;
محمد أمين الداهية
محمد أمين الداهية

مكافحة المتسولين وفكرة رخصة تسول 1953

2010-12-27 01:52:20


كم هي الحياة قاسية على أولئك المتسولين الذين يقعون في شراك مكافحة التسول، هذه الإدارة التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، يبدو أن قانون الألفية الثالثة التي نعيشها اليوم جاء ليفرض منهجة الغير مدروس على ظاهرة التسول في اليمن، فلا ندري أي برنامج يستند إليه برنامج مكافحة التسول ليحد من هذه الظاهرة.
 ما نلاحظه سوى عمليات مداهمة وإلقاء القبض على متسولين ضعفاء يبحثون عن شيء يسدون به رمق أطفالهم وأسرهم،فريق مكافحة التسول يدعي بأننا غير مطلعين على حقيقة من يقومون بالقبض عليهم وإيداعهم السجن وفرض غرامات مالية تأديبية تشابه إلى حد ما الجباية.
مشاهد تراجيدية نراها تتجسد على نساء مسنات، يقوم فريق مكافحة التسول بسحبهن ومعهن أطفالهن يصرخن ويبكين ويتوسلن بعدم جرهن إلى حافلة مجرمي التسول، كل ذنبهم أنهم يرفضون الموت جوعا، معذورين فحكمتهم في هذه الحياة أن يبقوا أحياء، مبدأ تفضيل الموت لا يكون إلا عند من دارت عليهم الأيام وغدر بهم الزمن بعد أن كانوا ميسوري الحال، أما من ينشأون بين أحضان الفقر ويمدون يد السؤال فهم متمسكون بالحياة وعلى رضى تام بحياة التسول السبيل الوحيد ليبقوا أحياء.
هناك من يقول أن بأمكان أولئك المتسولين من المسنين العمل بدلا من التسول، إذا كانت البطالة قد خيمت بأجنحتها على أصحاب المؤهلات والخبرات والمهن فما حظ متسول مسن من الحصول على فرصة عمل تناسب قدرته العقلية والبدنية،أيضا لماذا لا نقف وقفة إنسانية تجاه أولئك الأطفال الأبرياء الذين جبلوا على التسول وحياة الشارع، هل يمكن أن يكونوا سعداء بطفولة ينهش فيها الفقر والحرمان وتلسع وجوههم البريئة شمس الظهيرة ويخترق أجسادهم الصغيرة زمهرير الشتاء، هل هؤلاء الأطفال سعداء بضرب أبائهم وكيهم بالنار ان لم يأتوا بإتاوات التسول الكافية لنزوات هؤلاء الآباء الذين فعلا يستحقون السجن المؤبد إن لم يكن الإعدام .
مسكينة تلك الطفلة التي أرتني جراحات التعذيب من قبل والدها المجرم الذي لايستحق الحياة، من ينقذ هؤلاء الأطفال من سطوة هذا الزمن الجائر الذي يحمل بين طياته آباء يستثمرون طفولة أبنائهم ليعيشوا على تعبهم وكدهم، بل وكرامتهم التي تفترسها ذئاب الشوارع، ألا يستحق هؤلاء الأطفال أن يدشن من اجلهم مشروع خيري يحتضنهم يشمل كل محافظات الجمهورية؟ وعودة إلى مشروع مكافحة التسول، ماهي الدراسة التي استند إليها هذا المشروع حتى يقنعنا بأن الطريق الأمثل لمكافحة التسول إلقاء القبض على المتسولين وإيداعهم السجون والإفراج عنهم بعد دفع الغرامات المالية التي أعرف إلى أي بند تذهب؟
أين انتم يا وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من الحلول والمعالجات التي تقترحها دراساتكم وندواتكم وورش العمل التي لانهاية لها، ما لذي ستقدموه للفقراء والمحتاجين لتحدوا من ظاهرة التسول التي أصبحت تدر على مكافحة التسول مبالغ مالية يدفعها من يتم القبض عليه متلبسا لا يملك رخصة تسول على ضوئها يدفع المتسول ضريبة تسول.. نكتفي بهذا وللحديث بقية.

ahmedmn@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد