;
علي الربيعي
علي الربيعي

الصحة المفقودة في المستشفيات العامة والخاصة 1613

2010-12-14 02:39:43



"البيمارستانات" في بغداد والقاهرة والمستشفيات اليوم في صنعاء وعدن ومختلف مدن الجمهورية لو تساءلنا عن الفوارق بين الاثنين أو النوعين هل سنجدها وما السبب؟
سؤال دائماً ما يخطر على البال وأنت تشاهد المباني الفخمة المحاطة بالأسوار طولاً وعرضاً تلك هي فخامة البناء في المستشفيات الحكومية أو البنايات المستأجرة أو المملوكة الفارهة كمستشفيات أهلية تابعة للقطاع الخاص تزين لوحاتها الأضواء والهلال الذي يشكل نصف طوق أو قيد .. بالتأكيد هناك الكثير من الفوارق والاختلاف "فالبيمارساتانات" وجدت على أيام الدولة العباسية أي قبل مئات السنين جدرانها وأبنيتها من الطين والياجور وأسقفها الخشب وسعف النخيل .. إنما من كان يديرها ويداوي مرضاها ومرتاديها ابن سينا الذي مازالت تدرس نظريته إلى اليوم ويؤخذ بها كمرجع طبي يمكن العودة إليه في كثير من كليات العالم ومؤلفه القانون في الطب .. وكذلك كان ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الكبرى والزهري مخترع التخدير وابن الهيثم طبيب العيون وغيرهم كانوا أطباء البيمارستانات .. لم يقسموا بيمين ابقراط على أن يؤدوا عملهم بأمانة وإنسانية ونزاهة وتجرد لأنهم لم يكونوا بحاجة إليه لأن الأمانة كانت جزءً من أخلاقهم ودينهم والنزاهة كانت بعض صفات إنسانيتهم الرائعة ، قدموا للإنسان العربي والمسلم في زمنهم أفضل خدمة صحية وأرقى علاج ودواء دون الحصول على مقابل أو أجر أو استغلال، هذه الصورة البسيطة والمختصرة لما كانت عليه البيمارستانات .
أما الصورة للمستشفيات التي يعالج فيها مرضانا فإنه ينطبق عليها المثل القائل "خارجها الله الله وداخلها يعلم الله" مباني في غاية الروعة تصدمك المفاجأة بمجرد دخولها عندما تستقبلك الصراصير والفئران والبعوض والذباب وهي تسرح وتمرح ولها كل الحرية وتزيدك صدمة لو دخلت دورات المياه التي لا تتخيلها حتى في أكثر الأماكن قذارة وعفونة .. وبعدها عليك ان تتخيل الباقي من إنعدام الدواء إلى سوء معاملة المريض وإهماله وعدم الاعتناء به وعدم القدرة على تشخيص مرضه مع انعدام أبسط الأدوية .
هذا في المستشفيات الحكومية التي تدعي وزارة الصحة أنها تقدم فيها التطبيب المجاني .. ولا تقل الحالة سوء في المستشفيات الأهلية إن لم تكن أكثر سوءً كنتيجة حتمية للهدف الذي أنشئت ووجدت من أجله هذه المستشفيات وهو الحصول على المال فقط المال وإشباع جشع أصحابها، أما الطب والعناية بالمريض فلا تتحدث عنه لأن فاقد الشيء لا يعطيه وقصص المرضى الذي تسوقهم أقدارهم إلى هذه المستشفيات يشيب لهولها الطفل، نصب وكذب واحتيال واستغلال الإنسان في أسوأ لحظات ضعفه وأتعسها وقد أصيب طفل صديقي بالحمى وعندما أسعفه إلى إحدى المستشفيات في عدن بقي فيها أسبوعاً كاملاً ولم تتحسن حالته أو حتى يشخصوا مرضه، أما الفواتير فحدث ولا حرج وعندما تعب الأب ويئس نقل ابنه إلى مستشفى آخر في صنعاء لعله يجد طبيباً يستطيع تشخيص المرض وعلاجه.. وكان ردهم ان الحالة تأخرت وتستدعي وضعه في العناية المركزة وكأنه لم يكن في مستشفى وعلى الفور وضعوه في العناية المركزة وبقي فيها عشرة أيام ليفارق الحياة .
هل يدرك القارئ الكريم الفرق بين البيمارستان قبل سبعمائة عام ومستشفياتنا في القرن الحادي والعشرين؟ وللحديث بقية .
??

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد