;
محمد أمين الداهية
محمد أمين الداهية

كيف ننتصر لليمن؟ 2113

2011-02-15 03:06:08


اليوم وبعد زمن طويل من الذل والهوان والتسلط المقيت تنتصر الشعوب لإرادتها ، صوت الحق يجلجل ويهز المعمورة ويربك الطامعين والخائنين لأوطانهم وشعوبهم، فريق تتحطم أحلامه على قبضة إرادة الشعوب وهم أولئك الحالمون بشرق أوسط جديد ويعدون عدتهم للتعامل مع هذا الحدث الذي لم يكن في حسبانهم، والفريق الأخر وهم أولئك الذين تكبروا على أوطانهم وشعوبهم، وأذاقوا الناس مرارة القهر وعلقم الكبت الذي كانت نتائجه ما رآه العالم وآمن به.
 من يتعمق في الشأن التونسي والمصري فسيجد الأسباب العقلية والمنطقية التي أدت إلى نجاح الثورتين بإرادة شعبية بحتة لم تسيرها أحزاب أو منظمات كما يجري في بلادنا، لقد كانت ثورتا تونس ومصر منسجمتين انسجاما تاما مع معطيات الحياة التونسية والمصرية والتركيبة المجتمعية للبلدين، حكومة وشعب، من يعتقد إمكانية تطبيق التجربة التونسية والمصرية على الساحة اليمنية فهو مخطئ في اعتقاده، وعليه إمعان النظر جيدا، في الشأن اليمني بشكل عام من مختلف الجوانب السياسية والمجتمعية والتعليمية وما إلى ذلك،التقليد الأعمى هو الخطر الكبير على اليمن أرضاً وشعباً، وكنت اعتقد أن اليمن يحظى بطبقة مثقفة تعرف كيف تحافظ على الوطن والشعب إلا انه وللأسف الشديد اتضح أن الثقافة اليمنية مازالت رتيبة وغير قادرة على تأدية دورها الوطني المحايد من باب استشعار المسؤولية الوطنية والشعبية، يجب أن يكون الانتصار للوطن والشعب مبني على أسس سليمة ومتينة تضمن الخروج بالوطن والشعب إلى بر الأمان وليس كما نشهده اليوم من تظاهرات تدعي أنها شعبية وهي في حقيقة الأمر استجابة لنداءات حزبية تتصارع من اجل البقاء وإلغاء الأخر.
بعد خطاب رئيس الجمهورية تحت قبة البرلمان أمام مجلسي النواب والشورى اعتقد أن من واجبنا التعامل مع خطاب رئيس الجمهورية بمسؤولية وصدق ودون أي تحيز لمصالح ذاتية، الشعب اليمني في أمس الحاجة إلى من يقوده إلى طريق الخير بما يضمن أمن وطنه وسلامة مستقبل أجياله، من العيب أن نتنكر لكل ما قدمه الرئيس/ علي عبد الله صالح من اجل اليمن والشعب في مختلف الظروف والأزمات ،كما انه ليس من العدل أن نقارن رئيسنا وسياسته بالرئيس التونسي أو المصري وهذه هي الحقيقة ومن ينكر ذلك فلا ينم ذلك إلا عن حسابات شخصية لا تمثل الآخرين من أبناء الشعب، الذين لم يخرجوا عن القانون ولم يتعرضوا لصراع مع الدولة، كلنا مع التغيير وسنعمل من أجل التغيير لكن وفق أسس وثوابت ينبغي أن لا نحيد عنها، لابد أن يكون التغيير واليمن شامخاً كما هو لاكما يريده دعاة الفوضى الخلاقة والذين يدركون جيد أن التركيبة المجتمعية لليمن لا تتلائم مطلقا مع ما ينادون به، لابد أن يكون التغيير في ظل الرئيس علي عبد الله صالح وإشرافه وعبر الطرق الديمقراطية الحرة التي يرتضيها الشعب، فبدلا من أن تكون تلك المسيرات التي تنفذ أجندات حزبية أو تلك التي تقف وراءها منظمات مدنية في صف اليمن ومن اجل اليمن وشعبه نراها تغرد خارج السرب، لاتدرك مالذي خرجت لأجله سوى استبشار الأحزاب ومفاخرتها بقدرتها على تحريك الشارع وفق إرادتها لا إرادته، اليمن أمانة في أعناقنا فلا نتركها لمثيري الفتن والغوغائيين من أي طرف كان وفي الوقت نفسه علينا أن نعرف كيف ننظم احتجاجاتنا وكيف نجعل تلك الاحتجاجات فيما يخدم المصلحة العليا لليمن واليمنيين، ونبدأ معا مراقبة ومتابعة الإصلاحات ومكافحة الفساد والمفسدين ونشدد على ذلك بمختلف الطرق السلمية والقانونية، فذلك هو الطريق الأمثل والوحيد الذي من خلاله يكون الانتصار لليمن واليمنيين،حفظ الله اليمن ولا سامح الله كل من يجر اليمن بأي شكل من الأشكال إلى الفتنة والتمزق والله المستعان على ما يصفون.

aldahiad@yahoo.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد