;
علي الربيعي
علي الربيعي

خطبة السبعين بين الوفاء وخسوف القمر‎ 2140

2011-06-23 03:24:17


كأننا لم ينقصنا الإعلام الذي أضاع رسالته في ثنايا المديح والغناء والتمجيد إلى أبعد مدى، حتى يفاجئنا خطيب جامع السبعين وهو يزبد ويرعد ويهدد ويتوعد ويستشهد بالآيات والأحاديث ويطيل الخطاب ويبعد عن الصواب، مستشهداً بالكتاب المسطور والكون المنظور يردد آيات يذكر الله فيها قصة إبراهيم عليه السلام وكيف أنجاه الله من النار حين حولها سبحانه برداً وسلاماً..
ويذكر آيات ذكرت موسى وكيف أنجاه الله من الغرق وأغرق فرعون ومثلها آيات نزلت تفضح مؤامرة المشركين وتحذر نبينا عليه وعلى جميع الأنبياء أفضل الصلاة وأزكى التسليم من كيدهم وشرورهم..
يحاول تكييف الآيات يجانسها ويداريها ويساويها، لعلها تتلاءم فيما يشبه وفق إرادته ومشيئته ومقتضيات هدفه ومطلبه ومراده لا حسب ما نزلت من أجله، يستشهد بالآيات ويشبه المواقف التي أتت الآيات على ذكرها أو بسببها ويختصر التواريخ ويفبرك الملاحم والمواقف العظيمة للأنبياء في مواجهة طغيان عتاة الأرض وما حدث فيها أو خلالها من تجليات ربانية معجزة، أيدت مواقف الأنبياء وحمتهم من كيد أعدائهم ونصرتهم في مواقف يستحيل النجاة منها لشخص أو إنسان يواجهها في الوضع الطبيعي..
ويوجهها جميعاً في اتجاه لا يتجاوز حادثة جامع "النهدين" وكان القرآن وقصص الأنبياء لم يورد القرآن ذكرها ويسرد قصصها إلا على سبيل المجاز لا الحقيقة، فالحقيقة كلها برأي الخطيب ومراد الآيات ومقاصدها لا يمكن أن تخرج عن هذا الإطار وعن تلك الحادثة التي تتجلى فيها صور الإيمان والإعجاز والرحمة والقدرة الإلهية..
وينطلق الخطيب سابحاً في ملكوت السماوات، خائضاً في علم الفلك والأجرام السماوية، طائراً بين الشمس والقمر والأرض في رحلة خيالية على سفينة فضائية يمنية هي إحدى المنجزات والمعجزات التي نتفرد بها في اليمن السعيد ونغني وننشد لها صباحاً ومساءً ونفخر ومن حقنا أن نفخر بالمجد وبناته ومحققي معجزاته الذين بفضلهم سابقنا الأمم وسبقناها علماً وحكمة وسياسة وتوحداً وانتصاراً.
 نغني جميعاً من يشبهك من؟ يا يمن، فلا غرابة أن يغني معنا المغنون والمنشدون ولا عيب أن ينضم إلى الجوقة بعض خطباء الجمع ومتصدري المنابر في مواصلة الغناء والمديح ولو أدى ذلك إلى الخروج عن أهداف الخطبة أو إلغاء الموعظة أو الوصية بالتقوى، فالمنجزات التي وصلنا إليها أنستنا أو أدخلتنا في عالم من السعادة والحبور والعيش الرغيد ما ينسي الخطباء أو بعضهم حتى طلب المغفرة أو طلب رضا الباري أو حلم دخول الجنة والدعاء بتحقيقه، لأن ما يشبه الحلم تحقق في الدنيا وعاشه الناس النعيم الذي ليس بعده نعيم، وما بقى ربما ينال ببعض صكوك الغفران التي تمنح لمن حل عليهم الرضا، فيضمنون بذلك الفوز في الدارين ولو كانت تلك حالة استثنائية تحصل، فنحن في بلد الاستثناء والتفرد..
يحط الخطيب بمركبته الفضائية على المنبر شارحاً قصة الكسوف القمري، منبهاً إلى نهاية، ولكن لا يمكن أن تكون إلا تنبيهاً للناس وتحذيراً لهم ينبغي التنبه لها، كما ينبغي سرعة مراجعة الناس سجلاتهم وما تقترف أيديهم ليس من منظور الخطايا والذنوب التي تلازم الإنسان سواءً صغرت أو كبرت تذهبها الحسنة والصدقة أو التوبة، ولكن من منظور سياسي يرتبط بمصير الإنسان ويتوقف على ولائه وطاعته المطلقة وفق منظور سلفي جامد لا يقبل معه الحوار أو النقاش أو الاجتهاد ولا يكتفي معه الإنسان بردة الفعل السلبية المطلوبة تجاه ما يأتي من قبل الذين لهم الحق الطاعة، يتعدى الصمت على فساد قل نظيره أو سفك دماء ذبح أصحابها بخروج اعتبر في إطار الأمر بالمعروف وهو ما عليه الحال إلى طلب التوبة من الذنوب عظمت وآثام جلت يرتكبها المجرمون في الساحات الذين يُقتلون ولا يَقتلون الأولى بضم الياء والثانية بفتحها وتسفك دماؤهم ولا يثأرون.
 قتلهم قربان إلى الله لأنهم المفسدون في الأرض، ألا يكفي أنهم يغلقون شارعاً بخيامهم ويفتشون الناس على المداخل، فهم إذاً المجرمون المبعدون، ينبغي أن تطبق عليهم حدود الحرابة قطعاً وبتراً وصلباً ولا يمنع إن أضيفت إليها مصطلحات وكلمات حديثة مثل قنصاً وحرقاً ودهساً وتمزيقاً، فهل يعتبر الكسوف والخسوف وهم يعتدون على العدالة ويتظاهرون في شارع العدل ويدنسون المساجد بدمائهم النازفة ويسهدون الناس ويحرمونهم من رقاد وأمن ورخاء قل نظيره في الدنيا؟ أليس هؤلاء الذين يبحثون عن البقل والبصل والكراث ما يقدم لهم من المن والسلوى؟ وإلى جمعة الوفاء والأمن والأمان والشرعية.. أين سيجد الشعب المغفل أحسن من هذه العناوين والأسماء والمصطلحات وجمعة مباركة وكل جمعة انتظروا المزيد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد