;
علي الربيعي
علي الربيعي

البرلمان اللبناني لا يساوي نظيره اليمني 2042

2011-07-10 02:59:29

            
تابعت خلال الأيام الماضية جلسات البرلمان اللبناني وهو يناقش منح الثقة لحكومة/ نجيب ميقاتي في بلد المتناقضات والطوائف التي تزيد فيها الطوائف على بضعة عشر طائفة وأحزاب تفوق عدد الطوائف وأديان بتفرعاتها المختلفة، مسلمين بسنتهم وعمائم علمائهم المتميزة وشيعة بعمائمهم السوداء ودروز بشواربهم ومرجعهم الذي يطلق عليه العقل، ومسيحيين، مارونيين وأرثوذكس وبروتستانت وغيرهم من الطوائف الصغيرة.
والأحزاب يتنوع الانتماءات اليساري واليميني والأصولي والراديكالي والرأسمالي والتقدمي , تتوزع كل هذه التشكيلات أو تنضوي تحت تحالفين أطلق عليهما 14 آذار و8 آذار..
جرت التداولات تحت قبة المجلس النيابي وكل أدلى بدلوه، وتبادل الطرفان الاتهامات والشتائم والتراشقات الكلامية الحادة، ولكن ما كان يثير الإعجاب أنه كلما وقف أحد المتكلمين يلقي كلمة يجعلك تحس أن الحق كله معه, قوة في الطرح ورقاء في الأسلوب ولباقة في الكلام وسعة في الثقافة, تمكن من الإلقاء وقدرة على الإقناع وترتيب الاستشهادات والأحداث وتنسيقها حسب مقتضى الحاجة والهدف..
كان شريط الذاكرة يدور، فيصنع مقارنةً بين مجلس النواب اللبناني ونظيره مجلس النواب اليمني، خصوصاً عندما كانت تحتدم الإشكالات ويتبادل البعض الشتائم والاتهامات, تبرز قدرة رئيس المجلس وحنكته في معالجة المشكلة بطريقة تليق بمجلس يمثل أمة, تعامله مع الأعضاء الذين يختلف معهم لا تختلف عن طريقته مع الآخرين الذين يتفق معهم، كنت أنتظر حسب تعودي على رؤية مجلسنا الموقر في حالة غضب رئيس المجلس تهديد العضو الذي لا يعجبه كلامه باستدعاء العساكر لسحبه ورميه خارج المجلس أو أسمعه يتلفظ بكلمة نابية أو مؤذية أو خارجة عن اللياقة فلم أسمع.
 انتظرته يعبر عن رأيه بقلب أسماء الإشارة, يمنح هذا للمؤنث وهذه للمذكر أو يشقلب الضمائر المثنى للجمع والجمع للمفرد، ولكن ذلك لم يحدث, أدركت عندها أن رئيس مجلس النواب اللبناني حالفه الحظ أو ربما خانه، لأنه عانى في مراحل الدراسة الابتدائية في دراسته مادة النحو في السنة الرابعة والخامسة التي تدرس فيها أسماء الإشارة والضمائر.. انتظرت لعلي أسمع عبارة رعوية أو غجرية يستعيرها رئيس المجلس أو أحد أعضائه من الغجر في قرى لبنان، ولكن وجدت ثقافتهم الغجرية معدومة وهذه اعتبرتها نقطة ضعف في حقهم وعدم إلمام بحاجيات الرعوي كما هو الحال في مجلسنا الموقر المليء بثقافة المحراث والمفرس والمجرفة وحتى في استخدام مطرقة الرئاسة للتنبيه عندما تستخدم في مجلسنا بأصالة تذكرك بعمال نقش الأحجار والموقصين.
 وعندما تسمع على الهواء عبارات تنعشك وتبعث فيك الروح وتذكرك بأدغال الريف ومناظر المدرجات وجو المطر عندما يستعير الرئيس عبارة ((ألا ياسيله ياسيله))، فتتخيل الشلالات تسكب من رؤوس الجبال مع هطول الأمطار والفلاحين، يحفرون السواقي بين كراسي المجلس لري مزارعهم، ولكنك تجدها عبارة بليغة في التهكم من كلام عضو يحاول أن يتفلسف خارج سياسة الأصنام والدمى ورفع الأيادي دون السؤال عن السبب أو معرفة لماذا رفعها أو تنزيلها, تمنيت لو أن البرلمان اللبناني استفاد من خبراتنا وديمقراطيتنا وبحث عن أعضاء يشبهون أعضاءنا، يمثلون الشعب بعيدين عن الدراسة في الجامعة أو الذين يتابعون الصحف والإنترنت حتى يستريح الشعب اللبناني من اختلاف المثقفين ويعيش وحدة تجتمع في ظلال الأمية الأبدية والعقلية الهمجية، تتلاشى في ظلها خلافات الطوائف والأحزاب وتدخل لبنان مرحلة شراء الضمائر والذمم ويهتف الجميع عاشت الأمية وعاش الجهل، فهي الأنسب لحل مشاكل الأمة والدليل نجاح ديمقراطية اليمن ومجلسها النيابي الذي يشمل كثيراً من الأعضاء تحت الكراسي لسماع أصوات الجالسين عليها وربما تصدر الكراسي أصواتاً أكثر مما يتكلمون، فهنيئاً لشعبٍ هؤلاء ممثلوه، وهنيئاً لأمةٍ تقتدي بأمثال هؤلاء، ومزيداً من الديمقراطية والتقدم والشرعية "التستورية" وعاش النواب مثلاً للأمية، ورمزاً للتخلف ومزيداً من التطور والنماء .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد