;
علي الربيعي
علي الربيعي

الإعلام الرسمي.. بين التخريف والتمجيد والخيال 1894

2011-06-19 02:53:41


أتابع قناة اليمن الفضائية عندما أشتاق إلى مواعظ التجهيل والاستخفاف بالعقول والاستهزاء بالفكر وعدم احترام حتى الفكر البدائي للإنسان وعلى أحسن الأحوال وأرقاها عندما أشتاق لأيام طفولتي بعد الفطام وبداية نطق الألفاظ بالطريقة الأعجمية وبداية التساؤل عن الأشياء حولي ولحظات تساؤل الطفل عن أجزاء جسمه وأسمائها.
 استمتع لأني أعطي عقلي الراشد إجازة وأغرق في خيالي الصبياني الطفولي عندما أرى فلاسفة الإعلام وهم يمارسون دور الكهان في نظام الكهنوت الفرعوني الذي أعطاهم حق الكهانة وممارسة السحر على اعتبار أنهم يملكون أسرار الحكمة والتنجيم ويحيطون بالمعرفة والعلم دون غيرهم مقابل رعاع جهلة عليهم السمع والطاعة والتسليم الكامل بما يقولون.
لا يختلف دور الإعلام والقائمين عليه عن دور الكهنة وإن كانوا أقل حكمة وأكثر غباءً وأوسع جهلاً وأقل فهماً ووعياً وإدراكاً من كهنة فرعون الذين كان لهم باعاً طويلاً في قيام الحضارة والفلك والمعابد، بينما لهؤلاء دور التشويش على الفكر وتجهيله فوق جهله ومحاولة إفساد ما لامسه الوعي والتعامل مع الشعب كله بنفس الأسلوب الذي لا يتعدى محاولة ترويض عقل طفولي ساذج بقصد تلويثه وحشوه بما يريدون من معلومات ذات أهداف محددة لعناوين خاطئة يعدونه فيها لمستقبل الأيام الذي لا يختلف عن الماضي البعيد ويؤهلونه للتعايش مع الواقع والحاضر حتى لا يستمع ولا يتكلم إلا بما أرادوا.
هذه رسالة الإعلام الرسمي الذي لم يبرع في تأدية وتقديم رسالة الوعي والإسهام في نشر الثقافة الوطنية وفق منظور استراتيجي وطني مرسوم ومعد بأيدي خبراء مختصين في هذا المجال ..لم يقدم الإعلام يوماً رسالة لها معنى وطنياً أو تهدف لاستنهاض القيم والهمم نحو وطن يحتاج للبناء ويحتاج للولاء والإخلاص لأن السياسة الإعلامية مهتمة بما تراه أو ما أنشئت من أجله مختلف الوسائل الإعلامية والتي لا تتعدى رسالتها مهمة المديح والتمجيد الشخصي واختزال الوطنية والوطن بشخص يرتبط به مصير الوطن والأمة ..وينشغل الإعلام مع قنواته الرسمية بعمل الأوبريتات التي تعد بين سنوات المناسبات وتنفق عليها الملايين وتسخر وتجند لها كل الإمكانيات حتى لا تأتي مناسبة يحرم الشعب فيها من أوبريت يصرف عليه بترف وكأن الوطن مكدس بأموال لا يدري أين ينفقها سوى في هذه الاحتفالات المترفة واللوحات الفنية الفخمة.
 لم يسهم الإعلام في نشر الوعي لأن القائمين عليه لم يكونوا عند مستوى الوعي والذين كان لديهم نوعاً من الوعي الوطني والثقافة ويؤمنون برسالة الإعلام تم التخلص منهم ورميهم خارج المؤسسة الإعلامية ليبقى الإعلام مرتهناً بين من يمتلكون بعض سفاسف الثقافة، لا يخجلون ولا يتورعون عن إدارة برامج أقل ما يقال فيها أنها تبعث على الخجل والحياء في إدارتها ومواردها ومواضيعها تقدم صورة مشوهة لليمن، غاية في الجهل والتخلف والغباء والأمية التي ينعكس جميعها على أداء مديري البرامج الذين يفتقدون للباقة واللياقة والثقافة وتتميز برامجهم بالسطحية والعشوائية والاستخفاف بعقول الآخرين والجمهور الذي يتابع هذه القنوات والتعامل معه كما أسلفنا في بداية المقال، مستغلين أنه جمهور معظمه ريفي وهو الذي لا تصل إليه القنوات المختلفة وحتى جمهور عريضي يستوطن المدن لا يختلف في ثقافته ووعيه عن الجمهور الريفي الرعوي المنغلق الذي لا يفرق بين الغث والسمين ..ينظر إلى الإعلام الرسمي ويشاهد كل ما يبثه على أنه شيء فيه من الصحة ما يمكن أن يكون في المرتبة الثالثة بعد القرآن وصحيح البخاري وفق تقييمات ساذجة تستند إلى أن هذا إعلام الدولة والدولة لا تكذب وهم يظنونها خلافة عمر أو علي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد