عندما تم انتخاب المهندس/ أحمد بن أحمد الميسري كمحافظ لمحافظة أبين تفاعل الكثير من المواطنين والمهتمين أن يكون له شأن آخر يستطيع من خلاله أن يصنع ما لم يستطيع أن يفعله من سبقوه من المحافظين باعتباره شاباً لديه القدرة والطاقة اللازمة، التي تمكنه من العمل بجميع المجالات والتعامل مع كافة القطاعات والقضايا السياسية والاجتماعية والرياضية والخدمية والأمنية وأن تكون لديه الحاسة السادسة التي يستطيع من خلالها أن يتدارك الأمور والمشاكل قبل وقوعها وبالذات أنه وعد فور انتخابه كمحافظ لأبين بأن يحل جميع القضايا والمشاكل خلال شهرين فقط لكن ماذا حدث بعد ذلك.
اليوم وبعد قرابة ثلاثة أعوام من انتخابه محافظا لأبين كيف ينظر المواطنون في أبين والمهتمون بشئون المحافظة لأداء المحافظ الميسري كمحافظ لمحافظة أبين.. "سلبيات الرجل وإيجابياته", كان للإمكانيات والدعم الذي حصل عليه المحافظ في "خليجي20" أثراً إيجابياً ساعد المحافظ في إقامة بعض المشاريع الخدمية كالإنارة والطرق والتشجير وملعب "خليجي20" وغيرها, أما الآن فالشارع في أبين يتحدث بمرارة عن العناء والتعب والإرهاق الذي يلاقونه في متابعة المحافظ ومكتبه وسكرتاريته لتحديد موعد للقاء به, إذ لا يستطيع أحد مقابلة المحافظ أو من الصعب مقابلته على حد قول أحد أقرب العاملين معه: " لا يحضر المحافظ إلى مقر عمله وأوقاته ومواعيده غير مرتبة ولا يستطيع أن يصل إليه إلا المقربون وعليت القوم، أما المواطنون فهذا أمر ليس".
بل أن مدراء العموم وأعضاء في السلطة المحلية في المحافظة والمديريات يبدون شكواهم وامتعاضهم في الخفاء من عدم استطاعتهم الوصول إلى الأخ/ المحافظ، أخبرني أحد المقربين من المحافظ أن أحد أعضاء المجلس المحلي بإحدى مديرياته النائية باع كبش العيد للنزول إلى عدن لمقابلة المحافظ بعد تحديد الموعد له من قبل المحافظ شخصياً إلا انه بعد نزوله مكث في عدن أكثر من خمسة أيام دون أن يستطيع أن يكحل عينه في رؤية المحافظ كي يقعد معه لحل مشاكله ومشاكل الناس, ليضطر بعدها عضو السلطة المحلية لأن يستدين مبلغ من المال للعودة إلى مديريته بخفي حنين وما أن وصل حتى باع كبش العيد الثاني لسداد ديونه في عدن واضطر لأن يعيد بحبة دجاج، فلا أنه جلس في مديريته وعيد بكبشه.. ولا أنه استطاع مقابلة المحافظ وحل مشاكله ومشاكل أبنا مديريته, هذه الواقعة غيض من فيض إلى جانب التسيب الذي تعانيه إدارات المكاتب بالمحافظة والسماح للوكلاء بأن يسرحوا ويمرحوا دون حسيب أو رقيب وما يجري في منطقة العلم ومدينة النخيل إلا واحدة من مظاهر فشل إدارة العمل بالمحافظة.
أخي المحافظ إن المسئولية أمانة وتكليف وعمل وحل مشاكل المواطنين الذين انتخبوك تعبيرا لمشاكلهم وقضاياهم من أجل حلها, لا بالتواري والابتعاد من الناس ووضع الحواجز والعراقيل أمام الناس لمقابلتك وحل مشاكلهم واكتفائك الاهتمام بالأصحاب والمقربين والإغداق عليهم بالمال وشراء السيارات وترك لهم الحبل على الغارب يفعلون ما يريدون, أخي المحافظ خذ العبرة والموعظة لما حصل في تونس إذ بدأت "بسيدي بو زيد" ووصلت إلى رحيل زين, وأخشى أن تبدى هذه المرة بسيدي بو (زنجبار) وعليك تفهم قبل أن يقع الفأس بالرأس, أخي المحافظ عدم الاهتمام بقضايا الناس يجعل الشعوب تنفجر بصورة لا شعورية مما تعانيه من ظلم واضطهاد وأخذ الحقوق والتسلط والتعسف والتهديد وترك الناس فريسة للقبضة الأمنية وتهديدات النافذين والمسئولين.. هذه تذكرة وموعظة لعل الذكرى تنفع المؤمنين.