;
عبد الفتاح البتول
عبد الفتاح البتول

المشترك والمهرجانات.. بين المعارضة والمواجهة!! 1803

2011-02-12 06:32:54


استطاع المشترك من خلال المهرجانات الجماهيرية الكبيرة والحاشدة يوم الخميس 3 فبراير اثبات أنه قادر على حشد الجموع الغفيرة وإخراج الأعداد الكبيرة وإقامة المظاهرات والمسيرات الهائلة والهادرة، ومن خلال ذلك أراد المشترك إرسال رسالة إلى الداخل والخارج أنه قادر على إخراج هذه الاعداد الهائلة، وفي الوقت ذاته قادر على ضبط الإيقاع والقيام بهذه الفعاليات وإدارتها وقيادتها بتنظيم دقيق وتخطيط سليم، وفي أجواءٍ آمنة وبطرق حضارية. وقد كان لافتاً للنظر في كل المهرجانات التي أقامها المشترك في العديد من المحافظات، ان كل مهرجان انتهى بكلمة توجيهية إلى المشاركين ان انصرفوا راشدين وعودوا إلى منازلكم سالمين غانمين، وكان لهذا التصرف السليم والسلوك الحضاري أثر في نفوس الناس وعموم المواطنين والمراقبين في الداخل والخارج، وخاصة بعد انتشار الشائعات والمخاوف من تحول هذه المهرجانات إلى صدامات ومواجهات.ومع مرور المهرجانات بدون عنف أو مواجهات، إلا أن بعض المراقبين والمتابعين وجدوا في بعض الشعارات المرفوعة وفي بعض الكلمات والخطابات التي ألقيت، وجدوا فيها نوعاً من العنف اللفظي والاستفزاز والخروج عن النص والقصد، ومن ذلك الدعوة لإسقاط النظام ورحيله، تقليداً ومحاكاة لما حدث في تونس ويحدث مصر، دون مراعاة الواقع والوقائع، وفي خلط واضح بين المطالبة بإصلاح النظام والأوضاع والتغيير نحو الأفضل وبين الدعوة الفورية إلى الإسقاط والرحيل.
وهذا يدعو المشترك لتوضيح هذه المسألة وتحديدها بدقة، بحيث يعرف الناس والمتابعون هل هدف المشترك في هذه المرحلة إصلاح النظام أم إسقاطه؟ فهناك فرق واسع وفرق شاسع بين الأمرين، سواء في الوسائل والأساليب أو في النتائج والمآلات، وتزداد الحاجة لتوضيح هذه القضية بصورة سريعة وقاطعة، عندما نسمع بعض قيادات المشترك وهم يتحدثون عن إسقاط النظام ورحيله، ومن ذلك ما قاله وتحدث به أحد قيادات المشترك في نهاية مهرجان أمانة العاصمة بأن هدف هذه المهرجانات والفعاليات إسقاط النظام، قال ذلك بلهجة خطابية وحماسية موجهة للمشاركين في المهرجان وخاصة الذين كانوا في مقدمة الصفوف وقرب المنصة، والذين رددوا بطريقة تقليدية ومحاكاة للآخرين: «الشعب يريد إسقاط النظام»، ولا يخفى على أحد ان نشر مثل هذا الشعار في مهرجان جماهيري حاشد وكبير، وفي مثل هذه الأوضاع والظروف سيؤدي إلى خروج الأمور عن السيطرة، وتغليب العاطفة والحماسة والانفعال على العقل والحكمة والواقع والمصلحة العامة، وإذا كان الإنسان يمتلك القدرة على قول ما يشاء والتعبير عما يريد، فلا بد ان يمارس هذه الحرية بمسؤولية، وان يراقب كلامه وخطابه وألفاظه وعباراته، فالكلمة أمانة وإذا لم تضبط فقد تصبح أخطر من الرصاصة، والحرب أولها كلام والنار من مستصغر الشرر.
والمشكلة باعتقادي ان هناك خلطاً واضحاً - بقصد أو دون قصد – بين المعارضة والمواجهة، وبين المطالبة بالإصلاح والدعوة للإسقاط، لدرجة ان أحد قيادات المشترك في إحدى المحافظات في كلمته أمام الحشود الغفيرة، طالب ودعا إلى رحيل النظام، وفي الوقت ذاته طلب من النظام وقف الإجراءات الانفرادية التي قام بها، وهذا غاية في التناقض والاضطراب، تناقض في الخطاب واضطراب في الطلب، وبرز هذا التناقض والاضطراب بوضوح شديد في ردود فعل المشترك من المبادرة التي تقدم بها الأخ رئيس الجمهورية، فقد رحب بها البعض وطلب ضمانات حقيقية لتنفيذها وتحويلها إلى واقع، بينما ذهب آخرون إلى ان المبادرة لم تأت بجديد، ولا تنم عن وجود نوايا جادة، وذهب آخرون إلى أغرب من ذلك، حيث قالوا ان ما قال الرئيس أنها تنازلات، ليست سوى أخطاء تراجع عنها، وهذا موقف غريب وعجيب لا يحمل نقداً للمبادرة ولا رفضاً وانكاراً ولا رأياً واضحاً ومحدداً، وإنما هو نوع من المماحكاة والخلاف اللفظي، وإلا فما الفرق بين أن تكون المبادرة تنازلات قدمها الرئيس أو أخطاء تراجع عنها؟ النتيجة واحدة أنها خطوة إيجابية وفي الاتجاه الصحيح، بل إن وصف المبادرة بأنها تراجع عن الأخطاء، فهذا يعني العودة إلى الصواب واعتراف بأن بنودها ومضمونها إيجابي، والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، ثم ان رجوع رئيس دولة من الخطأ إلى الصواب، يعتبر في حد ذاته عملاً إيجابياً وسلوكاً محموداً ويتطلب من الناس دعمه وتشجيعه والثناء عليه وحثه ودفعه للاستمرار فيه والتمسك به، وبالتالي التعامل والتفاعل معه بكل إيجابية ومسؤولية، ورغبة صادقة في الإصلاح والتغيير نحو الأفضل، بعيداً عن الأهواء الشخصية والمصالح الحزبية والولاءات الضيقة، وتصفية الحسابات واستعراض العضلات فالمرحلة لم تعد تحتمل مثل هذه المزالق والمضايق والمكايد، فالوطن في منعطف خطير ويتطلب من الجميع تحمل المسؤولية ومراعاة الله ثم الوطن في الأقوال والأفعال وتحري الصواب قدر المستطاع «ان أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب»..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد