;
عبد الفتاح البتول
عبد الفتاح البتول

قراءة في بيان اللقاء التشاوري ل 2234

2011-05-17 03:54:31


في خضم ثورة التغيير وفي خطوة استباقية وفرض سياسة الأمر الواقع، جاء اللقاء التشاوري لأبناء الجنوب الذي انعقد في القاهرة الأسبوع الماضي، متجاهلاً الثورة الشعبية ومقللاً من أهميتهاـ في حين رفع من شأن "القضية الجنوبية"، حتى جعلها المحرك الرئيسي لثورة الشباب.
وقد أكد البيان الصادر عن هذا اللقاء التشاوري "أن الأزمة اليمنية سوف تستمر بدون حل جذري للقضية الجنوبية، حتى بعد إسقاط النظام ورحيل الرئيس وأسرته، وستبقى الخيارات مفتوحة أمام شعب الجنوب".
بهذه الصراحة والصرامة يتم استغلال الثورة ووصفها بالأزمة وجعل القضية الجنوبية وحلها في صدارة المهام والقضايا.
ولمزيد من الضغط والإثارة حدد البيان خيار حل القضية الجنوبية "بإعادة صياغة اتفاقية الوحدة بدستور جديد في دولة اتحادية فيدرالية تتكون من إقليمين جنوبي وشمالي".
ليس هذا فقط، بل إن هذا الخيار الذي يهدد الوحدة ويشكل خطراً على الأمة، هو الحد الأدنى لمطالب "الجنوبيين" المشروعة والعادلة -حسب بيان اللقاء التشاوري- الذي ذهب إلى أن الوحدة اليمنية التي قامت في "22" مايو 1990م، قد أُجهضت وتم القضاء عليها بحرب 1994م، وبالتالي ووفق البيان، فإن هناك دولتين تستمدا شرعيتهما وسيادتهما من الشعب والأرض.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: من يُمثل الذين حضروا هذا اللقاء التشاوري وتحدثوا باسم أبناء الجنوب؟ وهل يعبر هذا الخطاب عن غالبية أبناء المحافظات الجنوبية؟ وقبل ذلك هل انعقاد مثل هذا اللقاء وهذه الفعالية في مثل هذه الأوقات العصيبة والمرحلة الخطيرة والأوضاع المتدهورة صائباً؟ ألا يخدم مثل هذا الخطاب وهذا المسار السلطة الحاكمة ويقدم خدمات مجانية للرئيس والحزب الحاكم ويضع العراقيل والأشواك في طريق الثورة المنشودة والتغيير المنشود؟ ألم يكن من الأفضل والأليق تأخير مثل هذا البيان لما بعد سقوط النظام وحدوث انتقال للسلطة وعلى الأقل في حده الأدنى؟.
إنه أمر يدعو للدهشة والاستغراب، ويبعث على الشك والريبة ويدعو للتوقف والتأمل، خاصة وأن اللقاء التشاوري الذي انعقد برئاسة علي ناصر محمد وحيدر العطاس، قد حذر من "أن الإقدام على الانتخابات أو تعديل الدستور قبل حل القضية الجنوبية لن يحظى بالقبول لدى الشعب في الجنوب ولن يسهم في حل الأزمة اليمنية"!!.
وهذا يعني بوضوح أن الفترة الانتقالية التي تلي انتقال السلطة سوف تطول، فلا يمكن عمل أي شيء قبل حل القضية الجنوبية ومعلوم أن حل هذه القضية يحتاج لوقت طويل وجهد كبير ونقاش عريض.
ذلك أنهم يتحدثون عن شعب الجنوب وأرض الجنوب ودولة الجنوب وحق تقرير المصير وفك الارتباط والوحدة المغدورة، سواءً سقط النظام أم لم يسقط وسواءً حصل انتقال وتداول للسلطة أم لم يحصل، فالمطالب محددة فيدرالية كاملة ووحدة ناقصة وشعبان في دولة اتحادية، وهذا هو الحد الأدنى من المطالب –المشروعة والعادلة- وهذا خطاب وبيان المعتدلين، فما بالك بالمغالين والمتشددين؟ وهذا الخطاب في خضم الثورة، فكيف سيكون في حال الدولة؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد