;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

الامتحانات.. يا فصيح لمن تصيح؟ 1983

2011-06-29 03:41:33


إن حظ عملية التقييم والقياس -أو ما نسميها الامتحانات، في الإصلاح التربوي والتعليمي- في بلادنا، ما تزال هامشية و"عشوائية" وغير مدروسة ولا تعتمد في الغالب على أسس علمية ومنهجية ورؤية مستقبلية.
إذ لا تعرف المدارس من عملية تقييم وتقويم الطلاب، إلا تلك الطريقة المعروفة والتقليدية التي يقوم بها المعلمون نهاية كل فصل أو عام دراسي وتعطى درجات للطالب، وهدفها الرئيسي اتخاذ قرار بنجاح الطالب أو رسوبه، كما أن امتحانات إنهاء المرحلة الأساسية والثانوية العامة أو التخصصية هي الأخرى تُبنى على هذه القاعدة غير المفيدة إن لم نقل العقيمة.
ونتيجة لهذه الطريقة التقييمية القاصرة برزت الكثير من الظواهر السلبية في جسم العملية التربوية والتعليمية أبرزها: انتشار ظاهرة الغش بين صفوف الطلاب، اقتصار جهد معظم الطلاب على ابتكار الوسائل والطرق المختلفة للغش التي تمكنهم من النجاح والحصول على درجات عالية، إضافة إلى أن بعض الطلاب لا تراه إلا أثناء الامتحانات.
إن هذه الطريقة تجعل من الامتحانات، بل من العملية التربوية والتعليمية برمتها مهزلة ونتائج أكثر سخرية، لذا فلابد من المعالجات الجادة والمسؤولة والتي ينبغي ويجب أن يقوم بها القائمون على العملية التعليمية والتربوية وكل المتخصصين والمهتمين بالشأن التعليمي في بلادنا، والتي وبلا شك لن تكون هذه المعالجات مفيدة ومثمرة وتحقق الآمال المرجوة، وتصلح وترمم الجسد التربوي والتعليمي من خلال القضاء على الظواهر السلبية الكثيرة العالقة في هذا الجسد، بل وفي روحه من فساد وأخطاء وعشوائية وتخبط، كانت نتائج ذلك هذا المستوى التعليمي المتدني عند طلابنا، إلا إذا كانت هذه المعالجات قائمة على أسس تربوية صحيحة ومنهجية وعلمية دقيقة هدفها الأول والأساسي بناء وخلق طالب مبدع، مبتكر، متحفز، إيجابي، وليس كما هو سائد الآن طالب خامل سلبي متلقي أو وعاء "منطاد" أجوف تحشو المعلومات داخلة حشو لمجرد أو لغاية أن يكون قادراً على اجتياز الامتحانات بنجاح والحصول على أرفع الدرجات فقط.
فتغيير أسماء المشرفين والملاحظين وتكثيف أطقم الأمن لمنع الغش أو اتخاذ الإجراءات العقابية الآنية ضد المخالفين للوائح سير الامتحانات أكانوا مشرفين أو طلاباً لا تكفي، بل لا تجدي نفعاً، بل قد تزيد الوضع سواءً وتعقده أكثر وأكثر.
وقد سبق وأن تناولنا هذه المسألة، بل القضية كثيراً وطالبنا مراراً جهات الاختصاص باتخاذ الإجراءات والمعالجات الجذرية الصحيحة الناجعة التي من شأنها تحسين مستوى العملية التربوية والتعليمية والارتقاء بها نحو الأفضل، إلا أننا كنا كمثل الذي يحرث في البحر.
ومن على هذا المنبر الحُــر "أخبار اليــومْ" نكرر هذه المطالبة، فيا ترى هل من مجيب؟! أم سينطبق علينا القول: "يا فصيح لمن تصيح".. والله من وراء القصد.
Alhaimdi@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد