قال تعالى: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) هكذا هي الأيام، فهي دولٌ يوم لك ويوم عليك ويوم لا لك ولا عليك، كم أيادي نجاة وإنقاذ وطوق امتدت إليك لتخرج بأمان، ولكن لا فائدة.. إنما هي الأقدار (يوم أن قدر لا أرهبه ومن المقدور لا ينجو الحذر).
يا حضرة الزعيم ألم تعلم أن من يعاند شعبه سوف تلتهمه أناته وآهاته من حيث تشعر ومن حيث لا تشعر، أتمنى أن تشعر وتعود إلى حياتك الطبيعية قبل فوات الأوان وحتى لا ينطبق عليك القول العربي المشهور (جنت على نفسها براقش) أو المثل الآخر (الصيف ضيعت اللبن)، فكم هي التجارب على البشر كثيرة على مر التاريخ ولا تأخذها كلها، ولكن خذ بأيسرها وأسهلها عليك.
نصحتك يا حضرة الزعيم على قناة "الجزيرة" ذات مرة حين قلت لك: بأن الكرسي سيدور وفعلاً دار، فهل فهمت وصدقت وتذكرت نصيحتي عندما قلت لك قبل ثلاث سنوات وعلى "الجزيرة" مباشرة: صدقني لن يظل الضعيف ضعيفًاً طوال حياته، ولن يبقى القوي قوياً طوال حياته، إنها سنن الله الغلابة ولا راد لقضاء الله وهل تتذكر ما قلته في "سهيل": إن من احترم عقول الناس من الشعب اليمني احترموه ومن لم يحترم عقولهم قذفوه.
أملي كبير يا حضرة الزعيم أن تنصاع لرغبة هذا الشعب العظيم بعظمة تاريخيه وصبره وجلده، لتتنازل من أجله، لأنه هو الباقي بعد الله والحكام زائلون ولا تخالف، أما إذا خالفت ذلك، فقد أعذر من أنذر وحتى لا يكون ذلك سبباً رئيسيًا في تمزيق ملكك والله المستعان.