قصة تنقلها/ حورية عبدالوهاب إبراهيم
خمسة شهور مرت على سباق الصراع اليمني بين المطالبين بالتغيير وبين أركان الحكم والنفوذ أنقسم فيها الشعب إلى فريقين متوازيين لا يلتقيان، لسان حالهما "نكون أولا يكون بعدنا شيء". شهور عجاف نتج عنها حكايات مآس وقصص معاناة عدة فاقمت الحالة المعيشية السيئة وأوقفت الخدمات العامة وعلى رأسها الكهرباء الذي تشتكي العديد من الناس من ساعات انقطاع التيار الطويلة، منهم من حذر من كوارث صحية وإنسانية، فأصحاب المناطق الساحلية والصحراوية يعتبرون أنفسهم الأكثر تضررا نتيجة موجة الحر الشديد، والاقتصاديون يحذرون من تكبد الاقتصاد لخسائر فادحة وعلى رأسهم أصحاب المصانع والمنتوجات الزراعية والحيوانية الذين يرون أنفسهم الأكثر تضرراً.
أما المواطن فإنه يتذمر من ارتفاع الإنفاق على الإضاءة.
هذه القصة التي ليست من محض خيال كاتب بل هي من وحي الواقع الأليم تظهر فعلياً الفئة الأكثر تضرراً من انقطاع التيار الكهربائي أبطالها المتضرر عادل عبدالله وأحد مسؤولي الكهرباء.
* ألو طوارئ الكهرباء
* نعم أي خدمة
* يا أخي الموضوع في غاية الأهمية
* بإمكانك الاتصال على 280152
* ألو ممكن تسمعونا يا مسؤول الكهرباء، الموضوع حياة أو موت .
* لحظة من فضلك طالما أن الموضوع هكذا سنحولك للمسؤول.
* الو أي خدمة
* شوف يا أخي لم نعد نهتم بشراء السمك أو اللحم ولا يهمنا مشاهدة التلفاز وطز بالقراءة والكتابة والدينمو الذي يرفع الماء، والهاتف السيار الذي ماتت بطاريته.
* يا أخي نحن مشغولون، أختصر ووصلنا للأهم حسب قولك.
* نحن نصبر عليكم 9 ساعات و 10 ساعات وأحيانا نظل ننتظر الكهرباء 24 ساعة كما حدث يوم الأربعاء الموافق 29/6/2011 التي لم تولع إلا ساعة ونصف خلال 24 ساعة، ساعة في الظهر ونصف ساعة في. الليل وراجعوا أرقامكم إذا لم نكن صادقين.. وأنت استكثرت الدقيقة التي أناقشك فيها
* تفضل
* يا أخي أنا مريض بالسكر والخوف أن الأدوية تتعرض للعطب من جراء الإطفاء الذي يستغرق وقتاً طويلا لا سيما الأنسولين الذي يتطلب درجة برودة معينة.. نحن رضينا بالهم وذلك بتشغيل الكهرباء ساعتين كل 6 ساعات، على الأقل هذا الوقت سيساعد على حفظ الأدوية بين وقت وآخر.
* لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. الله يعينك يا أخي والإطفاء ليس من مسؤوليتنا
* أنا لا أبحث عن المتسبب أو المسؤول، أكان المؤتمر أو أحزاب المعارضة أو قبائل من مأرب، أو المستفيدين من الإطفاء المتاجرون بالماطورات والشمع أنا إنسان ومواطن مريض يهمني أصمد في الحياة أكبر قدر ممكن فقط لحياة أسرتي.. وإلا ماذا نريد من حياة بائسة لا تتوفر فيها الكهرباء والماء والغاز والوقود، المواطن في القرية أكثر راحة منا لأنه ألف على الفانوس والحطب والماء من البئر.
* سنعمل حساب للموضوع وسنرسل رأيكم للمختص.

    عادت الكهرباء بعد نصف ساعة ثم عاودت الانطفاء بعد ساعة وحليمة رجعت لعادتها القديمة.
   وزير الكهرباء السقطري يوهمنا أن المشكلة وليدة اللحظة بسبب الأزمة الحالية وعدم استقرار الأوضاع وتعرض محطة مأرب للاستهداف.. ونقول له متى ارتحنا من الكهرباء طوال السنين الماضية ووزراء متعاقبون دون محاسبة لا أذكر منهم سوى طرموم ومجور وبهران لم يسمع بأن الأجهزة الرقابية قد قامت بالمراجعة للمشاريع المعتمدة لهذا القطاع منذ سنين ولم نلمس أي رقابة على الأموال التي صرفت.. ولم تحقق الأجهزة الرقابية فيما يطرح أن المناقصات المركزية تجلب محطات ذات مستوى متدني ومولدات مستخدمة تشغل الكهرباء فترة معنية وتعاود العطب.. ولا نسمع من الدولة إلا الاسطوانة المشروخة مأرب وقبائل مأرب..
 وأمام هذا المشهد المريع ولكون أن معظم الأسر اليمنية لديها مريض بالسكري، فإنني أقترح أن يصرف قرض لكل أسرة لشراء مولد كهربائي وفي هذه الحالة ستستعيد الدولة أموالها في فترة معينة وستبقى جهودها منحصرة في المنشآت الحكومية والطرقات وهذا أسهل لها حتى أنها ستوفر من القوى العاملة.. وإذا رجعنا وقارنا المبالغ المصروفة لمشاريع الكهرباء سنجد أن هذا المقترح عملي جداً بس على الحكومة توفير بترول وديزل وغاز كي يتسنى للمواطنين تشغيل المواطير.