;
وسام باسندوه
وسام باسندوه

الثورة اليمنية وتجريف (الفلول) 2002

2011-06-30 04:41:23


إذا كانت الثورتان التونسية والمصرية قد أنهت كل منهما فصلها الأول بإسقاط الرئيسين بن علي ومبارك على التوالي، حين فوض الأول صلاحياته للغنوشى الوزير الأول آنذاك، بينما انتقلت صلاحيات الثاني للمجلس العسكري. ومنذ ذاك الحين لم يتوقف الحراك السياسي في البلدين، ففي تونس استمر الشعب في المقاومة والانتفاض حتى أسقط بالفعل هذه الحكومة وتشكلت حكومة انتقالية جديدة، وبدأ العديد من الأحزاب في ممارسة دورها السياسي، وعاد المبعدون السياسيون إلى وطنهم. 
وفي مصر تفجرت الساحة السياسية بالعديد من الأحداث والمفارقات، وهو أمر طبيعي مألوف في مرحلة انتقالية أعقبت عقودا من الثبات. وفي الحالتين لا يزال الشعب يطارد ويقاوم فلول النظام السابق التي تحاول الانقضاض على الثورة وتقويض منجزاتها. 
وإذا حاولنا استعراض التطورات في اليمن نجد أن الثورة قامت في الأساس لإسقاط النظام وعلى رأسه الرئيس صالح الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود. وبعد حادث جامع النهدين ومغادرة رأس النظام وكبار أعمدته للعلاج، وما يتسرب من أنباء عن تدهور أوضاعهم الصحية، مما يقلل من احتمالات عودتهم، حتى وإن عادوا فإن عجزهم عن أداء مهامهم بات في حكم المؤكد، منذ ذاك الحين والبلاد تعيش في فترة المرحلة الانتقالية بالأمر الواقع، كل ما يحدث هو أصداء لهذه المرحلة؛ النشاط السياسي والجولات الدبلوماسية المحمومة، المناوشات في كل مكان، غياب الحكومة أو النظام، رغم الإعلان عن نقل الصلاحيات للنائب. صحيح أن الصورة في جزء منها ضبابية، لكن ما نود التأكيد عليه أن الثورة اليمنية قد طوت بالفعل الصفحة الأولى تماما مثلما هو الحال لدى نظيرتيها في مصر وتونس، أما ما تبقى من أفراد الأسرة وأبواق النظام الذين لم يعد لهم دور سوى رفع السلاح في مواجهة شعبهم، والتبشير بعودة صالح المنتظرة عبر إطلاله إعلامية، فهم لا يعدون كونهم ضمن ما يطلق عليهم فلول النظام، الذين لا يزال شعبنا يقاومهم ضمن المرحلة الثانية من مراحل الثورة. 
لكن لا يزال هناك من يصر على أن الثورة اليمنية فشلت وأن ما يجرى هو مجرد استهلاك واستنزاف للوقت؟ وهذا قطعا غير صحيح. هم يستكثرون على أبناء شعبنا أن يفرحوا بإنجازاتهم التي فاقت التوقعات. فلا يزال الثوار رابضين في الساحات والميادين بعد مرور خمسة أشهر جرى فيها ما جرى، وفي ظروف إنسانية غاية في السوء. 
يبقى استمرار هذا الوجود الشعبي يضيف للثورة اليمنية زخما يحصنها ضد أي مؤامرات تحاك في الخفاء للالتفاف على إرادة الثوار، فجميع السياسيين والدبلوماسيين يأخذون هذا الوجود والصمود بعين الاعتبار في كل المبادرات والأطروحات المقدمة لقيادة المرحلة الانتقالية شاءوا أم أبوا. 
نقلاً عن الشروق المصرية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد