;
بقلم / هاني احمد علي
بقلم / هاني احمد علي

ما هكذا يا (مؤتمر) تورد الإبل ؟!! 1881

2011-02-21 01:56:25


لك الله يا بو عزيزي .. إلى جنة الخلد أيها الثائر يا من غدا جسدك الشريف رمزاً للحرية وأضحت روحك الطاهرة دافعاً قوياً للثورات العربية التي سئمت عيش المذلة والمهانة ، الشعوب الثائرة التي لم تجد من أنظمتها المتغطرسة سوى الكثير من الفقر والجوع والبطالة بعيداً عن كل المتطلبات الضرورية التي من شأنها الحصول على أقل ما يمكن أن يحصل عليه المواطن وهو العيش الرغيد والحياة الكريمة .
لك الله أيها الشباب التونسي الصامد لقد فتحت الشهية للشباب العربي المتعطش للحرية والتخلص من الحياة البائسة، كنتم وخلال "20" يوماً ثواراً حقيقيين، استطعتم خلالها قلب الموازين وتحريك صفحات التاريخ التي ظلت راكدة على مدار عقود من الزمن.
لك الله أيها الشباب المصري البطل ، كنت خير أمة في زمانك ، فمن القاهرة قهرت الزمن وطويت صفحات الظلم والطغيان والاستبداد الذي ظل جاثماً طويلاً على صدوركم ، حتى مل النظام من أركانه وسئم الحياة من وجودهم .
لكم الله أيها الأحرار في الوطن العربي ابتداء من تونس الخضراء وأم الدنيا مصر ومروراً بـ(بنغازي) والمنامة وعمان والدار البيضاء وكل بقعة في هذه الأرض التي تتعطش لفجر الحرية وميلاد عهد جديد.
لك الله يا وطني .. لك الله يا نبض قلبي .. لك الله يا يمناً تغنى بحبك الشعراء .. وهتفت لسموك الحناجر ، وضحى في سبيل ثورتك ووحدتك الكثير من الشهداء الذين سقوا بدماءهم الزكية ترابك العاطر والغالي .
لك الله يا بلادي ، فقد أضحى البعض من أبنائك (الأرق قلوباً والألين أفئدة) يقاتل أبناء جلدته ليس لشيء سوى أن البلطجة أصبحت سمة البعض منهم وصار يتحلى بكل معاني الحقد الذي لن يولد سوى الكره في قلوب من يحملون هذا الصفات.
ليسوا هؤلاء من أرض الإيمان والحكمة ، وليسوا جديرين بالانتماء لهذا الوطن ، فمن يواجه الشخص الأعزل بالرصاص والطلق الناري ليس يمانياً وليس من ديننا الحنيف في شيء.
ماذا لو كان الكثير ممن يدفعون الشباب المغرر بهم وأقصد بذلك (البلاطجة) وأغلبهم يحتل مكانة كبيرة في المجتمع والبعض منهم مسؤول كبير في الدولة والحزب الحاكم لمقاتلة إخوانهم الضعفاء من الشباب الذين يحملون في أيديهم كراسات الجامعة وفي اليد الأخرى العلم الوطني رمز الدولة ، فلو كان هؤلاء يدركون المعنى الحقيقي لـــ(لن ترى الدنيا على أرضي وصيا) ما كانوا يقومون بهذه التصرفات الطائشة والصبيانية .
لماذا يريد بعض أنصار الحزب الحاكم تشويه الصورة الجميلة التي يرسمها أبناء هذا البلد لفخامة الرئيس وسعة صدره ومناداته المتكررة بممارسة العمل الديمقراطي وتطبيق النظام القانون وعدم الإخلال بالأمن والاستقرار ، الصورة التي ظهر عليها البعض ممن يسمون أنفسهم أنصار الرئيس أو أنصار المؤتمر سواء ممن كانوا في مخيمات البرع وسط التحرير أم وسط الشوارع لمطاردة المتظاهرين بالسلاح والذين خرجوا يمارسون عملاً ديمقراطياً ليسمعون الجميع مطالبهم المشروعة بالقضاء على الفساد وتغيير الوضع القائم الذي لم نجني منه سوى الفقر المتزايد والبطالة التي يزيد عددها كل يوم.
لقد تطورت الأحداث الأخيرة وبشكل متسارع ومخيف، فبعد أن كانت المواجهات بين الأنصار والمهاجرين من ديارهم أملاً في التغيير عبارة عن مشادات كلامية واشتباكات بالأيادي ، صارت المواجهة الآن بالسلاح الأبيض (الجنبيه) والسلاح الناري التي يستخدمها (أعفاط المؤتمر).
 يعتقدون أنهم بهكذا أسلوب يخدمون النظام والرئيس ، ولكن هيهات فما جمال وخيول البلاطجة المصريين عنا ببعيد ، فالنظام المصري لم تشفع له كل تلك الأعمال البلطجية التي كان لها الأثر الأكبر في سقوط مبارك ونظامه وحزبه.
لا بد أن يعي الجميع في الحزب الحاكم أن الأساليب القمعية التي يمارسونها ضد الشباب المتظاهرين والمعتصمين في ساحات الحرية بالعديد من المحافظات اليمنية من خلال البلاطجة (أبو شريحتين) لن تجدي نفعاً، فنحن على يقين أن من يقبل الاعتداء على أي مواطن من أبناء جلدته بـ(ألفين) ريال سوف يقبل مرة أخرى أن يقاتل أصحابه الأولين بـ(ثلاثة ألف) ريال ودون تردد ، فما هكذا تورد الإبل يا مؤتمر .
فعندما يشتد حماس الشباب وتحين ساعة الصفر، فلن يستطيع برع المؤتمر ولا رصاص البلاطجة أن يمنعهم ، وأخشى حينها أن يخرج الرئيس ليعلن للشعب (فهمتكم) .. (الآن فهمتكم) ، حينها سيفهم فقط بلاطجة الشوارع أنهم كانوا على خطأ وأن مصلحة الوطن فوق (الألفين) وأن الرصاص الحي الذي يطلقونه على المتظاهرين.. ستعود عليهم بالعار والخزي إلى يوم الدين .
أرجو أن يفهموا الدرس الآن وخلال الشرح قبل أن يأتي يوم (لا يفهموا) فيه ، ولن تغني عنهم مخيمات البرع والمزمار يومئذ شيئاً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد