;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

دبابيس..... 1507

2011-01-25 01:05:41


المقابل:
إذا كان الشاعر العربي الراحل "أمل دنقُل" قد سجل عبر بيت الشعر الشهير قصيدته الرائعة "لا تصالح" حقيقة ساطعة يغفل عن رؤيتها الكثيرون قائلاً: لو أتي فقأت عينيك.. ووضعت مكانهما جوهرتين.. هل ترى.. هي أشياء لا تشترى".. فإن الروائي الفلسطيني "هاشم رزق المصري" قد وضع يده عبر روايته "البساطير" على جانب آخر لتلك الحقيقة يتلخص ما جاء على الرواية على لسان الشاب الوطني "جمال" في قوله له قبل استشهاده بلحظات:"يبدأ كل شيء بالصدق، وألا تفكر في المقابل" ونقول: عدم التكفير في المقابل هو الخيط الفاصل بين المجاهد والمناضل والسمسار، بين من يضحى من أجل ما يؤمن به وبين من يتاجر بما كان به مؤمناً، بل حتى في الذين فإن الأجر يكون من نصيب الذي يعمل لوجه الله.. يفصل بينك وبين الشرف أن تفعل ما تفعل دون انتظار مقابل من البشر، دون أن يكون عينك على الثمن، يحدث هذا على مختلف المستويات.. في دنيا السياسة والعلاقات الاجتماعية، كذلك في عالم القلم والكلمة "الصحافة".
قضايا الناس:
عندما يلاحظ في أيامنا هذه التعامل المتبع من قبل بعض الجهات ذات العلاقة والمعنية بحل قضايا الناس، والتي يخولها القانون ذلك.. وبدلاً أن تحل هذه القضايا وفقاً للقانون تسلك الطرق الأخرى الأكثر التواءً عبر "الشيخ" "عاقل الحارة" "التعديل" "التحكيم القبلي" وطلوع لجان ونزول لجان.. وغيرها من الطرق الطويلة الأمد.. تأكل الأخضر واليابس دون جدوى..
وكأنك "يا زيد ما غزيت".. السؤال أو التساؤل الذي نطرحه: إلى متى سيظل هذا الحال؟! وإلى متى سيظل القانون نائماً نومة أهل الكهف في الأدراج؟!
صحافي ودرويش!!
ننكر أن مهنة الصحافة اليوم صار يتناسل على بلاطها لفيف من "المتصاحفين" ومستطرقي الصفائح و"الدراويش" وللأسف فإنه بسبب هذا الخلط القسري صار البعض يقيم حال الصحافيين بوجه عام بظن مفاده: إن الجميع دراويش ولصوص أضواء وعبيد للمادة.. وهنا يتوجب إحاطة أصحاب المفاهيم المبنية على سوء الظن بالجميع بان مهنة الصحافة مهنة سامية ورفيعة جداً وستبقى كذلك ما بقي أصحابها المسكونين بالاعتزاز والاعتزاز والرفعة والتي ربما لم يحسس بها البعض ممن ألف "تعود": صور وأساليب الدراويش:
وبالمناسبة نكرر ونعيد القول للذين تتشابه عليهم الصور بأنه: لا جامع بين الصحافة والدروشة.. فشتان ما بين صحافي ودرويش ولو نقش الأخير أسمه بماء الذهب.
إنتهازية:
إن الإيمان الصادق والنابع من قناعات ثابتة يدفع بصاحبها لأن يقدم التضحيات بالغالي والنفيس دون أدنى شكوى أو تذمر والشعور بالندم لما قد يصادفه من مصاعب وأزمات وصدمات.. بل إن كل مشكلة تصادفه لا تزيده إلا إيماناً وتمسكاً بمبادئه.. أما أن ندعي المبادئية ونجاهر بها ونتحمس للدفاع عنها عندما تكون الظروف ملائمة وفي صالحنا وعندما تتغير تلك الظروف وتصبح في غير صالحنا ولا تخدمنا، ونصدم بواقع جديد وصعب سرعان ما ننكر ونتخلى عن مبدأيتنا تحت أعذار ومبررات واهية باعتبار أن المبادئ لم تجلب لنا سوى المصائب والويلات، وأن الحياة قد تغيرت وأن الثبات على مبادئيتنا هو نوع من الجنون والانتحار ومناطحة الجبال!! فهذه لعمري ليس لها سوى توصيف واسم واحد وهي: الانتهازية.
عقول وعجول!!
لا فرق يمنياً، بين العقول والعجول.. فكلاهما صالح للذبح أو السلخ والجلد، لا فرق ـ في هذه البلد!! وبات كل ذي جمجمة داخلها مخ، مش "كراعين"!! أن يدرك جيداً أن الطماطم أغلى وأعلى شأناً من الجماجم "العقول".. فالفكر في يمن الإيمان والحكمة! ممنوع من الصرف.. عدا "الصرف الصحي"!
ولا حتى الصدى!!
يكثر جهابذة السلطة دائماً من الحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات العامة و..و..وإلخ، تحفل حطبهم وكلماتهم الرسمية بالعديد من الوعود لكنها تظل كلمات جوفاء تنتهي بانتهاء اللقاء أو المناسبة تذهب أدراج الرياح ولا يبقى منها حتى الصدى.. فهل سيطعم الناس كلاماً وتحل مشاكل البلاد والعباد بالكلام فقط؟؟.
قفلة:
يجب المحافظة على تطورنا الذهني ورغبتنا في الحياة وأن تكون لنا قضية عامة نعمل ونناضل من أجلها على شرط أن تكون مفيدة لأكبر عدد من الناس حتى تظل حياتنا لها قيمة وفائدة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

عدنان العديني

2024-05-20 00:34:14

ماذا يريد الحوثي؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد