إذا كان لديك أرض زراعية مهملة ولم تزرع ولم تلق نصيبها من الاهتمام والرعاية لتكون أرضاً زراعية قادرة على العطاء، ماذا عليك أن تفعل؟
طبعاً.. في البداية عليك إزالة كافة الشوائب الموجودة عليها وتصفيتها تصفية جذرية، حتى إذا ما زرعتها يكون المحصول على قدر الجهد المبذول، أي أنك في النهاية ستحصل على أرض زراعية خضراء مثمرة قادرة على العطاء.
أطلت عليك عزيزي القارئ، ولكن هذا هو واقع الحال الآن في بلادنا، فمن يريد أن تبقى رموز النظام السابق في الحكم نقول له: إن ذلك من سابع المستحيلات، فنحن نريد أن نطهر البلاد من كافة الرموز السابقة ومن كافة الأجهزة القمعية والتي هي تحت سيطرة الأسرة الحاكمة، نحن نريد أن نبدأ على أرض نظيفة، خالية من أي منغصات، نريد أن تكون دولتنا المدنية الجديدة قائمة على أساس متين وصحيح.
نريد أن نستلم دولة خالية من كل فاسد وطاغية وديكتاتوري، حتى نستطيع إنشاء دولة أساسها العدل وتسودها المحبة.
لذا علينا أن نعمل على المطالبة بإسقاط النظام ولا ننسى أبداً أننا أخوة، فلا ندع مجال لأحد بأن يفرقنا ويشتتنا، علينا أن نصمد في الساحات وألا نختلف، فإذا ما اختلفنا معناه أننا ضعفنا، فقد كان في اتحادنا واتفاقنا قوة، قوة وقفت في وجه الظالم، قوة حيرت النظام وجعلته يتخبط، قوة يجب أن تبقى حتى يتحقق المطلب النهائي.
أعلم أن هناك من يريد أن يفرق بين الشباب في الساحات ويجعلهم ينقسمون وأتمنى من الله أن يكون شعبنا اليمني وشبابنا يعون أن ذلك ليس في صالحهم، فحتى إن وجد أي خلاف، علينا الآن أن نترك خلافاتنا جانباً، ونلتفت إلى أهمية المرحلة التي تمر بها بلادنا، فاليمن بحاجة ماسة إلى وقوفكم في صف واحد متماسك، فهو اليوم بأمس الحاجة إليكم، فهو يعتمد عليكم في مرحلة البناء القادمة، يعتمد عليكم لترسموا الخطوط العريضة لسياستها الجديدة تعتمد عليكم لتطهروها وتعيدوا لها مجدها وعزها ونحن نعتمد عليكم، ليضيؤوا لنا شعلة الحرية، وعليكم أن تتذكروا دائماً دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية.