;
سلام الشيباني
سلام الشيباني

قنديل يذرف زيت اشتهائه لحياة الشهادة ! 2100

2011-05-23 02:54:48

               
 إلى جند الثورة المرابطين في ساحات ثورة الحرية والتغيير.. ملح طُهر ونقاء ثراء أرض يمننا الطهور ومنهم/ أم البراء (اللجنة التنظيمية) وجميلة الوجرة وبسطام شكري ومحمد الحيدري وحليس البُصيلي وعبد الرحمن التُلاحه ومحمد علي عبد الملك وأنس الحداد.
  يا رب إن كنت عني أنت الراضي وليَّ أنت المُحب.. فأنعم عليَّ يا مولاي بنعمة محبتك ورضاك وألحقني بمن اجتبيتهم من أحبابك، الذين هم أحياء عندك يرزقون، الفرحين بما آتيتهم من عظيم جودك وواسع كرمك وبما تَقَرُّ به أعينهم... أحبابك الأبرار المستبشرين بنا نحن، الذين سبقونا بارتقاء مرقى شهادة حياة المجد والخلود من قلب الساحات المتطهرة بطهر تدفق ينبوع دمائهم، المحبون لنا أن نفوز بما فازوا به من مفخرة اصطفائك لهم بنعيم محبتك لهم ورضاك عنهم وأن لا خوف عليهم فيما يستقبلون من أمور الآخرة, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ متاع جيفة الدنيا الزائلة.
 هذه الدنيا جسر العبور.. فما عندك يا ربي خير وأبقى للأبرار، فألحقني يا الله يا مولاي.. يا حسبي ونعم الوكيل.. ألحقني بشهداء ثورة الحرية والتغيير الشعبية العربية – اليمنية المجتثة لعروق، قوى مترفي قرية يمننا بمحدداتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التاريخية والمتغذية بغذاء حكمها بحاكمية شريعة – شرعية التخلف والتمزق والتبعية والفساد والجوع والخوف والبؤس والحرمان والذل والهوان والفقر – المادي والمعرفي – والجهل والمرض البدني والعقلي والنفسي والبطالة..
 قوى مترفي قرية يمننا، من السادة والكبراء، الذين على مدى نيف وثلاثين من السنين أطعناهم فأضلونا السبيلا بضلال بطر النعمة والذين أخذتهم العزة بإثم الانغماس في شهوات وملذات الاعتصام بسلطة بغي وفحشاء ومنكر الحكم بحاكمية القهر والظلم والظلام.
سلطة المترفين الذين استباحوا وحدة وجمهورية وثورة الشعب وجعلوا منها فيداً للناهبين المفسدين في الأرض وقيداً يخنق أنفاس حياة الشعب صاحبها وصانعها.
فيا رب عجل بإلحاقي بركب موكب الشهداء وشرفني يا رب بشرف جعل دمي حنا بقانيه يخضب أصابع فرحة ميلاد يمني الجديد... ودع رفاقي يا ربي يسارعون – متسابقين إلى غمس يراع أناملهم في نبضات تغلغله في غور ذرات تراب منافع خضرتها وفرات مائها وحسن وجهها.. وليكتبوا على هامش لوحة تخُلق مضغة ثورة الحرية والتغيير والعدالة في رحم الساحات.
 نشهد للتاريخ بأن هذا الشهيد كانت أول كلمات حياة رزقه عند ربه: لك الحمد والشكر يا رب يا شاهد بأنني سكبت مدرار غيث دمي من أجل ميلاد اليمن العربي الحر الديمقراطي الموحد الذي قبضنا على جمرة الحلم به خضرة وماء ووجهاً حسناً وحملنا أمانة مواصلة توسل مختلف أشكال النضال من أجل ميلاده الجديد.
 فأسألك يا ربي بأن تحقق أمنيتي تلبية لمناجاة دعاء رجاء خشوعي وتذللي بين يديك... فأنا أحبك وبك أعتصم يا مولاي، فمن سواك يروي ظمأ شوقي للفوز بفردوس حياة مجد وخلود رزق التنعم بنعيم فرحة واستبشار الـــ(شهادة) التي هي كل غاية ومراد أمنيتي منك يا رب العباد، والتي لا – ولن أفوز بنعمتها إلا هنا – هنا، يا ربي – يا مولاي، في خضم حراك هذه الثورة الطيبة – المباركة.
 فأنا لا أريد أن تطوى صفحة كتاب أجلي كما تطوى صفحات المليارات من الناس الذين قضوا نحبهم وصاروا في جوف الدود، القمَّامة الشمَّامة المكنسة للعفن، نسياً منسيا لا يا ربي، يا مولاي، يا الله أسألك بجاه الحبيب الشفيع أن لا تقدر ليَّ ميتة كهذه الميتة التي لا رائحة لها، فأنا، من حين امتطيت صهوة الأماني، ربيت روحي وأدبتها بتربية آداب تحصين جهاز مناعتها بشوك رفض الانكسار كالزهرة التي تتناهبها حشرات سنن ناموس الذبول، ومن يوم وعيت وجودي رفضت أن أكون مجرد شمعة منسية تذوب على رف من رفوف زوايا الإهمال المهجورة والمعتمة، هناك حيث تنصب، عنكبوت سلطة رذائل الفساد والإفساد، خيوط شباك اصطياد فرائسها الـــ(لزجة).
فيا رب تعلم بأني أديت، أؤدي فرائض عبادتك التي تؤهلني لتجنب رجس ذبول وذوبان الإهمال والنسيان، لأنني اخترت، طوعاً واختياراً، بأن أكون سليل لأنساغ شجرة نخيل المؤمنين الذين يفون بعهود صبرهم ومصابرتهم على البأساء والضراء وحين البأس، والذين منهم من وَفَّى بنذره، فاستشهد ليحيا عندك في فردوس النعيم والرضا.. ومنهم مَن ها هم في ساحات تضحيات الوفاء ينتظرون لتكرمهم بمكرمة إحدى الحسنيين: نصر ثورتهم أو الشهادة في سبيل انتصارها, وما غيَّروا العهد ولا نقضوه ولا بدَّلوه, كما يغيَّر ويبدل المنافقون، المتسفلون، آكلي السحت في بطونهم، ولا ولن، بمشيئة اصطفاء محبتك لهم ورضاك عنهم، يبدلوا تبديلا.
 وها أنا أتي إلى بهجة ميدان حياة ساحة ثورة التغيير للتبرعم غصناً بازغاً من فرع ذات شجرة المؤمنين الطيبة المباركة، فأرسل على غصن بزوغي صاعقة برق طلقة من الطلقات المنهمرة على حراك الثورة لتخترقه، فقد أنذرت نفسي لتقتلعني عاصفة من عواصف شكل من أشكال نضال المراحل الصعبة الطوال، لقد وليت وجهي، يا ربي – كما تعلم – من يوم قبضت في زمن العسف والعصف على حلم الثورة، نحو شمس النهار.. وخبأت جمرته نوراً لسيماء وجهي وبسمة لشفاه حياتي، لأنني اخترت أن لا أكون إلا جلمود صخر ينحته، من ذرى القمة الشماء، رعد ثورة شعب أمتي العربية الواحدة الصخَّاب وليحطني سابحاً في مجرى سيل ثورة الحراك السياسي التحرري الديمقراطي الجارف لكل حواجز الإعاقة والقعود والكساح.
 فيا بشراي.. يا بشراي لقد زفت ساعة الثورة، وها هي بعد أن كنت من يقظة انبعاثها من القانطين، جماهير شعب البلدة الطيبة – يا ربنا الغفور – خرجت من ظلمات سهوها لتغتسل من أوساخ غيبوبتها العقلية بنور ساحات الثورة وهي تكسر قيد جوعها وخوفها وذلها ومسكنتها..
ها هي ترعش نير عبادتها لعجل سامري نظام ضلال وإضلال الفساد والإفساد والاستبداد الذي ينازلها بحديد ونار وقناصين وبلاطجة حكمه بحاكمية شريعة ذاك الظلم الذي حرمته يا رب على نفسك وجعلته، بيننا نحن عبادك المعتصمين بك، محرماً..
من أجل ذلك وأداءً لفرض من فروض، واجب سَفر الخروج ها نحن نرفع أعلام ثورتنا الخفاقة بشعارات ثورة الحق والعدل والحرية والديمقراطية، فهنا – هنا يا رب، في حومة وغى معركة ثورة التغيير المُغيرة لمنكر سلطة المترفين الفاسقة الفاجرة، أسألك بأن تُسل نفسي لترتقي إليك فوارة حرا.. وأن يتمدد جسدي جسراً ليحمل أقدام رفاقي العارية – الحافية وهي تعدو لتنسج غبش النصر المظفر المجيد المتنفس بأنفاس صبح يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى، بل صنعناه بمداد عروقنا وعقولنا وسواعدنا وجباهنا وأقلامنا وحروف منطوق ومكتوب نثر وشعر كلماتنا المبينة للناس بياض خيط الدولة اليمنية الحديثة من سواد خيط دولة الظلم والبغي الفاسدة المفسدة.
 كلماتنا الباذرة لجمرة الحلم بثورة التغيير الجذري والشامل في زمن يحرم على الناس الحلم بحلم ثورة حسن خلقهم في أحسن تقويم، ثورة فوزهم بالأجر غير الممنون، زمن يُكفر ويُشرد ويَسحل ويَسجن الحالمون من أجل وفي سبيل أن يسرق الحلم ويكتم أنفاسه ويقهر أمانيه، زمن أراد، ويريد الظالمون الفاسقون أن يُبهتوا شعلة جمرة الحلم المختبئة بين الضلوع، والتي، قسماً عظماً، لا – ولم ولن تبهتُ أو تنطفأ.
 فيا رفاقي: وصيتي يوم تجمعون أشلاء استشهادي من بين أصابع، طهر أقدامكم الحافية المتعطرة بعطر قبلاتي، ويوم تحتشدون في حشد الصفوف المتراصة المتساوية المتعانقة مناكبها للصلاة عليَّ، في محراب ساحة التغيير، وقبل حملي على أكتافكم، وقبل تدفئتي بحنان تراب بلادي الطهور الذي سأبزغ منه كرة أخرى لأطل عليكم زهراً فواحاً بأريج فرحتي بكم واستبشاري بغد أفضل وجميل للأطفال.. أوصيكم بلمس وفتح كتاب وصيتي يا أحباب، ولتُتلَّى سطور صفحاته، عبر الأثير المباشر، في فضاء ميادين كل ساحات ثورة الحرية والتغيير، من جوف إلى حوف – حبيبتي الغالية .. يمني العربية الحرة الديمقراطية الموحدة، التي أنا لها، طائعاً وراضياً ومختاراً، نذرت كل ثانية من ثواني أيام العمر ووهبتها روحي وسقيت بمدرار غيث قطر عرق جبيني ووتيني تراب توحدها وتقدمها وسعادتها، وعلى مرأي ومسمع من كل الناس.. وحاضرهم ليعلم غائبهم.. ومبصرهم ليُري أعماهم وسامعهم، ليسمع أصمهم ومتكلمهم ليكلم أبكمهم : الله هو الحق، والحرية روح الوجود ودندنات الغناء سر أسراره، والشعب الذي لا يؤدي فرائض معلوم كتاب التنفس بأنفاس حرية مجتمعه السياسية والاقتصادية والفكرية والعقلية والجسدية والحزبية والثقافية والتربوية والتعليمية والإعلامية والدبلوماسية.. هو شعب ساهي عن سنن ناموس التعارف والتعايش بمعارف وتعايش العلم والعمل والديمقراطية.. وأستودع قادم واسع صدر صفحات صحوة – صحوة يقظتي وديعة أبواب وفصول معشر وصيتي.. إن شئت يا ربي، يا خالقي، يا عالم بأنني غير زاد يابس كسرات خبز الحياة اليومية لا أملك إلا الحلم باليمن المطعم من الجوع المادي والمعرفي والقيمي والأمن من كل خوف.. والذي في ربوعه يمشي المواطن في بر وبحر وسماء بلاده الآمنة ومن صنعاء إلى حضرموت وهو لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ومن أجل ذلك وفي سبيله وهبت أيام عمري وروحي ودمي دعوتك يا ربي كما أمرت فأغثني بغيث نعمة إجابتك كما وعدت.......
   * كادر [زغير] من كوادر الحزب الاشتراكي اليمني، وجندي[مبتدئ] من جنود مشترك يمن الإيمان والحكمة – المرابطون في ساحات ثورة الحرية والتغيير الشعبية اليمنية.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد