;
مقبول أمين الرفاعي
مقبول أمين الرفاعي

صراع الإرادات....... 1694

2011-07-25 02:07:14


القضية اليمنية، تقع بين "لا وليت وهيهات"... بين التمني بأسلوبين، والبعد عما يتمنى المرء بأسلوبين أيضاً، كما يعبر مصطفى الرافعي... إنها صراع الإرادات بين فريقين لا ثالث لهما: الأول، فريق ظل سنين يتوق لمستقبل أفضل له وللأجيال من بعده، وكان يردد دوماً ويتساءل ما الفرق بيننا وبين دول الجوار، التي تعيش حياة كريمة في ظل إدارة حكيمة، لتوظيف مقدراتها وانعكاس الخير على كل أبنائها؟ بل إنه وفي كل حين يردد أنه قادر على أن تكون دولته ومجتمعه كأي دولة، تدار مؤسساتها إدارة علمية تمكنها هذه الإدارة من الرقي بكل تفاصيل حياتها، خصوصاً أن اليمن يمتلك من الإمكانات البشرية الأعداد الهائلة، التي بنت نفسها بناءً ذاتياً في أصعب التخصصات العلمية والإدارية والتكنولوجية، وتبوأت هذه الكوادر في كثير من الدول المكانة المرموقة في تخصصاتها، وكذا الإمكانات المادية التي ستنهض بوطنها بسرعة الضوء، إذا ما وجدت الدولة المدنية الحديثة التي تقوم بواجباتها نحو وطنها وجيرانها والعالم كله الذي تنتمي إليه.
اعتقد هذا الفريق اعتقاداً جازماً بأن الانعتاق من قبضة العابث بخيرات وطنه، أضحت ضرورة ملحة تقتضيها الحياة البشرية لكل فرد من أفراد المجتمع اليمني، وأن الحياة الكريمة لا يمكنها أن تتحقق، سواء للأفراد أو المؤسسات، في ظل من بنى للفساد سلطة، واعتمد منهجاً لهذا الفساد قانوناً, فأصبح الفساد بكل أنواعه مقنناً، بقانون تحميه مؤسساته العسكرية والمدنية، وتبرره آلة إعلامية مرئية ومقروءة ومسموعة.
أما الفريق المقابل، فإنه يعتقد اعتقاداً جازماً بأنه هو وحده من ينبغي أن تكون له السيادة على الحياة كلها، أفراداً ومؤسسات وحتى أفكارا ومبادئ، وأنه صاحب حق مقدس آتاه الله بقدره الذي قدر السموات والأرض، وهو بهذا الاعتقاد يبالغ في التنكيل بكل من يحاول أن يبني جسور التغيير، ولا يتورع أن يتخذ من الوسائل التي تدمر الحياة كلها عن المجتمع كله، ولسان حاله إما أن أبقى ومعي كل أسباب الألم، وإما أن أحرق الحياة بمن فيها، واتخذ كل الوسائل التي تبقيه متنفذاً وحيداً وحاكماً بقانون لم يعمل به، ودستور يفصله كلما تقلبت الأجواء وبما يناسبه هو لا ما يناسب ادعاءاته (الديمقراطية).
الفريق الأول هو فريق الشعب المظلوم الذي خرج إلى الساحات والميادين، لا يملك من أسباب المواجهة إلا إيمانه العميق بعدالة قضيته ومشروعية مطالبه... ولم يجدِ التنكيل به في إعادته إلى المربع الأول لانطلاقته.
والفريق الثاني هو فريق السلطة، الذي لا يطيل من عمره مزيداً من تعميق الجروح، ولا المزيد من الافتراء، ولا حتى المجازر التي تنوعت وتوزعت في كثير من محافظات اليمن، واكتوى بلهيبها كل أبناء هذا الشعب.
وفي تقديري، ومن خلال دراستي لتاريخ الدول والحضارات،فإن فريق الشعب، ومهما تكن تضحياته، فإن النصر حليفه لا محالة، فإنه إذا تجاوز الظالم المدى فإن الله يجعل قدره في الشعب لاستئصاله، فإن الشعوب من أقدار الله، وسيبقى الرهان على عامل الزمن، والزمن لمصلحة الشعب.
دار الحياة اللندنية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2024-05-08 00:25:19

"1-5" حقائق عن اليمن!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد