لازالت السلطة تمارس أبشع أنواع التنكيل بأبناء اليمن لماذا؟، لأنهم يطالبون بإسقاط النظام، يواجهون شعب أعزل بالرصاص الحي ويرشوهم بالمياه ظناً منهم أن ما يفعلون سيقلل عدد المعتصمين وسيهبط عزيمتهم ولا يعلم الحزب ا لحاكم أن ذلك يزيدهم إصراراً.
وأنا على يقين أنهم يعلمون بأنهم لن يستطيعوا إخلاء الساحات من معتصميها مهما فعلوا ومع ذلك يلجأون إلى تلك الأساليب التي تؤكد لنا وللعالم بأن هذا النظام لا يقيم وزناً لدماء الشهداء ولا يحترم مبادرات دول شقيقة ويتجاهل اعتصامات الجماهير ويظهر أسلوبه في ممارسة السلطة وإدارة البلاد والعباد بأسلوب قمعي إرهابي.
فيبدو لي أن الرئيس لن يبرح كرسيه إلا بعد أن يسفك الكثير من الدماء الطاهرة والزكية، فقد أخبرني أحدهم قائلاً إن الرئيس كان يتحدث دائماً عن حرب أهلية ويحاول بشتى الوسائل نشر الفتن من أجل إشعال فتيل الحرب، فهو يريدنا أن نخوض حرباً كما يحدث في ليبيا، قلت ليبيا تخوض حرباً بين الثوار وكتائب القذافي وهذه ليست حرباً أهلية!! أجاب أعلم ولكن إذا ما تحقق له هدفه وقامت حرب أهلية، فإنه سيتدخل من أجل إخمادها وبالتالي ستتحول المعارك على النحو الذي تسير به ليبيا قلت كل شيء جائز في هذا النظام.
ولكن نحمد الله أن الشعب اثبت أنه شعب حضاري مثقف وخرج بمظاهرات سلمية، وهذا الأمر هو ما يقلق هذا النظام، لأنه كلما حاول الزج بأبناء اليمن إلى الحرب واستخدام السلاح، كلما بائت محاولاته بالفشل وهو الأمر الذي جعل الحزب الحاكم يفقد توازنه.
إن هذا الشعب العظيم لم يقم بالثورة اعتباطاً أو حتى تقليداً للغير وإنما قام بالثورة عندما عم الظلم وانعدم المساواة وانتهكت الكرامة، قامت ثورة من أجل إسقاط نظام فاسد بكل رموزه، ثورة تريد الغاء الحكم العسكري الديكتاتوري، ثورة تسعى لدولة مدنية برلمانية حديثة تعمل من خلال مؤسسات تسمح بتحول ديمقراطي حقيقي ومواطنة متساوية.
إن ثورة هذا الشعب ثورة من أجل التغيير ولن يتحقق لهم ذلك إلا برحيل النظام، إن أحفاد الزبيري وأحفاد الحمدي وأحفاد النعمان وأحفاد الثلايا وأحفاد غالب بن راجح لبوزة هم صناع الحرية، صناع الثورة، عازمون على تقديم أرواحهم فداء للوطن، كما قدم أجدادهم من قبلهم أرواحهم فداء للوطن، لذا لن يستكينوا ولن يخافوا وسيظلوا صامدين حتى يرحل النظام.
