;
د. فضل الربيعي
د. فضل الربيعي

حافظوا على ثورتكم 2091

2011-04-21 10:23:05


دون شك أنكم أيها الشباب المرابطون في تلك المنابر بساحات التغيير والحرية والكرامة، كنتم بحق صناع الثورة العصرية الرائعة التي اختمرت في سنوات الضياع وانطلقت في اتجاه منابرها الصحيحة وفي الوقت المناسب.
 إن القطيعة التي سادت بين جيلكم وجيل الآباء كانت قطيعة مدمرة صنعتها الأنظمة الاستبدادية الفاسدة التي غيبت أدواركم، عندما حولت المجتمعات إلى هياكل ملحقة بالأنظمة وانهمر الناس في متابعة قوتهم اليومي، حيث تلك المعاناة وضغوطات الحياة الكبير قد فصلت بين جيل الآباء وجيل الأبناء، واستبدلت القيم السامية في المجتمع بقيم مشوهة مفرداتها المصلحة الذاتية، الكذب، الاحتيال، الشك، والتملق، والجشع، لتحل مكان قيم المحبة والإخلاص والصدق والوضوح والوفاء والوطنية
أيها الشباب أنتم تعرفون أن الأحزاب السياسية تتفاوض مع السلطة منذ 1994م دون جدوى بمعنى أن السلطة ظلت تراهن على الوقت، وبالتالي الأحزاب لم تحقق ما تريد أو بالأصح ما تريدون أنتم، ثم أن السلطة عجزت عن تحقيق مطالبكم، فقد كانت المعارضة تلوح منذ فترة بالخروج للشارع، ربما لم تستطع الإقدام على ذلك، وتبين للسلطة عدم قدرة المعارضة على استخدام ورقة الشارع، فتمادت في عنجهيتها وتنكرت لكل التزاماتها، ولم يكن في حساباتهما "السلطة والمعارضة" أن تبادروا وتتولوا إشعال ثورة بهذا الأسلوب وتجعلوا من الساحات منابراً لها، كان اختيار موفق في اللحظة التاريخية المهمة وبالوسائل السلمية، عبر حشودكم الجماهيرية في منابر الثورة الجديدة.
نعم.. كانت تلك الساحات التي فتحتموها قد أجبرت الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية للالتحاق بكم، فبدونكم لا يستطيعون عمل أي شيء في هذا الوقت، ولا يستطيع أحد أخذ مكانكم، ثقوا أيها الشباب أن هذه المنابر امتياز لكم ولا يمكن لأحد أن يفاوض إلا بالرجوع إليكم.
فحافظوا على منابركم وافتحوها لاستقبال الكل، فأنتم المتحررون من صراعات الماضي وتعقيدات الحاضر، حيث كنتم بهذه الساحات قد شكلتم لوحة وطنية على المستوى العام وتشتركون جميعاً في هدف واحد وهو إسقاط النظام، الأمر الذي جمع حولكم الكثير، فحذاري أيها الشباب من أي تأثيرات خارجية، نعم نسمع أن الأحزاب متواجدة، ولكن تواجدها بكم، إذ لا وجود لها بدونكم، فعليكم بالساحات وهي وحدها كفيلة أن تحقق أهدافكم، إما بصورة واحدة أو صور عددية، وستبقى تلك المنابر مرجعية لكل الثوار الشباب وغيرهم.
نعم.. كنتم على حق أيها الشباب برفضكم لأي حوارات أو مبادرات تنتقص من مشاريعكم أي كان مصدرها داخلي أو خارجي، فلا يجرونكم إلى حوارات مثل هذه.
حذاري أيضاً أن تعملون كما يقول البعض على تحديد قيادة واحدة لكم، فإذا قدمتم على ذلك، فهي بداية النهاية لثورتكم، إن القيادات هي السبب الرئيسي للاختلاف في واقعنا اليمني ولاحظوا سبب الخلافات بين القوى السياسية والحراك، فحب الزعامات كان سبباً رئيسياً في كل الخلافات، ولاسيما في بداية المشوار.
أرجوا أن تنظموا عملكم بواسطة نشاطاتكم كلجان تنظيم تنتهي عند إتمام المهام الموكلة لها، وأن تتجنبوا مفهوم القيادي والقيادي البارز في الثورة الشبابية وذلك ما يثير الخلاف.
تحدثوا دائماً عن مفهوم الناشط في الثورة الشبابية، واجعلوا كلمة الناشط في متناول الجميع القادرين على الفعل، لأن القيادة الواحدة هي اختزال للثورة ولقواها وبالتالي يتم العمل عبر ما يسمى في أدبيات علم الاجتماع بالجمعنة السياسية، بمعنى جماعة من الناس تتحكم بمصير الكل.
وجودكم في الساحات وإصراركم على البقاء فيها هو الذي يجبر الآخرين على الاتجاه نحوكم، أكانت أحزاب أو قوى اجتماعية وغيرها، بل ويجعل السلطة تنتبه لمطالبكم سواء السلطة الحالية أو القادمة.
أتمنى تصعيد نضالكم السلمي هذا وانتبهوا من أن يتم جركم إلى العنف مهما قدمتهم من شهداء، فالعنف سوف ينهي ثورتكم، فحافظوا على منابركم منابر الثورة، التي هي وحدها كفيلة بنقل مجتمعنا نحور التغيير والتحديث والتحرر بإذن الله.. سلامي لكم أيها القادمون بالخير والحرية والكرامة والعدل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد