;
أديب الجيلاني
أديب الجيلاني

السلطة مفسدة.. والثورة سلمية سلمية 1786

2011-04-06 09:22:02


لا يختلف اثنان في اليمن على مدى رجاحة عقل وحنكة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح واللذان جنبا كرسي الرئاسة العديد من المؤامرات والمنعطفات التاريخية ، وهو الأمر الذي ساهم بالتالي في استمراره بحكم اليمن على مدى ( 32 ) عاماً بحلوها ومرّها، ولكن ما الذي يحدث اليوم.. وأين ذهبت رجاحة عقل وحنكة (الرئيس)، الذي ظل ولسنوات متربعاً على لقبي (صاحب الفخامة) و(القائد الرمز) وغيرها من الألقاب.. ولماذا بدأ الرئيس في التخبط بقراراته ومواقفه وآراءه؟.
 الجواب بالطبع يعود لـ( الثورات).. التي شهدتها المنطقة والدول العربية بعد كسر حاجز الصمت وحالة الخوف والرعب التي كانت تعيشها الشعوب العربية من السلطة والأنظمة العربية الحاكمة والمتسلطة.. لتكون تلك الثورات سبباً رئيساً في تنحي الرئيس التونسي السابق ( بن علي) والرئيس المصري ( مبارك ) عن كرسيي حكم ظلا متربعين عليهما لسنوات خلت دون أن يتمكن أحد من منازعتهما عليهما والبقية تأتي.
يقول علماء النفس: إن الإنسان عندما يجد نفسه في موضع يشعره بالخطر على حياته سواء أكان ذلك الوضع تخيلياً أو حقيقياً فإن العقل العاطفي المسؤول عن ( البقاء ) يتخطى العقل التحليلي المسؤول عن ( التحليل والمنطق ) .. وحينها لا يستطيع ذلك الإنسان سوى التفكير في البقاء ، وبإنتشار كمية الأدرينالين التي تمنح ذلك الإنسان قوة أو طاقة كبيرة في عضلات جسمه، لا تكون ردة الفعل عنده سوى اختيار الهروب من مصدر الخطر أو الهجوم عليه دفاعاً عن النفس.
 وهذه الأخيرة هي ردة الفعل التي أجزم بأنها انتابت الأخ/ الرئيس ودفعته بالتالي للتخبط في مواقفه وآرائه بعد أن كان مثالاً يحتذى به بين الزعماء العرب -بحسب أنصاره ومؤيديه.. فمن إصراره لجر أحزاب اللقاء المشترك لطاولة الحوار، إلى شتمه لها والتنكيل بها وصولاً لاتهامها بالعمالة، ومن إصراره لوجود عدد من الانجازات والمنجزات (التاريخية)، التي يرى بأنها تحققت في عهده وفي مقدمتها (التعددية السياسية) التي يتحدث عنها وكأنها هبة أو عطية من عطاياه وليست حقاً مكتسباً للشعب الذي يرزح تحت حكمه، إلى اتهامه للعالم الخارجي بمحاولة الترويج للمشروع الإسلامي في اليمن ومحاولة إيصال ذلك المشروع من قبل العالم الخارجي لسدة الحكم في اليمن بالرغم من عدم امتلاك المشروع الإسلامي -بحسب الرئيس- لأي برامج هادفة أو مشاريع لتحرير فلسطين ناهيك عن إنه ليست لديه أي نزعة قومية..
 وكأن الرئيس يريد أن يقول لنا بذلك أنه الوحيد الذي يملك تلك النزعة!، وفي الأخير وبعد أكثر من ظهور يقرر (الرئيس) عدم تسليم السلطة إلا لأيادي (أمينة) و (شريفة) و (نزيهة) و (غير حاقدة أو ناقمة) على الوطن.
في الواقع أنما يحدث اليوم في وطننا الحبيب يجرنا والعديد من القوى الوطنية الشريفة بالتأكيد للتساؤل وفي قرارة أنفسنا بالقول: هل فعلاً لم يجد (الرئيس) قوى أو أيدي (أمينة) تتحلى بالنزاهة والشرف في حزبه الحاكم الذي أسسه منذ عام 1982م وحتى اليوم ليسلمها السلطة.. وهل اليمن فعلاً والى هذا الحد دولة عقيمة تفتقر للكوادر والكفاءات والشخصيات الوطنية الحريصة على مصلحة الشعب والوطن والوحدة الوطنية؟.
وتواصلاً مع أسئلتنا السابقة وبصدد الرد على بعض تعليقات ( الرئيس ) دعونا نتساءل ونسأل الرئيس قائلين : أو لم تكن أنت أيها الرئيس من قال يوماً بأنه من الصعوبة بمكان القبول بأي شكل من أشكال التسلط والديكتاتوريات والهيمنة وسلب الحقوق ومصادرة الرأي وحرية التعبير وتكميم الأفواه في أي مجتمع ؟؟؟ الم تكن أنت من نوه يوماً بالقول : " إننا نستقرء التاريخ لاستلهام العبر ولكن علينا كقوى سياسية أن لا نظل مشدودين للماضي " ؟؟ وألم تكن أنت أيضاً من أكد على ضرورة فتح صفحة جديدة والتحدث حول مستقبل وطن الـ ( 22 ) من مايو وترسيخ الوحدة الوطنية وتقبل بعضنا البعض بعيداً عن الإجحاف ونكران الحقائق ؟؟ أولست أنت كذلك أيها ( الرئيس ) من أكد مراراً وتكراراً بأن الشعب اليمني موحد العقيدة والمبادئ والأهداف والتاريخ وإنه ليس لدى الشعب أي عصبيات أياً كان شكلها ولا تفرقة سواء أكانت مناطقية أو قروية أو غيرها وأن الوطن ملك الجميع وهو لا يبنى ألا بفضل كل أبنائه صغاراً وكباراً شيوخاً وشباباً نساءً ورجالاً؟.
أبعد كل هذه التأكيدات التي أشرت إليها في أكثر من مناسبة وخطاب ولقاء أرغمتنا على الاستماع إليهم أو مشاهدتهم طيلة سنوات حكمك.. تأتي فجأة أيها ( الرئيس ) لتناقض كل كلامك وأحاديثك السابقة وتفزعنا بالحرب الأهلية و(الصوملة) و(العرقنة) وغيرها من المصطلحات والأفكار والوساوس الكريهة التي أتيت بها لإرعابنا؟، ولكن لا والله إن الأمر لم ولن يزيدنا، اليمنيين سوى إصراراً على المضي في التغيير الهادف لبناء يمن جديد خال من الفساد والاستبداد، ناهيك عن ذلك فإن تهديداتك لن ترهبنا أو تملأ خوفاً أو رعباً من المجهول.. لأننا على يقين بأن بقاء الوضع على ما هو عليه اليوم إنما هو المجهول بعينه وما سيقودنا للتشرذم والاحتراب.. إذاً لم يبق لكم في الأخير سوى الرحيل عن السلطة والإعلان عن انضمامكم لصفوف شباب ثورة التغيير السلمية، انطلاقاً على الأقل من إيمانكم الراسخ بأن (السلطة) مفسدة فعلاً.. واعترافاً بأن الثورة سلمية سلمية.
 وأخيراً.. حفاظاً منكم على ماء الوجه نأمل إسراعكم بالرحيل والتنحي بكل شرف على الأقل بهدف اختتام مشوار حكمكم ( الرشيد ) بلقب الرئيس السابق.. وهو ما نراه خيراً لكم من لقب الرئيس المخلوع أو المقال أو غيرها من الألقاب التي لن تمس أو تلطخ سوى تاريخكم المجيد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد