;
علي الربيعي
علي الربيعي

لمن كل هذي القناديل تطفي لمن؟!! 2091

2011-07-30 02:18:07


سياسة طفي لصي وظَلِّم بفتح الظاء وتشديد اللام وكسرها, ليست وليدة اللحظة الراهنة وإنما هي إستراتيجية موضوعة على قائمة أولويات السياسة اليمنية، ترتكز عليها السياسة ولا تحيا إلا بها...بينما يفتقر القاموس السياسي لمصطلحات النهوض الحقيقي بالوطن ومحاولة تجاوز عجزه في معالجة مشكلات استطاع معالجتها الإنسان البدائي لحظة اكتشافه طريقة إيقاد النار.
 لم تستطع السياسة والساسة بعمرهم الطويل تجاوز مرحلة أزمة الغاز المنزلي وتوفير اسطواناته دون مشكلة أو أزمة، وهو ما لم يعد يشكل هماً حقيقياً لمواطن بوركينافاسو وبعض مناطق الصومال كما هو الحال في اليمن ((السعيد )).
 أما الكهرباء وفواتيرها المضاعفة والانقطاعات المتواصلة فحدث ولا حرج، قبل هذا العام وقبل ظهور شماعة المشترك التي تعلق عليها انقطاعات الكهرباء اليوم وانقطاعات الماء وربما لو كان بالإمكان القدرة على السيطرة على الهواء والأكسيجين لأضيف ذلك إلى قائمة الشماعة.
انقطاعات الكهرباء في الأعوام السابقة كانت موجودة ومضنية حين كانت قبائل المشترك لا تغير على كابلات الكهرباء وتستولي على غنائم الوائرات وتأخذها سبايا وجواري..كانت الكهرباء تنقطع لساعات طويلة وبعبع المشترك غير موجود حتى يستولي على فولتات الكهرباء ولا عفريت المشترك الذي خرج من القمقم غاضباً فامتص كل إمبير وأضعف الكهرباء لدرجة أنها أصبحت لا تقوى على الإضاءة إلا ساعة أو نصف ساعة وأصابها بالوهن وبالشيخوخة اليوم.
 يبدو أن الكهرباء في اليمن((الميمون)) حساسة فهي حية تمتلك نفساً ومشاعراً ولهذا تتساقط من الكابلات حزناً على موقف سياسي أو حدث معين وربما لها حنين وبكاء ودموع كدموع أو تباكي بعض مذيعي القنوات الرسمية الذين يتصنعون الحزن ويجيدون إغماض العيون، خصوصاً عندما يستمعون لبعض المشاركات في برامج ابكي اليوم وبا تضحك غداً أو تباكى إن لم تستطع البكاء", تغمز العيون على الشاشة وتحن الكهرباء للإغماض والبكاء فتغمض عيونها ويذرف الآخرون الدموع بدلاً عنها قبل السحر أو قبل وبعد منتصف الليل، ليس بكاء العابدين أو المتهجدين أو قائمي الليل وإنما بكاء الأطفال والمرضى الذين ((تتجافى جنوبهم عن المضاجع)) لأن الكهرباء في لحظات الحزن الطافي, تنشغل بالإغماضات فعليها أن تغمض وعلى الأطفال البكاء...وفي البكاء نعمة لأنه مفروض بقوة السياسة وكلما لدى السياسة خير ومصلحة والساسة أدرى بما ينفع الناس أو يضرهم.
تذكرت وأنا في عاصمة اللواء الأخضر، الذي يلبس بالليل حلة سوداء مدلهمة بدلاً من حلة النهار الخضراء أغنية أيوب طارش ودندنت بها: ((لمن كل هذي القناديل تضوي لمن ))عندما كنت أجول في شوارع المدينة مساءً وكأني في أزقة القرية وليس فيها من الإضاءة إلا ما يشبه فوانيس الجدات التي كانت تضاء في زمن الجدات غير أني لم أستمع لحكايات العجائز لأن أصوات السيارات على قلتها كانت تحكي أساطير تفوق أساطير الجدة عندما يحكي أصحابها كيف دخلوا محطات البترول وكيف استطاع البعض اختراق الطوابير الهائلة بين مردة السيارات وعفاريت الشاحنات وكيف أصيب الآخر بنكبة العمر عندما يشتري دبة البترول بـ10ألف ريال. أساطير في بلاد الأساطير..تمنيت لو أنني فراشة أستطيع الطيران لتلةٍ تتلألأ نوراً لا يخفت نورها وسط مدينة يلفها الظلام الدامس ولا ينطفئ حتى ولو احترقت أو صعقتني أسلاك الكهرباء لكثر اشتياقي رؤية النور الساطع والبهي.
 ولما رآني سائق الباص متحيراً قال ذلك جبل ربي فسبحت الله ونطقت الشهادتين مخافة أن يكون الجبل مقدساً ونوره سماوياً ما دام بهذا الإسم ولكنه أدرك هلعي وفزعي فطمئنني أن التسمية ليس لها معنىً قدسياً أو للنور علاقة بالتسمية وإنما تحل عليه بركات من نوع آخر ففيه يسكن القائد الفلاني والقائد الفلاني والمسؤؤل الفلاني وهؤلاء لا تسري عليهم الحوادث أو تحل عليهم مصائب الساسة كما هو حال العامة، بترولهم مضمون ومجاني والطوابير للعامة والعبيد وكهربائهم مجانية توزع على الشجر والحجر وهؤلاء هم الساهرون على الوطن بالقصور والفلل ومخزنون القات حتى ساعات السحر.
فهنيئاً للوطن وهنيئاً للمواطن القاطن على جبل ربي وأمثاله، يكفي أن يقتبس الآخرون نوراً من نور أسوارهم ويستلهمون بهجة ً وسعادةً من إشراقات لمباتهم المشعة نوراً وبهاء ً وألقاً وإشراقاً.
 عندها قرأت المعوذات ورددت كثيراً سورة الحسد خشية أن تصيبنا عيون الحاسدين في أصقاع الأرض على نور نراه على مد البصر يتمنى الآخرون رؤيته..وغنيت بطول صوتي: ((لمن كل هذي القناديل تضوي لمن ))سامحك الله يا أيوب أوجعت قلبي بأغنيتك وتساؤلاتك التي احتاجت مني أكثر من عشرين عاماً حتى أفهم إجابتها التي كانت نوراً في جبل ربي.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد