;
محمد بن راوح الشيباني
محمد بن راوح الشيباني

إذا غابت الحكمة حضر الخراب 2367

2011-02-16 04:21:03


تتمنى كل الشعوب العربية باستثناء اللبنانيين طبعا أن يطلقوا على رؤسائهم الحاليين لقب (الرئيس الأسبق) وهم يسيرون بينهم بعد انتهاء فـترة رئاستهم الدستورية ويعودون يواصلون حياتهم الطبيعية بين شعوبهم كأي رئيس سابق في العالم بكل أمان وطمأنينة.. لكن هؤلاء الزعماء وتحديدا (الجمهوريين) منهم يصرّون بعناد شديد إلاّ أن يتوجوا مسيرتهم في الحكم بلقب (الرئيس المخلوع) الذي تلاحقه اللعنات وتلوكه الألسن بأسوأ العبارات دون أن تنطبق عليهم أحكام الغيبة وعقوبتها..
اثنان من هؤلاء (المتجمهرين) حتى الآن ذاقا وبال أمرهم وذهبا غير مأسوف عليهم وكان بإمكان شعوبهما أن تودعهما بالورود بدلاً عن الأحذية وبالدعاء لهما بدلاً من الدعاء عليهما وعلى ذريتهما.. وصدق فيهما قول المولى عز وجل (وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون)..
 إن إرادة الشعوب من إرادة الله ويوم تصحو للقصاص من جلاديها وناهبي ثرواتها فان كل الساحات والميادين والشوارع تتحول إلى ميادين تحرير في كل المدن..
تحرير الأوطان ليس له ميدان بعينه أو مكاناً محدداً فكل متر وشبر في الوطن هو ميدان تحرير بذاته وكل المحافظات والمدن هي ميادين تحرير بالضرورة.. لذلك فإن التسابق على احتلال (ميدان التحرير) من قبل السلطة والمعارضة لا يعني أي شيء لنا نحن الشعب.. والذين أوهموا أنفسهم أنهم قد قطعوا الطريق أمام التغيير بافتراشهم لـ(ميدان التحرير) في العاصمة فإنهم يؤكدون بلادتهم كما هي عادتهم ويثبتون بما لا يدع مجالاً لحسن الظن بهم، إنهم لم ولن يستوعبوا الدرس من مصر وتونس.. في لحظة تاريخية مجيدة سيتقدم الشباب غير المنتمي للسلطة ولا للمعارضة وسيقود عملية التغيير وربما نتفاجأ جميعا بهم كما حدث في مصر العزيزة وهذا ما هو مشاهد أمامنا اليوم حيث نرى تلك المجاميع غير المسيسة من الشباب وغير الموجهة من احد تقود التغيير وتطالب بالإصلاح الشامل..
السلطة والمعارضة في اليمن تلعبان على عامل الوقت والتكتيك العقيم بينما الشباب المتحمس للتغيير يلعبون بـ(التويتر والفيس بوك والايمايلات والرسائل الالكترونية) والغلبة ستكون للعلم والتكنولوجيا وليس للتكتكة والحوار غير المجدي إلى مالا نهاية وتذكروا أن التحرير في مصر بدأ من مدينة (السويس) وليس ميدان التحرير وكانت الإسكندرية ربما أكثر غضبا من القاهرة ومثلها بقية المحافظات ولو لم يكن ذلك لكان النظام المصري تمادى في غيه وقال إن هؤلاء شوية حرامية في ميدان التحرير فقط وليس هناك أي تظاهر في المدن الأخرى كما أن التغيير في تونس بدأ من مدينة (سيدي بوزيد) وليس من العاصمة تونس .. وفي مصر أيضا كان ميدان الشهيد البطل( عبد المنعم رياض) الممول الرئيس بالجماهير لميدان التحرير وكانت الأعداد فيه تفوق كثيراً الذين كانوا في ميدان التحرير ذاته لولا أن قوات الشرطة صادرت الكاميرات وأتلفت الأفلام التي كانت ترصد وتنقل المظاهرات من ميدان (عبد المنعم رياض..)..
 نحن مع الإصلاح الحقيقي للأوضاع في اليمن بدلا من التدخل الجراحي للتغيير ونرجو مخلصين من ولي الأمر الذي بيده مقاليد أمور البلد كلها أن يستفيد من الدرس جيداً وأن لا يضطر إلى الاستعانة بقوات الأمن ولا يصدق لفتوات المؤتمر الذين بدأوا بحشد وإخراج "البلطجية" لأن عندها ستخرج الأمور عن السيطرة تماماً وهو ما لا نريده..
يجب الاستفادة البليغة الآن وليس في أي وقت آخر والبدء بالتغيير الجذري للأوضاع السياسية التي يعبث بها حزب (المؤتمر) منذ (14) سنة وكم سيكون الرئيس شجاعاً كمثل شجاعته يوم وقف بشموخ الرجال وتحدي الأبطال في مجلس الشورى يوم 21 مايو العام 1990م وهو يعرف حجم القوى المعادية للوحدة ومع ذلك قال قولته الخالدة (أنا ذاهب الآن إلى عدن لإعلان الوحدة فمن أراد أن يأتي معي فليتبعني إلى المطار حيث تنتظرنا الطائرة إلى عدن) اليوم نتمنى من الأخ الرئيس أن يكرر نفس الموقف الشجاع بإعلانه التخلي عن رئاسة حزب المؤتمر ليبقى رئيسا لكل الوطن.. أليس هو منتخب من كل أبناء الوطن.. فلماذا يظل رئيسا لحزب فقط.. المسألة لا تستدعي كل هذا الخوف، فقط وقفة صادقة ضد الفساد والمفسدين والتخلي عن فكرة الاستئثار بالسلطة والثروة والعمل لأجل الشعب وإعطائه حقوقه في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة..
نريده رئيسا كبيرا بكبر الوطن وليس رئيسا لحزب المؤتمر فقط.. ثم نريده أن يشكل حكومة من كل الكفاءات الوطنية المستقلة وليس حكومة محاصصة مع الأحزاب السياسية التي سترفض السماح لبعض الكفاءات فيها إلاّ بشروطها غير المقبولة أحيانا.. كما أن تحريك قضايا الفساد الآن بالذات يثير أكثر من تساؤل غير بريء حول نوعية وطبيعة هذه القضايا ولماذا تم تجميدها في السابق أصلا؟؟ وهذا يعني أنها قضايا سياسية لا قضايا فساد حقيقي وأخشى أن يتم افتعال قضايا تجارية ضد ممتلكات الخصوم السياسيين لضربهم بها لأن قضايا الفساد الحقيقية رموزها وأبطالها هم رموز في الحزب الحاكم ذاته، ولكي تكون هناك مصداقية لمثل هذه القضايا علينا أولا محاسبة ومحاكمة رموز الحزب الحاكم أنفسهم المتورطين في قضايا الفساد الشهيرة المعروفة في النفط والغاز وبقية الاتفاقيات المخالفة لكل القوانين والأعراف والتي ألحقت أفدح الأضرار بالوطن وثرواته..
تحلـيه:
 يقول الكاتب الساخر الأستاذ/ طارق عثمان: "عندما كتب أحد الظرفاء قائمة العشرة المبشرين بجدة كان حسني مبارك هو الرجل الثاني بعد زين العابدين الذي سبق الجميع إليها وقد نال حسني هذه البشارة وتمكن أخيراً من أن يخلص جسده من ذلك الكرسي الذي أثار حيرة المصريين الأمر الذي دفع باتحاد النجارين بالسؤال عن نوع الغراء الشديد الالتصاق الذي استخدمه الريس طيلة كل هذه الفترة.. لن نسرد بقية القائمة بالتأكيد فالأعمال بالخواتيم ولا نريد أن نزكي على الله أحداً.




الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد