;
مصطفى راجح
مصطفى راجح

الانتظار الثقيل!! ... 2011

2011-06-22 16:15:09


لا أثقل من هذا الانتظار بين عهدين، عهد ذاهب لم نتيقن بعد من ذهابه، وعهد قادم لازال قاعداً فوق رمال متحركة، وإن مضى مجتمعاً هنا وهناك، تبدّى كمن يتحرك من حقل ألغام يفقده الحذر فعاليته، ويجبنه التأني خطر الوقوع في أخطاء الممر الشائك بين مرحلتين.
في المزاج العام يبدو واضحاً هذا الاجتماع على مساندة خيار الانتقال السلمي للسلطة عبر الرصين "عبدربه منصور هادي"، ويتوافق ذلك مع مواقف القوى السياسة المعارضة والإقليمية والدولية وإلى حد ما مع بعض قوى الحزب الحاكم.
لكل طرف في هذا التوافق أسبابه الموضوعية ويغلب على معظم هذه التوجهات إحساس بالمسؤولية الوطنية ليمنيين يتطلعون إلى تجاوز مخاوف الدخول في المجهول والغامض الذي بدأت مؤشراته بسقوط زنجبار، ويواجهونه كل يوم على شكل إطفاء التيار الكهربائي، وانعدامات البترول والديزل، وتصاعد يومي في الأسعار.
هذه المؤشرات المخيفة، "سقوط زنجبار واحتمالات سقوط مناطق جنوبية أخرى بما فيها عدن" بيد الجماعات المسلحة، وما يؤدي إليه هذا السيناريو في ظل الأساطيل العسكرية القريبة من سواحل اليمن، مضافاً لذلك علامات انهيار الدولة على صيغة العجز عن تقديم الخدمات الضرورية للمعيشة والأمن.. مجمل هذه المخاوف بقدر ما تدفع إلى استعجال نقل السلطة عبر الخيار الأكثر سهولة وملائمة، بالقدر نفسه يمكن أن تشكل دافعاً لتغيير جذري في المزاج العام وتوجهات جميع الأطراف.. فيما لو تأخر انتقال السلطة واستمرت حالة الغموض المخيف السائدة الآن، وما تعنيه من فراغ دستوري ـ هذا الوضع الغامض يفتح الباب واسعاً أمام كل الاحتمالات السيئة، وكل ما يخطر على البال من مخاوف وتوجسات.. الفرق هنا وبين تبدل المزاج العام من حال إلى آخر ومن موقف إلى نقيضه لا يقاس بالأسابيع وإنما بالأيام وربما الساعات، اليمن لا يحتمل انتظاراً أكثر من ذلك.
وإن تتضح الصورة الآن، أفضل بكثير من تأخرها إلى الغد، ومن يستطيع الآن أن يفيد الانتظام للخدمات، وتثبيت أسعارها عند حدها القديم أو قريب منه، ربما لا يكون بمقدوره أن يفعل ذلك بعد أسبوع.
إذا كانت احتمالات تمكن القائم بأعمال الرئيس فيما لو تأكد تسلمه السلطة اليوم، بالسيطرة على الموقف في أبين بفعل ممارسته الفعلية لسلطاته دونما تردد ـ قائمة الآن، فربما لا تكون قائمة بعد أسبوع، ولربما احتاج الأمر حينها إلى مواجهة تحدٍ أكبر باستعادة أبين وعدن مثلاً، كل يوم يمضي واليمن في حالة غموض، وبلا سلطة واضحة تدير البلد، لن يؤدي ذلك سوى لانزلاق البلد باتجاه وضعية تخرج عن سيطرة الجميع وتتجاوز قدراتهم لاحقاً وسيعجزون عن إعادتها إلى نطاق الممر الآمن.
لو أن وحدات الجيش في صنعاء وعدن وبقية مواقعها أوغلت في الانقسام، واحتربت، فلن يكسب أحد، لا النظام المتداعي سيتمكن من استعادة سلطة آفلة، ولا الثورة اليمنية ستتمكن من العبور إلى مرفأ انتصارها مروراً بساحة احتراب دامٍ، يضع اليمن كبلد موحد، ودولة متماسكة، أمام كل الاحتمالات السيئة للانهيار والتفكك.
تحتاج مؤسسة الجيش إلى تذكر مهمتها الوطنية النبيلة، في الحفاظ على هذا البلد آمناً موحداً وحماية مواطنيه وحدوده واستقراره، هذا هو استحقاق الانتماء لهذه الأرض، ولهذه المؤسسة المملوكة للشعب اليمني، والمفترض انضباطها في إطار مصالح اليمن وأولويات بقائه كبلد، وهذا الانتظام في إطار مصلحة اليمن يبدأ برفع شعار "لا للحرب" في كل معسرات الجيش وثكناته. هل بات ممكناً الآن في هذه اللحظة الحرجة أن يضع كل الفاعلين الأساسيين مصلحة اليمن كمعيار أساسي لخياراتهم وقراراتهم؟!نأمل ذلك.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-18 23:21:11

"3-5" حقائق عن اليمن

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد