إن ساحة التغيير تجمع كل مكونات المجتمع اليمني، فهنا تجد السلم التعليمي كله، من الذي يستطيع القراءة والكتابة وحتى الأستاذ الجامعي المتخصص في أدق علوم العصر، وهنا يوجد أوسع مدرج لطبقات الغنى والمال في اليمن من رجال الأعمال وأصحاب الثراء العريض وانتهاء بمن يمتلك في جيبه مصروفه اليومي البسيط جداً.
وهنا تجد كل فئات المجتمع، وكل أطياف اليمن، وكل أحزاب اليمن، وكل قبائل اليمن، وكل ثقافات وعادات وتقاليد اليمن، هنا تجد من لا يستطيع الرسم إلى من ينتج اللوحات ويرسمها في إتقان مدهش، وقد رأيت بعضهم وهو منهمك في عمل لوحته بصورة تدرك من خلالها ماذا يعني الولع الفني لدى الفنان التشكيلي والاندماج الذي يخيل إليك أن اللوحة المرسومة جزء من ذات الفنان.
 وهنا في ساحة التغيير تجد من يعزف ويغني ويلحن ويمثل وتجد من يتذوق الفن ويردد معه، وهنا تجد الهاشمي النسب، والقحطاني النسب، والزيدي المذهب والشافعي المذهب، وأستطيع أن أجزم أن ساحة التغيير هي عينة ممثلة لكل اليمن بكل ما فيه من ثقافة وحضارة وأصالة وتاريخ عريق وتراث ثري وخلق رفيع، ومجد أصيل.
لقد أرسل إلي أحد الأخوة المرابطون في ساحة التغيير برسالة نصية جميلة يقول فيها: سألني أحدهم لماذا تحضر إبنك معك إلى ساحة التغيير؟ فرددت عليه ليعلم أن له وطن.
حقا إن ساحة التغيير تمثل الوطن اليمني كله، هكذا تتميز الساحة بتلقائية اليمني الأصيل، وبأصالة الحضارة اليمنية الضاربة في جذور التاريخ، وبعبق المجد الممتد في شعاب الزمن، وبقدرات اليمن التي تتضمن الإيمان والفقه والحكمة.
 فمن يحب أن يرى اليمن مجتمعة في مشهد واحد ومُجمِعة على قضية واحدة فليذهب إلى ساحة التغيير "الشعب يريد إسقاط النظام" ليعرف كيف تتوحد القلوب اليمنية بأمر الله تعالى الذي يقول عن تأليف القلوب لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم: {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (63) سورة الأنفال.
 فترى ما يسرك من اجتماع أمر اليمن، وتوحد أهلها وتآلف أبنائها، إنها صورة أصيلة للذات اليمنية التي نقرأ أخبارها في التاريخ ها هي تتجسد ماثلة للعيان حقيقة واقعية.