;
عبد الفتاح البتول
عبد الفتاح البتول

في سوريا ثورة لا "جزيرة" لها!! 2746

2011-04-26 08:05:02


فلما أدركه الغرق. فرعون سوريا يصادق على إنهاء حالة الطوارئ وإلغاء محكمة أمن الدولة والسماح بحق التظاهر، وسبق لطاغية دمشق "بشار الأسد" أن قام بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة/قديمة، بالإضافة إلى إجراءات أخرى وأساليب مختلفة، لوقف سيل الثورة الهادر وصوت الشعب الثائر، ولكن هيهات لهذا الطاغية الصغير أن يقف أمام تطلعات وآمال الشعب السوري العظيم، إنهم يرددون "الله ثم سورية حرية وبس".
إنها ثورة الحرية وانتفاضة الكرامة وحركة الرجال النشامى في "درعا، وحمص، وحلب، والشهباء، ودمشق، واللاذقية" وغيرها من المدن والمحافظات السورية التي تنتفض في وجه السلطة الاستبدادية والأجهزة القمعية والعصابة التي حكمت سوريا بالحديد والنار وعمدت إلى إذلال وإهانة واحتقار هذا الشعب الجبار.
لقد خرج السوريون مثل بقية الشعوب العربية، التي خرجت تطالب بالحرية والحياة الكريمة وإذا كانت الشعوب تطالب أنظمتها بالإصلاح، فإن شعوباً أخرى لا تقبل بغير التغيير الشامل وإسقاط النظام الحاكم.
وهذا ما خرج لأجله أهلنا في سوريا "الشعب يريد إسقاط النظام"، ولا رجعة عن هذا الشعار ولا تنازل عن هذه المطالب، فهذا النظام الظالم والحاكم المنحرف والجائر والحزب الفاسد الهالك، لا ينفع معهم سوى الإسقاط والقطع والاستئصال، فالنظام السوري أكثر سوءً واستبداداً وظلماً وقمعاً من نظام "بن علي" ونظام "مبارك"، فإذا كانت مصر تعيش حالة طوارئ لمدة "30" عاماً، فإن سوريا تعيش الطوارئ منذ "50" عاماً، وإذا كانت جماعة الإخوان المسلمين في مصر مبارك محظورة ومضيق عليها وقادتها وأعضائها في السجون والمعتقلات، فإن كل منتسب للإخوان المسلمين في سوريا يعاقب بالإعدام طبقاً للمادة الأولى من القانون رقم "49" لعام 1980م.
وفي سوريا لا توجد تعددية سياسية ولا حرية صحفية، وقد نصت المادة الثالثة من الدستور السوري على أن: "حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب القائد في المجتمع والدولة"، إنها الشمولية في أبشع صورها والاستبداد في أسوأ مظاهره.
 إن القمع والإرهاب والقتل والاعتقال هي الأدوات الفعالة التي تمكن النظام من الاستمرار طوال السنوات الماضية، فالنظام يقود ويسيطر على سوريا بعقلية عسكرية/أمنية، وحسب بعض المصادر، فإن نسبة العاملين في الأجهزة الأمنية السورية قياساً بعدد السكان، هي من أعلى النسب عالمياً/ إذ يوجد عنصر أمني مخابرات واحد لكل "158" مواطناً!، هذا غير المتعاونين وكتبة التقارير من أعضاء حزب البعث ومن الطائفة النصيرية ومن عناصر المخابرات التابعة لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني.
وخلال العشر السنوات الماضية من حكم "بشار الأسد" قامت الأجهزة القمعية بجملة من الاعتقالات لرموز العمل السياسي، كما قامت بإغلاق المنتديات الحوارية والتضييق والمنع من السفر بحق كافة النشطاء في كل الاتجاهات، وما اعتقال ومحاكمة الناشطة والمدونة "طُل الملوحي" إلا دليل على العقلية القمعية والإجرامية للنظام السوري، الذي باع "الجولان" وتنازل عنها للدولة الصهيونية.
وفي كل الأحوال، فإن كل مقومات وعوامل قيام الثورة وإسقاط النظام في سوريا متوفرة، والشيء الذي جاء متأخراً هو قناة "الجزيرة" والتي تعاملت مع الثورة السورية منذ أيامها الأولى بطريقة مثيرة وغير مقبولة من قناة مثل "الجزيرة"، التي كانت المحرك والداعم واللاعب الأساسي في الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن، حيث وجدنا أن "الجزيرة" انحازت بصورة كلية لهذه الثورات والشعوب العربية وكانت تغطيتها ودعمها ووقوفها المطلق ضد تلك الأنظمة، حتى أن "الجزيرة" تجاوزت العمل الإعلامي إلى العمل الثوري ومن الطابع المهني إلى الطابع القومي، والمؤسف أن هذا الطابع وهذه الروح لم تظهر مع الثورة السورية، وخاصة من الأسابيع الماضية، ومنذ اندلاع الثورة في محافظة درعا وسقوط العشرات، بل المئات في الأيام الأولى، ومع ذلك فقد تجاهلت الجزيرة هذه الأحداث ولم تعط لها بالاً، وفي حال ذكرها، فإنها تأتي في نهاية نشرة الأخبار وبصورة سريعة ومقتضبة، بينما كانت قنوات مثل الـ"BBC" العربية، تغطي أخبار درعا في صدر نشراتها.
ولم تبدأ الجزيرة بالاهتمام بالثورة السورية إلا الأسبوع الماضي، حيث جعلتها الخبر الأول في بعض نشراتها، إلا أن تغطية الجزيرة للثورة السورية لا ترتقي إلى مصاف تغطيتها للثورة في اليمن التي تصل في بعض الأحيان إلى درجة التحريض والإثارة والتهويل والمبالغة، لدرجة أن الجزيرة في حالات مصر وليبيا واليمن تضع الأحداث قبل وقوعها وتوجهها وفق رغبتها وتدفع بها إلا الأمام، بينما في الحالة السورية كانت الجزيرة متأخرة ومتأخرة جداً، بل كانت تتوقع وتتمنى أن تنجح السلطات السورية في إخماد الثورة في مهدها وحصره في درعا والقضاء عليها.
وشاءت إرادة الله أن تتوسع الثورة السورية وتتمدد إلى معظم المحافظات والمدن، واستطاع الثوار والأحرار أن يفرضوا أنفسهم ويخرجوا ثائرين، في وجه الحكام الظالمين، وسوف تنتصر الثورة ويسقط النظام السوري ويسقط المشروع الإيراني، كما سقط المشروع الصهيوني الأميركي تحت ضربات وثورات الشعوب العربية "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد