;
نور الدين محمد علي
نور الدين محمد علي

الحصار المر ..... 2103

2011-09-03 11:30:14


إن من استمع لخطاب الأخ الرئيس في الحالية اليمنية بالعاصمة السعودية الرياض، بلا شك أنه كان يتمنى أن يسمع شيئاً جديداً يثلج صور الملايين من أبناء الشعب كالتوقيع على المبادرة الخليجية مثلاً أو أن الرئيس يعلن تخليه عن السلطة نزولاً عند رغبة أبناء الشعب ويحقن دماء اليمنيين ويحافظ على أموالهم، ولكن للأسف البالغ لم نسمع أكثر مما نسمعه دائماً.. التمسك بالسلطة والتغني بالمنجزات التي سئمنا ذكرها وترديها ليل نهار: تحقيق الوحدة، الديمقراطية، سفلته الطرقات، إخراج النفط والمعادن وزاد عليها تمجيد القادة السعوديين لاستضافته هو وكبار رجالات الدولة اليمانية مع أبنائهم وحاشياتهم وكذا سب الخصوم السياسيين من خرج عليه من قيادات الدولة ووصفهم بالنعوت المختلفة كتجار سلاح ونهابين أراضي وغيرها وكل من ا لنعوت التي لم يكن الأخ الرئيس يعلمها خلال فترة حكمه القصيرة جداً 33عاماً أو يزيد.
 ونسي الرئيس الصالح أو تناسى أهم وأعظم منجز والذي أعطاه كل جهده وسخر له ذكائه الفطري ألا وهو بناء الأسرة الملكية الحاكمة وتمكينها من السيطرة على مقاليد الأمور في البلاد في تحد صارخ للدستور والقانون وانتهاك فاضح لمبادئ الثورة والجمهورية ومكن الأبناء من الاستيلاء على السلطة والثروة معاً فأبناؤه وإخوانه هم قادة الجيش وهم من يستثمر البحار وهم من يستثمر أراضي الدولة وهم من يستثمر النفط والمعان وهم من يسيطرون على ربع المؤسسة الاقتصادية العسكرية منذ أنشائها حتى اللحظة وقد استولت المؤسسة على كل ممتلكات الدولة من المصانع والشركات والفنادق والعقارات حتى السفن الحربية استولت عليها وحولتها إلى سفن نقل وأبنائه وإخوانه وأصهاره هم القادة وهم التجار وهم المحافظون وهم كل شيء والشعب اليمني له السل والجرب.
ولو تطرقنا إلى المنجزات التي ذكرها ا لرئيس الصالح والتي يتغنى بها ومعه الهاربون من أعوان النظام.
فهي منجز سد مأرب: والحديث عن سد مأرب ذو شحبون، فهذا السد تم الاتفاق على بنائه أثناء زيادة قام بها الشيخ/ زايد بن سلطان ـ رحمه الله ـ إلى اليمن أبان حكم الرئيس ا لراحل إبراهيم الحمدي وتم التنفيذ في عد الصالح والذي أخفق مع نظامه في استكمال بناء المرحلتين الثانية والثالثة للسد بعد أن دفعة دولة الأمارات الشقيقة المبالغ المالية اللازمة للمشروع وذهبت تلك المبالغ في غياهب الفساد العظيم في ظل الحكم العقيم ولم يستفيد من السد حتى الآن إلا الهوام والغربان مع النزر اليسير من أبناء محافظة مأرب أما أهم المنجزات التي يتغنى بها هذا النظام فهو إخراج النفط الغاز والمعادن وهنا نوجه سؤالاً كبيراً لمن أخرجتم تلك الثورات وأين مردودها على أبناء الشعب، فالبترول ومشتقاته في ارتفاع مستمر والبطالة وصلت إلى نسبة "70%" والعملة الوطنية أصبحت أثراً بعد عين، لا يرى مسكنها والغلا يزداد بسرعة جنونية وكأنه في سباق مع الزمن والثراء في النخبة الحاكمة وصل إلى درجة الفحش فبنوك سويسرا وعقارات دبي ولندن وبرلين ليست عنهم ببعيد.
وأما منجز الوحدة اليمنية فأذكركم بقوله تعالى: ((كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)) صدق الله العظيم.. فصناع الوحدة الحقيقيون هم الحزب الاشتراكي والرئيس/ علي سالم البيض فقد سلمو لكم دولة ذات سيادة بكامل مكوناتها ومقوماتها وسلموا للرئيس الصالح زمام القيادة رغبة بالوحدة، فما كان منه إلا أن بادلهم الوفاء بالعصاء.. والحب بالقتل والتشريد.
وأما الديمقراطية والتي عايشنا مراحلها المختلفة فهي كما قال الشاعر المهرج "الليل ليل: والنهار نهار.. والبغل بغل.. الحمار حمار) فقد أتى بالديمقراطية فعلاً الحزب الاشتراكي وربطها بالوحدة، وهي فكرة وإخراج المرحوم المناضل الشهيد/ جار الله عمر ـ رحمه الله ـ وبعد حرب عام 94م تم ترقيعها وإعادة صياغتها على مقار الحاكم وحزبه وأصبحت وسيلة لإعادة إنتاج الذات.
أما بقية المنجزات التي ذكرها الصالح من سفلتة الطرقات ومشاريع البنية التحتية والكهرباء وغيرها، فهي أكذوبة كبرى، فالكهرباء شعارها "طفي لصي" وليالينا ظلام دامس وشوارعنا مكسرة في طول البلاد وعرضها ولم تتمكنوا طيلة ثلاثة عقود من الزمن من ترتيب وتنظيم العاصمة صنعاء فشوارعها وحارتها وبنيتها التحتية المختلفة ستظل لعنتها تلاحقكم مدى الدهر.
وفي آخر المطاف أخاطب أخي القارئ المنصف إنه لو كان هناك منجزات حقيقة تذكر لوجد الرئيس اليمني في منجزاته مستشفى ليتعالج هو مع كبار رجالات دولته إثر حادث جامع النهدين ولقد تجرع الرئيس ما يترجعه اليمنيين على مدى سنوات حكمه العجاف لو لا تدخل الحكومة السعودية لإنقاذه ورفاقه مما تعرض له من حروق وهذه وحدها تكفي لتظهر عورة هذا النظام الجاثم على صدور اليمنيين..
 ففي عهدة اليمن بلد العيانيين وبلد الفقراء وبلد الشحاتين ولا خير فيكم البتة إذا لم تتركوا هذا الشعب يعيش مثل بقية شعوب الأرض وتحقنوا دماء اليمنيين ولازال بيد الرئيس الصالح أن يتخذ موقفاً شجاعاً يمكن أن يسجله له التاريخ ويرمم ما أفسده الدهر ويعلن تخليه عن كرسي الرئاسة ويأخذ أبناءه وإخوانه ويتركوا الشعب اليمني ليبني دولته.. دولة العدل والإنصاف.. دولة المواطن المتساوية.. نأمل ذلك وليس على الله بعزيز.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد