حب الوطن من الإيمان، وكره نظام صالح أيضاً من الإيمان، لأنه من يحب الوطن لا يقبل أن يؤدي فروض الطاعة والولاء لنظام غير شرعي، نظام لا يجيد سوى استخدام أساليب البلطجة، طبعاً هذا المصطلح أول من أوجده هو النظام وجعل منه صفته البارزة، وجسدها بعدة صور كلامية وإعلاميه وحزبية وقبلية... واإلخ.
 فقد جرب جميع هذه الصور، ولكنها فشلت وآخرها كانت البلطجة الكلامية التي أستخدمها صالح في خطابه الذي هاجم فيه نساء التغيير، ليحارب تواجدهن الثوري بالساحات، وعندما وجد صمود إرادتهن أقوى من أساليبه الاستفزازية لجأ إلى أسلوب العنف، بإطلاق النار على بيوت الناشطات الحقوقيات كنوع من التهديد.
لم أعد أتخيل مدى غباء هذا النظام الذي إلى الآن، لم يستوعب الدرس الذي يشرحه له الشعب يوماً بعد يوم في مختلف الساحات، فهذا النظام لم يقتنع بأن الموت لم يعد يثير مخاوف شعب لم يعيشوا أصلاً في عهده، فهم لم يشعروا بقيمة الحياة الإنسانية، سوى في تلك الساحات التي تتسع رقعة حبها في قلوبهم التي تنبض بتواجدهم وصمودهم، فكيف كان لهم أن يشعروا بالحياة وصالح ينتهج سياسة التجويع والفقر والمرض والجهل، ليتربع هو على عرش الفساد ويجعل شعبه غارقاً في همومه التي تقبلها بحسن نية ورضا بالنصيب، الذي خط قدره صالح بسياسته المفتعلة.
لذلك من المستحيل أن يستطيع هذا النظام البلطجي نهب إرادة الشعب، كما نهب ثروات الوطن، فالشعب لن يعود إلى سباته بعد أن فاق من غيبوبة الفساد والظلم، ولن يعود إلى الموت، بعد أن نبضت قلوبهم بالحياة، فصارت دمائهم توهب ثمناً لتلك الحرية، التي لم يتنفسوا هواها، سوى في تلك الساحات التي رسمت لنا التفاؤل بغد مشرق ومستقبل زاهر، وجعلت أرواحنا تصرخ قبل أفواهنا "نعم للحرية.. نعم للكرامة.. نعم ليمن جديد لا يحكمه رجل عصابة بنظام بلطجي".
* بقايا حبر:
 نفذ حبر قلمي وهو يناشدك الرحيل.. لا تتفاءل كثيراً.. لأنني لن أتوقف، وسأخط سطوري الثورية بدمي الذي لن يكون أغلى من تلك الدماء التي سٌفكت، لتروي ظمأ وطن تعطش كثيراً للحرية.