;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

إنهم يشنقون الوطن.. يبعثرون دمنا.. فكيف لا نثور؟! 2074

2011-06-19 02:54:10


حين يتحول الوطن إلى عمود مشنقة يتدلى منه عنق المستقبل جاحظ العينيين ممزق الشرايين والأوردة.. حين يقف الوطن نصعاً أمام حائط إعدام.. في مواجهة كتيبة رماة يتلقى الرصاص الخارق الحارق المتفجر.. ينزف دمه حتى الزفرة الأخيرة.. فكيف لا نثور؟!.
حين تتكدس الزواحف تتزاحم جوارح السماء وضباع الأرض فوق جثة الوطن.. حين يصبح الوطن مسجي في مسبغة الباطشين.. جثماناً تحيط به ملايين الجثامين الناحبة الحزينة مؤبنة الوطن الوليد.. حين يجرد هذا الوطن قطعة قطعة من حقه في المسرات والنبوءات المشرقة.. حين يسلخ جلد ا لتفاؤل حتى العظم ويصدر رموز وعسكريوا النظام ممنوعاتهم لحق الصرخة وقول "لا".. محظوراتهم المعادية للأقلام والأحبار والآمال الملونة.. فكيف لا نثور؟!.
حين يتحول الوطن إلى ساحة رماية.. نتبعثر بين أركانه هذواً.. لرصاص السلطوي الأرعن.. تلهو بلحمنا المثقوب بالاستحالة والعدم.. المخضوض بعبث القطط والحيتان.. فكيف لا نثور؟!.
حين يصبح الوطن ورق زينة.. والحياة هبة ومنة..ومن لا يملك الحق يمتطي ظهر حق الشعب.. يطوق عنقه بأصفاد ا لظلم.. يؤمن فمه بالجام من حديد وفولاذ.. حين تتحول فيه الملايين إلى قُصَر.. والحكام أوصياء.. لا نتململ إلا بأذنهم بحثاً عن إيماءات ودلالات عدل وحياة.. حين يتحول الهمس إلى جريمة.. الضحكة مكروهة وصحيفة أتهام.. وقول الحق أبغض حلال الحاكمين.. حين نلف على أنفسنا يميناً وشمالاً ومن كل الجهات خشية ملاحقة المتلصصين البصاصين المتسربين في مخادعنا.. في جلودنا.. في دورة دمنا.. يقفون على كتفينا نحن المندفعين الأغرار صوب ضفاف الخلاص.. يحصون الشهقات والضحكات.. يبحثون عن أسبابها.. دوافعها قوى تمويلها الخارجي..وخطورتها على استقرار نظام الحكم ازدهار ممالك الحكم وبؤس البلاد.. فكيف بالله لا نثور؟!.
حين نتحول نحن الملايين إلى مسمار في ترس النظام زائد عن الحاجة.. فيما نحن مسمار نعشه الأخير حين نتحول إلى حصان ميري.. ينزف عرقاً ودماً وسنين عمر وشقاء.. بانتظار مكافأة نهاية الخدمة.. صفعة في القفاء وحلم مستحيل.. وشفرة استكانة.. حبل سري للخنوع.. حين تتحول الوظيفة إلى توق وحلم مستحيل.. وشفرة استكانة.. حبل سري للخنوع.. حين يتحول الوطن ضيعة نافرة عن ملايين الصناع البناة الضائعين.. حين نتحول نحن إلى بركة يغسل فيها مجرمو وشياطين وقتلة النظام أوساخهم .. أدرانهم .. عاهاتهم .. ثم يبسملون.. يتلون التعويذتين ويلعنون الشعب.. فكيف لا نثور؟!.
حين تتحول وسائل الإعلام وإعلاميو النظام.. إلى دراويش يلقون بأنفسهم إلى التهلكة والنار الموقدة.. يجزون الصدق والحقيقة من الوريد إلى الوريد علهم يرضون ويسلون أطفال ومراهقي النظام ببسمة شفة.. يغمرونهم بنشوة تخوين الناشزين عن النص.. المخالفين.. غير المدجنين.. حين يتحول الوطن إلى قفص اتهام إلى إنهم يشنقون الوطن.. يبعثرون دمنا.. فكيف لا نثور؟!.
هم فيه الجناة والجلاد والحكم.. الخصم والقاضي.. قفص نحن فيه الضحايا المدانون.. المجرمون المنتهكة والمسلوبة حقوقهم.. فكيف لا نثور؟!.
حين يسرق الشركاء جهاراً نهاراً يجردون من شراكتهم بالدبابة والمدفع والجيش العتيد.. حين يلتهم الوطن، وتزدرد الحقوق دفعة واحدة.. حين يصبح هاجس استمرار الابتلاع كابوساً يقض مضاجع اللصوص مهندسي شطب وإلغاء صناع النهار.. حين يتملكهم العبث بالتاريخ صوتاً وصورة.. مذياعاً ولوحة علم.. تحت نغمات حربية النشيد.. حين يكون هذا التفكير "السنماري" جزءاً خارجاً عن جنس العمل.. حين تكون لهم مشروعية امتلاك الوطن والاستباحة والسلب.. وللشركاء تملك الأرصفة والشتات وطوابير البطالة.. فكيف لا نثور؟!.
حيث يختزل هؤلاء الوطن بـ"كاكيهم" يضعون الثروة تحت قبعاتهم.. يشدون على أحزمة الفقراء.. ويطلقون أحزمتهم وضمائرهم حد الانفلات والثمالة.. فكيف لا نثور؟!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد