;
د/ عبدالله الفضلي
د/ عبدالله الفضلي

من سينتصر للشعب اليمني الحكمة أم الحرب المدمرة والعنف؟! 2179

2011-05-09 06:47:49


فريقان ولاعبان أساسيان في الساحة اليمنية لا نستطيع تسميتهما تحديداً يحاولان السير باليمن إلى شفا حفرة من النار والاتجاه به نحو الهاوية دون تراجع أو تردد، وفي المقابل هناك فريقان معروفا الهوية يحاولان الوصول باليمن إلى شاطئ الأمن والأمان والاستقرار من خلال النظر إلى الواقع اليمني المتدهور واللجوء إلى الحكمة والعقل والمنطق والاتزان والتأني والصبر ومعالجة الأمور بالهدوء وبالحكمة وضبط النفس وعدم اللجوء إلى للتهور والطيشان وعدم الانزلاق إلى أتون حرب مدمرة لا تبقي ولا تذر خاصة وهناك فريق ثالث مجهول الهوية يتربص باليمن الدوائر وينتظر بفارغ الصبر انفجار الموقف وتدهور الأوضاع إلى الأسوأ ـ كي ـ يصطاد في الماء العكر وبالتالي بنقض على فريسته وعلى ما تبقى من أثر أو مخلفات الدولة.
 وهناك من يريد لليمن ككل أن تدمر وتنزلق إلى حرب أهلية طاحنة أشبه بحرب الصومال الماثلة أمام أعيننا حتى الآن حتى يشبع رغبته ويتناول الوجبات الغذائية واحتساء أكواب الشاي والمشروبات الأخرى وهو يستمتع ببشاعة المنظر اليمني وتداعياته بل ويتمنى أن يمحى اليمن من على خارطة العالم ولن يهدأ له بال إلا بانتهاء اليمن.
وهناك فريق آخر يرى اليمن خيراً ومعروفاً ويؤمن بالعروبة وبالإسلام ويقرأ ـ المشهد ـ اليمني قراءة صحيحة فيميل إلى جانب الحق الحكمة اليمانية والعقلانية ومعالجة الموقف الحالي بنوع من التأني والتفهم لطبيعة الوضع اليمني المتفرد الذي يختلف تماماً عن الوضع في تونس ومصر وليبيا ـ فاليمن مهد العروبة والحضارات الغابرة وبلد الحكمة والإيمان واليمن هو ملجأ كل عربي مسلم، ومن هنا فإن هذا الفريق يحاول أن تحل هذه الأزمة بالطرق والوسائل السلمية بعيداً عن العنف والتطرف لأن معالجة الأوضاع اليمنية الحالية لا يمكن أن تتم باستخدام القوة أو بالعنف أو بالتهور أو بالاعتداء والتخريب لأن الموقف الحالي عبارة عن برميل بارود قابل للاشتعال في أي ـ لحظة من اللحظات فيما لو غابت الحكمة وغاب العقل والمنطق.
إن الأوضاع الاقتصادية والسياسية والمعيشية في اليمن والخوف والقلق والهلع والسخط العام والتذمر قد وصل إلى حده الأقصى بين أبناء الشعب اليمني على أولئك الذين تسببوا في تأجيج الأوضاع وأوصلوا اليمن إلى هذا المستوى المتدهور ومنها الفوضى التي عمت كل شيء في الشارع وفي الجامعة وفي المدارس وفي المكاتب الحكومية، فإلى متى هذه المعاناة وهذا التأزم وهذا القلق، هذا العذاب الذي نتجرعه كل يوم، خاصة في الشوارع المغلقة والمقطعة في ظل انعدام مادة الغاز المنزلي والمتاجرة بها في الأسواق السوداء بالإضافة إلى اختفاء مادة البنزين والديزل من الأسواق والتي بدورها قد تزيد الوضع تفاقاً وتأزماً وانتكاسة لكل الحلول المطروحة على طاولات قادة مجلس التعاون الخليجي وكل من اللقاء المشترك والحزب الحاكم، فالفريقان الأوليان يدفعان باليمن دفعاً شديداً نحو المجهول ولا يدعان أي مجال للتفاوض أو للحوار أو مجرد القبول بالآخر وطروحاته ورؤيته للحول الممكنة ولا ندري إلى متى ستظل الأوضاع القائمة تعذب وتؤلم كل مواطن وما هي النتائج الكارثية التي ستحل باليمن وأهله فيما لو استمرت الأوضاع القائمة على ما هي عليه دون تحرك أو حل.
وبالتالي فإن مجرد التفكير باستخدام القوة أو العنف من أي فصيل فإنها ستكون كارثة مدوية وعودة إلى الجاهلية وعصور الظلام، فالحرب ليست سهلة وإن قرار اتخاذ الحرب وسيلة لتحقيق المآرب هو من أسوأ القرارات في تاريخ البشرية لأن الحرب ليست نزهة أو لعبة سيرك أو ماراثوناً رياضياً لأن الحرب والدعوة إليها معناه الدمار الشامل لكل شيء في اليمن وقد تمتد شرارتها إلى دول الجوار وهناك شيء آخر لا جدال فيه خاصة لو تغلبت الحماقة على الحكمة والعقلانية واندلعت الحرب الأهلية فسوف يتدفق الملايين من الفارين من جحيم الحرب إلى حدود الدول المجاورة وستكون كارثة إنسانية وبالتالي سوف تتضرر وتتأثر دول الجوار بآثار الحرب الأهلية في اليمن بطريقة مباشرة وغير مباشرة وسوف تدفع ثمن الحرب، وسواء شاءت أم أبت.
فهل ستنجح جهود الوساطة الخليجية وجهود الحكمة اليمانية والعقل والمنطق وتتغلب على دعاة الحرب والدمار، إن أي طرف من أطراف الصراع السياسي في اليمن يعبئ أنصاره أو يمدهم بالسلاح أو يدعوهم للاستعداد للحرب أو يكرس فيهم ثقافة الحقد والكراهية أو يعمل على تأجيج الأوضاع وتصعيد المواقف إلى الأسوأ فإن الله عز وجل وملائكته وجميع خلقه سيلعنه وسيمقته ويغضب عليه غضباً شديداً وسوف يصليه ناراً خالداً فيها ويعذبه عذاباً شديداً لأن قرار استخدام الحرب وسيلة للوصول إلى الأهداف هو قرار سهل وممكن ولكن التراجع عنه ووقفه سيكون من الأمور المستحيلة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد