;
ريهام سروري
ريهام سروري

لكن.. وما أدراك ما لكن 1567

2011-07-25 01:42:33


نعلم جيداً أن اليمن يعاني منذ سنوات تناقصاً ملحوظاً وكبيراً في عدد السياح، لاسيما السياح الأجانب الذين يودون معرفة اليمن عن كثب ولا يسمعون عنها سوى من بعيد ونعلم جيداً أن هذا التناقص مرجعه الأساسي تلك العمليات الإرهابية التي نسمع عنها وعسفيات الاختطاف والترهيب من بعض عناصر القبائل التي تتصف بالهمجية والبربرية والتي شهدها اليمن في الفترات الماضية وفترة ما قبل الثورة وبالتالي جعلت من اليمن دولة إرهابية في أعين الكثير من هؤلاء السياح وجعلت هذا التناقص يزداد سنة تلو سنة، وما ضاعف الأمر سوء هو ما أن التقي بسائح أو سائحة أجنبية وأسألهم عن رؤيتهم لليمن ومدى الانطباع الذي خلقوه من زيارتهم حتى ينتابني حزن شديد لتلك الردود التي اسمعها منهم والتي لا تكون في الغالب عن تلك الأماكن السياحية من قلاع أو جبال أو شواطئ أو أماكن سياحية اشتهرت ولازالت تشتهر فيها يمننا ككل وعدن بشكل خاص أو مثلاً عن بعض العادات والتقاليد التي اشتهروا العدنيون بها كالبخور العدني أو الفل اللحجي الأصيل أو بعض المأكولات والأطباق الشهية كبنت الصحن، الهريسة، الزربيان العدني أو بعض الرقصات العدنية كالليوة والشرح العدني.. ليس كل هذا في الغالب ما أسمعه منهم بل تتلخص معظم إجاباتهم عن رقة وطيبة ناسها وحسن تعاملهم، فناسها بسطاء للغاية وطيبون ومتواضعون للغاية تجذبك ابتساماتهم وترحيبهم أينما حللت وذهبت وهذا بالفعل ما أثار إعجابنا في هذا البلد الجميل.
 ولكن.. وما أدراك ما لكن!!" هذا البلد بحاجة إلى تنظيف شوارعها وأيضاً بحاجة إلى تطوير واهتمام في مختلف المجالات ومازالت تفتقر إلى الاهتمام ببعض الأماكن السياحية والمعالم التي تمثل واجهة سياحية مشرفة لهذا البلد، حيث لا تخلوا إجاباتهم من كلمة "ولكن" وبعض التساؤلات التي تعتبر بمثابة قاسم مشترك لأغلب الردود التي اسمعها من هؤلاء السياح والتي في الغالب أغض الطرف عنها في محاولة بائسة مني للتغاضي عنها وذلك بنقل كل ما هو جميل عن اليمن.. ولكن بالفعل هي ليست تساؤلاتهم هم وحدهم فقط بل هي تساؤلاتنا نحن أيضاً.. وبحسب إحصائيات القطاع السياحي نجد أن عائدات هذا القطاع بلغت خلال العالم المنصرم مليار و"100" مليون دولار أميركي، فكيف إذا تم الاهتمام بواجهاتنا السياحية بشكل أكبر، لماذا لا يتم منح المزيد من الاهتمام لهذه الواجهات السياحية كباقي دول العالم وإذا كانت هذه المزارات السياحية موجودة في أي دولة لأولتها كل الاهتمام من أعمال التحسين والتجديد وإعادة ترميمها حتى يعاد لها طابعها المميز ورونقها الجذاب كونها تشكل مورداً هاماً لأي بلد ولكن بدلا من ذلك نجد العكس.
ومن تلك المواقع التاريخية والحديثة والواجهات البديعية التي لم توليها السلطات الرعاية الكافية: قصر السلطان غالب بن عوض القعيطي الذي بناه عام 1925م والذي تحتضنه مدينة السحر والجمال المكلا، حيث شهد هذا القصر في الفترات السابقة تآكل وتشقق في العديد من جدرانه وتهدم لبعض نوافذه الرائعة حتى بات هذا القصر اليوم مهدداً بالسقوط والاندثار في أي وقت، هذا القصر الذي يحوي الكثير من التماثيل والتحف النادرة والجميلة واندثاره اليوم يعني اندثار مرحلة مهمة من تاريخ اليمن، أما ثاني واجهاتنا السياحية، فهو قصر السلطان العبدلي في مدينة عدن والذي يسمى بقصر الشكر أو البراق والذي يتميز بنمط وطابع مميز وفريد ويعد موروثاً هاماً إن هذا القصر لا يجوز تركه هكذا دون إعادة ترميمه وتحسينه لنقل صورة مشرفة لليمن وكل يمني.
إننا نقولها وبصريح العبارة كل واجهاتنا وقلاعنا ومعابدنا ومزاراتنا تحتاج منا الكثير من الاهتمام ولابد من السلطات والمجالس المحلية أن تهتم بها قبل فوات الأوان ومن المحزن أن نسمع مؤخراً بأن خسائر القطاع السياحي جراء الأزمة السياسية التي تعيشها اليمن منذ فبراير قد بلغت "550" مليون دولار، خاصة بعد الجهود التي تم بذلها لتستعيد السياحة عافيتها، ومن الجدير قوله إن الاهتمام ببلدنا لا يقتصر على الاهتمام بواجهاتنا السياحية فقط، بل إنها مسؤولية كل مواطن يمني حر عاش بها ويشعر بالانتماء والولاء لهذا الوطن فقبل أن تطالب السلطات منح مزيد من الاهتمام بها، يجب علينا تثقيف وتنوير عقولنا من المفاهيم المعتقدات الخاطئة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد