;
سعيد ناصر بن فريد
سعيد ناصر بن فريد

المبادرة الخليجية.. النجاحات والإخفاقات 1964

2011-05-23 02:59:39


أطلت علينا المبادرة الخليجية برأسها في تاريخ 3/ أبريل/2011م والتي أنجزها وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي تلبية لطب الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح لإيجاد حلول للأزمة اليمنية والتي أصبحت ثورة شعبية عارمة على طول ساحات التغيير في عموم المحافظات اليمنية وكلنا نعرف الأسباب الحقيقية التي فجرت هذه الثورة المباركة وهو الفشل الذريع الذي وصلت إليه حكومة المؤتمر الشعبي العام في إدارة البلاد والعباد ونقل اليمن إلى بر الأمان.
عجزت الحكومات المتعاقبة للمؤتمر الشعبي العام في تحقيق ما يصبو إليه الشعب اليمني من رفعة ونماء في ظل الثروات الغنية المخزونة في جوف الأرض اليمنية والتي يمكن أن تكون كفيلة لنقل الشعب اليمني المسحوق نقلة نوعية ليصبح مسايراً شعوب الأرض يهنأ برغد العيش، آمناً مطمئناً كسائر الشعوب.
 ولكن للأسف الشديد ظل المؤتمر الشعبي بقيادته الواحدة وحكوماته المتعاقبة يسعى جاهداً لنضال مستميت في بناء أسوار منيعة لحماية هذا الحرب ليظل جاثماً على صدور الشعب اليمني لأطول فترة ممكنة وقد نسى متجاهلاً أن للظلم نهاية وإن الأرض اليمنية ولادة بالرجال الذي يستطيعون أن يقولوا لا للظلم على الرغم أن الحزب الحاكم استطاع ولعدة سنوات مضت أن يراوغ ويماطل وكلما توصل مع أحزاب المعارضة إلى اتفاقية معينة استطاع وبقدراته الكبير في المراوغة أن ينكث كل الاتفاقيات دون أن يشعر أن الزاوية تضيق عليه بل وضاقت جداً عندما تفأجأ الحزب الحاكم بل والعالم أجمع بالانفجار الكبير والبركان العارم في مطلع شهر فبراير الماضي عندما انطلقت الثورة المباركة وخرج الشعب اليمني عن بكرة أبيه رافعاً صوته قائلا:"الشعب يريد إسقاط النظام".
عندها أدرك هذا الحزب متأخراً أن الشعوب لا تقهر وأن ساعات الحسم أصبحت قريبة، لذلك حاول أن يستعطف الشعب وذلك بتقديم بعض المبادرات والتي كانت أصلاً ضمن المطالب التي يطالب بها الشعب اليمني خلال الفترة الماضية حيث كانت مرفوضة من قبل هذا النظام وعندما ضاقت الدائرة أكثر وأكثر أرسل وزير خارجيته مستجدياً بدول الخليج لإنقاذه من المأزق الذي وقع فيه، معتقداً أن دول الخليج سيأتون بمبادرة تبقيه حتى اكتمال دورته الرئاسية ولكن كانت المفاجأة الأخرى للنظام عندما كشفت المبادرة الخليجية عن محتواها في الثالث من أبريل عندما كانت تقول له "إرحل".
وبعد مراوغات النظام تعدلت المبادرة بعض الشيء ليوافق عليها النظام معتقداً أن المعارضة سترفضها ولكن كانت المفاجأة الثالثة للنظام عندما وافقت عليها أحزاب المعارضة، وبذلك أصبح النظام الحاكم عندها في ورطة سياسية لا يحسد عليها، ولكنه وكحال الغريق ظل يراوغ محاولاً النجاة وذلك بمحاولة تعديل المبادرة الخليجية ولكنها لم تلب طموحاته في البقاء لفترة أكثر لذلك يمكنا القول أن إنعاش هذه المبادرة قد استكمل بالمسامير التي كان يغرسها النظام في نعش المبادرة الخليجية منذ ولادتها بل إنه يمكننا القول إن تلك المبادرة قد ولدت ميتة، بسبب وجود نظام الحزب الحاكم طرفاً فيها.
وخلاصة القول فإننا نجد أن المبادرة الخليجية كانت لها نجاحات وإخفاقات أما النجاحات فهي تكمن في الآتي:
استطاعات دول مجلس التعاون الخليجي أن تنجز مبادرة كان يمكن لها أن تخرج اليمن إلى بر الأمان والنجاح الآخر أن دول الخليج العربي استطاعات أن تكشف سوء هذا النظام وأكاذيبه ومراوغته وإخفاءه للحقائق وتضليله للناس وهناك نجاحات الأول مسجل لدولة قطر الشقيقة التي أدركت مبكراً تعنت هذا النظام ومراوغته والنجاح الآخر الذي سجلته المعارضة بموافقتها على تلك المبادرة عندما أوقعت النظام في فخ الموافقة عليها، وأما النجاح الأكبر والأعظم فكان للثوار على طول ساحات التغيير، ولذلك عندما رفضوا تلك المبادر رفضاً مطلقاً وكأنهم يدركون أنه لن يكتب لهذه المبادرة النجاح.
وإما أوجه فشل المبادرة الخليجية فهو السقوط المدوي لهذا النظام أمام تلك المبادرة الخليجية والتي كانت تلبية لطبلة بنفسه.
دول الخليج أتمنى أن تفهم هذا النظام وترفع الغطاء عنه شاكرين ومقدرين جهودهم الكريمة.
وعلى تركيا أن تفهم الدرس قبل الدخول إلى مبادرة جديدة، كما أن على نظام الحزب الحاكم أن يدرك أن لا حكم مدى الحياة وأن الشعوب هي الأبقى.
وعلى أحزاب المعارضة الصمود على مواقفهم ووحدتهم كما أن عليهم أن يغلقوا باب الحوار ويقفوا خلف الثوار، أما الثوار فإنني أشد على أياديهم قائلاً لهم "الصمود الصمود وإن النصر قريب".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبد الملك المقرمي

2024-05-05 23:08:01

معاداة للإنسانية !

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد