;
محمد الحيمدي
محمد الحيمدي

إنه زمن التغيير 1917

2011-07-06 01:46:25


ندرك جيداً أننا في خضم زمن التغيير، زمن متغير، وأن القديم البالي الفاسد يلفظ أنفاسه الأخيرة، نستطيع أن نطالع ملامح هذا القادم في نضج الوعي الشعبي العام وفي العزم على المضي لطرح بدائله على الأرض وتغيير قواعد اللعبة السياسية، من إعادة إنتاج النظام الفاسد، المستبد، نظام سلطة وحكم الفرد الواحد الأحد، إلى الإطاحة به سلمياً، ثورياً عبر إرادة الشعب.
لم يعد التغيير رغبة متوارية تحت ركام الأماني المجهضة، لم يعد الخلاص من سلطة الأسرة المستبدة توقاً شعبياً يتداول سراً في الأقبية وهمساً تحت الأرض، خوفاً من جبروت وبطش أجهزة القمع وعسس النظام، ما يجري الآن هو تفكير علني بصوت جهوري مسموع، إنضاج وتخليق أدوات التغيير الممكن والحتمي في الضوء وتحت الشمس.
ليس هناك خيار للشعب لمغادره هذه الأسرة، الدائرة الجهنمية المنتجة للظلم والقهر والآلام والأحزان والمخاطر سوى المضي في الثورة، في التغيير بخطى واثقة وبإرادة شعبية واضحة المعالم والأهداف.. إرادة تعلن للملأ أن زمن احتكار الحقيقة والثروة وتأبيد السلطة قد ولى إلى غير رجعة، وأن الخطر الذي يرتقي إلى مصاف الكارثة الوطنية، أن الشيء المرفوض إنما يكون في التشبث بقارب الحكم، النظام المثقوب من قبل ترويكة المصالح وشبكات الفساد وصناع مآسي وويلات الوطن.

•   ذهينة مغامرة مكابرة:
ليس هناك من مسمى أو غاية للخطابات الحربية واللوذ والتهديد والوعيد بالمعسكرات واستعداء المؤسسة العسكرية ضد الشعب وحقنها بروحية الكراهية والعداء لكل من لا ينتمي لبرنامج وسياسة وشخوص النظام والأسرة الحاكمة وغيرها من الأفعال والممارسات القمعية والبوليسية ضد الشعب التي قامت وما زالت تقوم بها أجهزة الحكم أو الحاكم، سوى رسالة واحدة تختصر أبعاد ذهينة النظام المغامرة والمكابرة، رسالة ترويع الشعب من السير خلف الاعتقاد بحق وبإمكانية التغيير والتداول السلمي للسلطة واعتبار ذلك مجرد سراب وأمنيات، وأن القوات المسلحة هي وحدها جدار الصد والقمع الوحيد، لكل من تسول له نفسه وآماله وطموحاته إمكانية التغيير وإسقاط سلطة هذا النظام بالنضال السلمي الشعبي الذي يقوده الشعب وفي مقدمته شباب الوطن، كل الوطن، لأنها –السلطة- من وجهة نظر جهابذتها وعرابيها "ودراويشها" محصنة قوية لا تهتز ومن الاستحالة والمحال إسقاطها، لأنها جاءت بالدبابة المجنزرة، وستظل رغماً عن إرادة وثورة الشعب المنتقصة من قدراته الهادرة الغاضبة المطالبة باجتثاث النظام بكل رموزه من دون استخدام الذخيرة الحية وكثافة النيران.
هي الذهينة التي بسطت هيمنتها على كل تاريخ اليمن المعاصر، هي نفسها من طالعتنا وتطالعنا اليوم باستنهاض حمية المؤسسة العسكرية واختلاق أعداء وهميين لها، هي الذهينة نفسها التي قاومت وتقاوم اليوم فكرة تغيير الآليات الدموية بأخرى سلمية وحضارية، كما لم ينس هؤلاء الإشارة وفقاً لهذه الذهينة، أن القوات المسلحة ما زالت هي من تمسك أولاً وأخيـراً بين يديها مفاتيح الحل وزمام المبادرة، وهي بالنسبة للسلطة أو من تبقى من سلطة النظام وحدها خيار الحسم.

•   القوات المسلحة وطنية.. لن تفعل ذلك
ولكن هؤلاء نسوا أو تناسوا أن القوات المسلحة اليوم هي ليست مسلحة بالسلاح والعتاد الحربي فقط، لكنها أيضاً مسلحة بما هو أهم من ذلك، بالوعي، بالإدراك لواجباتها ومسؤولياتها، وتعرف تماماً إلى من توجه السلاح إن تطلب الأمر ذلك، والذي حتماً وبكل تأكيد لن توجهه إلى صدور الشعب، لأنها تعي وتدرك أنها جزء منه وأنه صاحب المصلحة الحقيقية في هذا الوطن وصانع ثورته وتاريخه ومنجزاته.
مذكراً ومؤكداّ أن قواتنا المسلحة لا تقل وطنية ووعياً عن القوات التونسية والمصرية، إنها وطنية بحكم التاريخ، ملك لكل أبناء الوطن، ولن تكون يوماً ملكاً لأسرة بعينها، أو تابعة لسلطة فاسدة وحكم جائر مستبد، لن تكون أداة قمع ضد الشعب.
قد يقول قائل: إنها التي ضربت وقتلت العشرات من الشباب، شباب الثورة، هي من تصوب فوهات أسلحتها صوب صدور الشعب، نقول: إن من قاموا أو يقوموا بذلك هم ضباط وأفراد ممن غرر بهم، ولكنهم قريباً سيفيقون من غفلتهم ويفهمون الحقيقة، إن من قام بذلك هم مجموعة من البلاطجة والمرتزقة الذين باعوا أنفسهم للشيطان والذين قطعاً سيتخلى عنهم ولن يحميهم من عقاب الشعب وانتقام أمهات وأبناء وزوجات الضحايا، الشهداء والجرحى، إن قواتنا المسلحة لم ولن تفعل ذلك، لأنها وطنيــــــــة..
alhaimdi@gmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد