;
سعيد ناصر بن فريد
سعيد ناصر بن فريد

كم شرفاء من الدولة سيستقيلون 1732

2011-04-04 11:17:48


تمر اليمن بمنعطفات وأوقات فارقة في تاريخها، لم تشهد لها مثيلاً من قبل وذلك من خلال الحراك السياسي المنقطع النظير، الذي بدأ منذ عدة سنوات وذلك بمطالبات حقوقية واستحقاقات اجتماعية ثم تطورت إلى مطالب سياسية إصلاحية ومن ثم ارتفع سقف هذه المطالب اليوم إلى المطالبة بإسقاط النظام.
 وقد شاهدنا نجاحات وإخفاقات كثيرة في الوصول إلى حل تلك المطالب حتى وصل باليمن اليوم إلى انشقاق على مستوى الساحة الشعبية بل وحتى المؤسسة العسكرية والمدنية وانضمام كثير من القادة العسكريين الشرفاء وعلى رأسهم اللواء/ علي محسن الأحمر وانشقاق بعض الوزراء من حكومة المؤتمر الشعبي العام بعد سقوط العشرات من الشهداء والجرحى، حيث بلغ عدد الشهداء في العاصمة صنعاء في يوم الجمعة الدامي 18/ مارس/ 2011م، أكثر من خمسين شهيداً ومئات الجرحى الذين أصيبوا بالرصاص الحي ناهيك عن إصابة العشرات بالغازات المسيلة للدموع والغازات السامة الأخرى.
 وأما تلك المجزرة الشنعاء أو التي كان يفترض أن يقيل النظام قادة الأجهزة الأمنية المسؤولة مسؤولية مباشرة عن تلك الجريمة مع العلم أنه قبل الحادث بيوم واحد فقط أمر الرئيس ـ وأمام أكثر من أربعين ألف شخص في الأستاد الرياضي ـ أمر الأجهزة الأمنية بحماية المعتصمين، وبدلاً من حمايتهم حصلت الجريمة في اليوم التالي لخطاب الرئيس وكنا نعتقد أن النظام سوف يقر إقالة وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية الأخرى وذلك تماشياً مع ما يحدث في جميع دول العالم.
 ولقد رأينا في كثير من دول العالم يقالون عند حصول أبسط الجرائم أو حتى الحوادث المرورية ولكن بدلاً من أن يستقيل وزير الداخلية أو مدير الأمن المركزي رأينا العكس من ذلك فقد استقال عدة وزراء شرفاء ليس لهم أي علاقة مباشرة بما حصل ورأينا أيضا انضمام كثير من القادة العسكريين الشرفاء وكثير من البرلمانيين الشرفاء من مناصبهم ثمناً للدماء والأنفس الزكية التي اريقت في ميدان التغيير في صنعاء.
 وكذلك حصلت جريمة شنعاء أخرى ولكن هذه المرة في إحدى المحافظات الجنوبية وهي محافظة أبين وبالتحديد مدينة الحصن وذلك عندما سقط أكثر من "150" شهيداً وعشرات الجرحى أي أضعاف شهداء ميدان التغيير وقد كان سبب سقوطهم في معسكر "7" أكتوبر بسبب سيطرة مسلحين على ذلك المعسكر كما سيطروا أيضاً على القصر الجمهوري وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المسؤولين عن هذه الجريمة وبصورة مباشرة جداً هم الجيش والأمن هناك.
 والعجيب في الأمر أيضاً أنه لم تحصل أي استقالات من قيادات من ذكر أعلاه وهذه عادة النظام بطبيعة الحال ولكن السؤال العريض والذي يطرح نفسه بقوة هو: كم من الشرفاء سيستقيلون سواء كان من القيادات التنفيذية والعسكرية والبرلمانية والدبلوماسية ويقدمون مناصبهم ثمناً رخيصاً لدماء الشهداء الأبرياء والذين بلغ عددهم أضعاف شهداء ميدان التغيير في صنعاء وأنا على ثقة كبيرة بل وتكاد مطلقة بأنها ستكون استقالات كثيرة جداً في كافة المستويات وتنطلق ثقتي بأن الدماء اليمنية غالية وبنفس الثمن في كل محافظات الجمهورية سواء كانت تلك الدماء في المحافظات الشمالية أو الجنوبية أم أن هذه الدماء ستظل رخيصة كما أرخصها النظام وذلك عندما لم يعلن يوم حداد على أرواحهم الزكية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد