;
صدام الكمالي
صدام الكمالي

لقد نَفَدَ رئيسكم!! 1951

2011-06-25 04:56:37


مهما امتلكوا من خيال، فإن أنصار علي صالح لا يمكن أن يتخيلوا ولو للحظة أن الرجل الذي ظلوا يهتفون باسمه طوال"33 عاماً"؛ قد أجبرته ثورة الشباب على الرحيل وإن كان للعلاج من خدوش في وجهه، بعد تعرضه وأركان حكمه لهجوم صاروخي أثناء تواجدهم في " جامع النهدين" التابع لدار الرئاسة، والذي لا يزال حتى اليوم محل غموض كبير!.
لا يتصور هؤلاء تصريحات المصادر السعودية، والتي تفيد بأن الرجل " لن يعود إلى اليمن" وبأن نقل السلطة للفريق هادي قد بدأ فعلياً، ولعل زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق "الأدنى" جيفري فيلتمان لصنعاء، هو الإشارة الدولية الفعلية لنقل السلطة رسمياً، وبالتالي فإن عهد " صالح" قد انتهى وأصبح من الطبيعي الحديث عن مرحلة " ما بعد صالح".
يكابرون..ويمضي التلفزيون الرسمي في تصديق كذبته حول تحسن صحة الرجل وعودته " بعد أيام" وكانت الصحف الرسمية، قالت منتصف الأسبوع الماضي إن الرجل سيعود الخميس، فكذبت –كعادتها- على هذا الشعب، ولم يعد الرجل، وكان "عبده الجندي"، الذي يستمر في دفاعه المستميت عن " صالح ونظامه" كان قد هدأ من إصراره في تحديد موعد عودة " صالح" خلال حديثه لقناة " العربية"، وقال بأن عودته، من يقررها هم الأطباء، وهذه النغمة غير الاعتيادية " للجندي" توضح أن الرئيس لا يمكن أن يعود في القريب العاجل وتفتح أبواب الاحتمالات على مصراعيها!.
وتنتشر شائعات عودة " صالح" كما تنتشر النار في الهشيم، ويتمسك مناصريه بهذه الشائعات، ليس حباً فيه، وإنما خوفاً على أنفسهم، فعدم عودته تعني نهايتهم.
لماذا ينسى الجميع الفعل الثوري في ميادين الحرية والتغيير ويهتمون بـ" تحسن صحة صالح وعودته لليمن"..؟ ويحتل هذا الأمر عناوين أخبار اليمن في الفضائيات العربية والعالمية، وهو كما أعتقد أمر مدبر ومدروس بعناية.. وأرى أننا في الأخير سنكتشف سيناريو مخالف لكل السيناريوهات التي قدمت في الإعلام وعلى لسان بقايا النظام حول صحة صالح وقصف " جامع النهدين"!.
ينسى أو يتناسى الجميع الأزمات اليومية التي يواجهونا، والارتفاع الجنوني للأسعار، ويركزون كل اهتمامهم حول " عودة صالح" و يوزع أنصاره كميات مهولة من" الرصاص " و " الأسلحة" استعداداً لهذا اليوم، زد على ذلك فهناك تسريبات تقول إن " بن دغر والديلمي" يجهزون لاوبريت خاص بهذا اليوم، ووفقا للتسريبات فإن ملايين الريالات قد صرفت لهذا الاوبريت!.
يغيب العقل والمنطق عن مناصري " صالح" وتحضر مكانهما العصبية والمكابرة في تعاملاتهم، ينسون مصلحة الوطن، ويظلون في كل نقاشاتهم يصرون على أن الرجل سيعود، وبأن الأزمات التي تمر بها البلاد هي بسبب الثورة التي قالت لصالح " إرحل"!.
المرأة التي كانت في الكرسي المقابل للباص، الذي كنت استقله منتصف هذا الأسبوع في صنعاء، ارتفع صوتها فجأة وواصلت حمدها وشكرها لله بعد أن تلقت اتصالاً مفاده أن الرئيس سيعود خلال هذا الأسبوع.. المرأة لم تصبر قليلاً حتى تغادر الباص، بل أخذت تبلغ الجميع بهذا الخبر، مهللة ومكبرة " أبي علي بيرجع.. الحمدلله، ربي خيب ظنهم".!
الرجل الستيني الذي قال إن اليمن لا يمكن لأحد أن يحكمه غير " علي صالح" علق على تصريح المصدر السعودي حول عدم عودة الرئيس إلى اليمن بقوله " والله لندخله لهاناك، أخذوه يعالجوه والآن بيمنعوه يرجع، مش هي لعبة، إذا كان الحوثيون قد دخلوا السعودية وهم منهم عشرة، إحنا شعب بكله وبندخل نأخذ حقنا الرئيس.."!
إمام الجامع الذي يفترض به أن يكون حيادياً، ويستقي حديثه من الكتاب والسنة، يتحدث من على منبره بعصبية ويتهم ويهدد.. ويتحدث عن عودة صالح، بنفس لغة " المرأة في الباص"!.
 الشابة التي يفترض بها أن تتطلع إلى مستقبل أجمل لها ولأطفالها، بعيداً عن من يحكم، كتبت على جبينها " لن يرحل " وزادت على ذلك " يرحل الشعب كله.. أبي علي لا" وكأن بابا علي هو الأكسجين الذي تتنفسه!.
لماذا ينسى هؤلاء- وهم من أبناء هذا البلد- مصلحة اليمن الكبرى، وينجرون وراء مصلحة " شخص" فقط..؟!.
شخصياً.. لاتهمني عودة "صالح " من عدمها، ما الذي سأجنيه لو عاد الرجل مثلاً..؟، لن أجني شيئاً، سوى أني سأعيش ومعي كل اليمن، ليلة دموية أسوأ من تلك التي حدثت عندما خرج الرجل من غرفة العمليات إلى جناحه الملكي.. فكيف به إن عاد إلى السبعين.؟!.
حتى الاحتفال لهذا النظام لا بد أن يضمخ بالدم.. هم لا يعرفون غير تلك اللغة ولا يستطيعون التعامل إلا بها.
 شخصياً، كل ما يهمني هو أن تنجح الثورة التي خرج من أجلها الشباب، وألتف حولهم بعد ذلك الشعب كله، وحافظوا على سلميتها حتى اللحظة.. يهمني ألا تشعر اسر الشهداء أن دماء أبنائها قد أزهقت سدا، وبأن ما خرجوا من أجله لم يتحقق.. يهمني أن تحقق الثورة ما أرادته الطفلة "عتاب" بعد أن رأت والدها مضرجاً بالدماء، فامتلأت عيونها بالدموع وأطلقت كلماتها المزلزلة " يلحل علي صالح.. قتل بابا".
لماذا يتجه الجميع صوب " صحة وعودة صالح" وينسون ثورة شعب بأكمله، خرج ينشد التغيير واليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة..؟.
يجب أن يفكر الجميع بمرحلة " ما بعد صالح" ويجب على شباب التغيير ترتيب صفوفهم من جديد والبدء بالحسم الثوري، أو الضغط من أجل الحسم السياسي، بما يلبي طموح ثورتهم التي خرجوا من أجلها.
وأخيراً.. يجب على عبد ربه منصور هادي أن يعي المرحلة التي تمر بها اليمن، وبالتالي التعامل مع الوضع من منطلق أن الشعب قد أراده رئيساً للمرحلة الانتقالية وعليه أن يقبل من أجل مستقبل اليمن الجديد ,وإلا فإن اليمن مقبل على كارثة إنسانية ووضع قد ينفجر في أي لحظة.
                                      Sadam1985@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد