ما أتعس ( بعض ) المسئولين في بلادنا وخصوصاً حينما يعتقدون بأن المسئولية هي ( ضربة حظ ) لن تعوض ،

الأمر الذي يدفعهم لاستغلالها في ( لهط ) المال العام بكافة الطرق وشتى الأساليب بعد تكييفها على نحو قانوني، إعتقاداً منهم

وفي قرارة أنفسهم بأن ذلك سوف يحميهم من المحاسبة يوماً ما !!

· ما أتعس ( بعض ) المسئولين حينما يعتقدون بأن المسئولية هي أملهم وفرصتهم الوحيدة في الحياة

للحصول على كل ما تشتهي أنفسهم ( المريضة ) من أملاك وعقارات وخلافها ، الأمر الذي يدفعهم لإستغلال المسئولية في

الاستيلاء على ما ليس لهم من أملاك الآخرين وتكوين تجارة وترتيب أوضاع ذويهم والمقربين منهم وحتى أوضاعهم، تمهيداً لما

بعد انتهاء المسئولية وخروجهم منها، متناسين مقولة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) والتي نوه من خلالها إلى أهمية

محاسبة المسئول لذاته قائلاً ( حاسبو أنفسكم فبل أن تُحاسبوا وزِنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم ) .

· ما أتعس ( بعض ) المسئولين في بلادنا وخصوصاً حينما يعتقدون في قرارة أنفسهم بأنهم لن يتمكنوا

من كسب ود وإحترام وتقدير مرؤوسيهم من الموظفين ــ إلا من خلال ( الشخط والنخط )، أو عن طريق المساس بمصدر

رزق الموظف سواء بالخصم عليه أو الجزاء أو حتى العكس صحيح وذلك عن طريق الإغداق على الموظف بالحوافز والمكافآت،

متناسين بأن ( الاحترام يُكتسب ولا يُشترى ) !!

· ما أتعس ( بعض ) المسئولين حينما لا يستطيعون التمييز بين الظلم والعدل، خصوصاً حينما يستغلون

مسئوليتهم لمنح ( بعض ) المقربين منهم الفرصة في الترقي والحصول على إمتيازات أخرى في الوظيفة العامة وذلك على

حساب مرؤوسيهم من الموظفين المستحقين فعلياً وبجدارة لتلك الترقيات والامتيازات، متناسين بذلك أولئك المسئولين الحديث

القدسي الذي أشار من خلاله رسولنا الأعظم صلوات الله عليه وسلم لتحريم الله سبحانه وتعالى للظلم بقوله في الحديث ( يا

عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً ...) إلى قوله في نهاية الحديث ( .. والظلم ظلمات يوم

القيامة ) .

· أخيراً ما أتعس ( بعض ) المسئولين وخصوصاً حينما يعتقدون بأن المسئولية ( تشريف ) ووسيلة لنيل

الوجاهة والنفوذ في المجتمع ، متناسين بأن .. ( المسئولية تكليف لا تشريف ) وإنها أمانة في أعناقهم وإنهم محاسبون

عليها أمام الله عز وجل يوم القيامة عطفاً على حديث رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم الذي شدد على أهمية المسئولية

وعظمها بقوله ( ... كلكم راع وكلكم مسئولٌ عن رعيته ) .

 فهل يعيد أمثال أولئك المسئولين في بلادنا حساباتهم ويعودون لجادة الصواب.