي نسعى إليه، فقد أوجدنا الأرض المناسبة للمشروع بحر مالنا ولم نلجأ إلى أحد بهذا الخصوص وجهزنا ملفاً كاملاً بالمخططات والفكرة التي سوف نقدمها إلى فخامة رئيس الجمهورية للتوجيه باعتمادها ودعمها، فهو دائماً يدعو إلى الاهتمام بالشباب ودعمهم ,كما لايخفى أن مشروع الجمعية في فكرته الحالية يشكل امتداداً لمشروع الصالح السكني، ففي الوقت الذي يشكل مشروع الصالح حلاً لقضية السكن فإن مشروع جمعية شباب الوحدة يشكل حلاً آخر ?زمة السكن، كما هو أيضا حلاً لمشكلة البطالة .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد