;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

واسطة العدالة هي مبادؤها 1654

2011-05-24 03:16:36


أطلقت منظمة العفو الدولية في وقت سابق "مبادرة اليوم العالمي لمناهضة حكم الإعدام"، الوسائل الإعلامية حينها أبرزت قضايا محكومين افلتوا من حكم تنفيذ الإعدام بهم، بعد ما استأنفوا الحكم، وأثبت محاموهم براءتهم، بوساطة اختبارات الحمض النووي التي صارت أساسية في التحقيقات بجرائم القتل الجنائية.
الأميركي "أكسيل كيري" من بين هؤلاء، في مقابلة تلفزيونية أعرب عن فرحه لاستعادة حريته، وعن خيبته لأنه "لو لم ينفق الكثير من المال على قضيته لما تمكن من إثبات براءته" كما قال.
وعندنا في اليمن أعرف شخصاً يقبع في السجن منذ عدة سنوات وهو بريء وقد يحكم عليه بسنوات إضافية وذلك كما قال لي بسبب ضيق يده "ظروفه المادية الصعبة"، بينما غريمه رجل ذو جاه وثروة، إلا أنه يعيش بكل حرية خارج السجن، برغم أن كل الدلائل تشير إلى أنه من قام بالجرم، وسبب ذلك هو المال.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة: كيف يكون تطبيق العدالة مرتهناً بالمال، وليس بضرورة تطبيق العدالة نفسها؟، فواسطة العدالة يجب أن تكون مبادئ العدالة نفسها، وليس أي شيء خارجها، كفتا الميزان في القرار القضائي هم القانون الوضعي من جهة، والقانون الإنساني أو العدالة من جهة أخرى.

القانون المطبق بشكل أعمى هو أكثر ظلماً من عدم "تطبيق القوانين"، لذلك تكون القوانين عامة ومبهمة أحياناً وقابلة للتفسير.. القانون أشبه بباب يدخلنا غرفة مغلقة ثم يرينا في الداخل باباً آخر نخرج من خلاله، وهذا يحسب للقضاء وليس عليه، لان الأفعال تقاس بميزات العدالة وليس القانون، ليكون الحكم أكثر عدلاً، فالحكم في النهاية هو للعدالة وليس للقانون.
القانون يعاقب مثلاً على القتل بشكل قاطع، أما العدالة فهي تأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة بالفعل، فتقرر إذا كان ذلك تم دفاعاً عن النفس، فتمنح أسباباً تخفيفية، لأنه يعود للعدالة فقط أن تفسر المواقف وليس للقانون، ولكن الظلم أن تكون العدالة مرتبطة بالمال لتعمل بشكل جيد، طبعاً هناك محاكم تعين محامين من قبلها للذين لا يستطيعون أعباء المحاماة و و و و..إلخ، وهناك قضاة "محترمين" وشرفاء، لكن ذلك استثناء للقاعدة، والاستثناء لا ينفي القاعدة بل يؤكدها.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد