;
محمد الجماعي
محمد الجماعي

إلى الزميل "أحمد فراص" مصور قناديل الفجر، القابع في سجون العائلة منذ أسبوعين.. صورة حتى النصر 3046

2011-09-06 03:24:42


كنا معاً خلال تصوير برنامجنا الرمضاني "قناديل الفجر"، خلال شهر شعبان كاملا، متنقلين من بيت شهيد إلى آخر، قضينا أمتع الأوقات وأصفاها وأنقاها مع المصور المبدع والمتألق أحمد فراص اليحيصي الأرحبي، ونحن نقوم بإعداد حلقات البرنامج الوثائقي عن شهداء ثورة التغيير السلمية 2011م الذي عرضته قناة سهيل طيلة أيام الشهر الفضيل، بعدسة وإبداع الزميل فراص، ولمسات المخرج الرائع هلال عكروت..
أكثر من شهر، ومعنا فني الإضاءة أحمد رشيد، تعلمنا من فراص، المصور النبيل، صفات كان يعلمنا إياها بصمت، فقد كان كثير العمل قليل الكلام. ويصور ليرضي شغفا مركوزا في فطرته، ويعرف لدى زملاء العدسة بالإتقان والحرفية.. وإذا كان الأمر يتعلق بالتوثيق للشهداء فالأمر عند زميلنا أحمد يزداد أهمية ويرقى إلى أعلى درجات الحرص على إخراج المادة التسجيلية كأجود ما تكون الصورة واللقطة واختيار الزاوية وتكوين الكادر وعمق الصورة ودقتها وما إليها من فنون تعلمنا كثيرا منها على يديه..
كنا سوياً كذلك في أحلك الظروف وأصعب الأوقات خلال ثورة الشعب السلمية، وكان آخرها في منزل الشيخ/ صادق الأحمر حين امتدت يد الغدر لقتل الوسطاء داخل المنزل، وأصيب خلالها فراص بشظايا في وجهه وفي مؤخرة فخذه الأيمن حيث لازالت تحتاج إلى عملية جراحية، حال تصوير البرنامج المذكور دون إجرائها..
يرفض أحمد فراص، ابن أرحب، أن يخبئ الكاميرا، كاميرا البرنامج، التابعة لقناة الثورة (سهيل) إذا ما تجاوزت حاجز ما يوصف بالخط الأخضر الذي تسيطر عليه قوى الثورة وأنصارها بأمانة العاصمة.. ويصف ما نقوم به من جهود توثيقية للشهداء، بأنه أقل ما يمكن تقديمه لمن ضحوا برؤوسهم ودمائهم.. ماذا يعني أن تصادر الكاميرا أو نسجن بضعة أيام؟؟ يتساءل فراص..
في لحظة ما من زمن المقابلة مع أي من ذوي الشهداء كان فراص يعيش المشهد كما لو أنه معد البرنامج ابتداءً أو فني المونتاج والمخرج انتهاء.. وغير مبالغ، يمكنني القول بأن أحمد هو الذي كان يكتب النص الأولي لكل حلقة، ليس بقلمه، بل باختيار اللقطات التي تختارها ذائقته الفنية..
أحمد فراص الأب لولدين وعشر بنات، من زوجتين كانت إحداهما برفقته ووالدته مع عدد من بناته، عندما قفل راجعا إلى مسقط رأسه وسكنه في إحدى قرى يحيص التابعة لمديرية أرحب الأبية.. هو أيضاً الرؤوف العطوف على أي طفلة يراها.. يلاطفها ويمسح رأسها ويعاملها كما لو أنها ابنته.. ورأيته يفعل ذلك حتى مع طفلة صغيرة مدت يدها إليه تستعطفه وتستدر كرمه، في أحد مطاعم شارع الستين الشمالي حيث يسكن أحمد، عندما ألحت عليه أن يشتري لها (نفر بروست)!! فاشترى لها ما طلبته.. فيما أصحاب المطعم كانوا يرون أنها استغلت قلب فراص الطيب، برغم علمه أنها مدّعية ليس إلا.. إذ ليس بإمكانه إلا أن يصدق دموعها الغزيرة ساعتئذ.
سبق اعتقال الزميل فراص في قاعدة الديلمي الجوية، قيامه بتصوير حلقة الشهيد/ عبد الحميد شبرين نقيب معلمي أرحب، والذي قتل في الثاني والعشرين من مايو 2011م، على يد قوات الحرس الجمهوري. وبالرغم من المجازفة التي كنا نعتقدها إذ ذاك، إلا أن فراص كان يرى فيها فرصة للقيام بالواجب مع الشهيد وأسرته التي كانت تعيش جنباً إلى جنب مع معسكر فريجة والصمع اللذين لم يرعيا فيهما إلاً ولا ذمة..
وفي 13 رمضان اقترفت بقايا فلول النظام حماقة جديدة في حق الإعلام والإعلاميين، حيث اعتقلت الزميل أحمد فراص متهمة إياه بمحاولة التسلل لتصوير مواقع عسكرية في القاعدة الجوية المزعومة!!. ويريدون من أولى الأحلام تصديق فريتهم السخيفة، إذ لا ينطلي على عاقل أن يقوم فراص بذلك وهو المتأني الحصيف في كل أعماله، وأن ينفذ هذا الزيف المزعوم برفقة كرائمه وأرحامه وبسيارته الشخصية؟ وإذا كان قد نوى فعلاً ومعه محارمه من الدرجة الأولى والثانية، تصوير تلك المواقع الخطرة حد زعمهم.. فهل سيأخذ معه تلك الكاميرات الضخمة مع استانداتها وتوابعها!! أم أن الأمر تعدى مسألة الخطورة ليصبح مجرد مقاضاة أغراض شخصية لمخبر هنا أو مريض هناك على فراص وسهيل معاً..
ثلاثة أسابيع وقنديل سهيل ومصور قناديل الفجر لا يزال خلف القضبان، وقد أعيت سجانيه الحيل، فلم يستطيعوا نسبة أي تهمة إليه، سوى ما أنف ذكره من دعاوى جهاز الأمن العائلي..
وإذن فهي فرصة لتوجيه رسائلنا نحن زملاء الحرف والصورة، إلى بقايا العائلة، أن يدركوا أن مواصلتهم المضي في المنحنى البياني السالب لنهايات الدول مهما كانت قوتها، أمر من شأنه أن يسرع من وتيرة السقوط الاضطراري غير الآمن، إذا ما بقيت الأغلال محكمة الإغلاق ضد الصوت والصورة والحرف والكلمة.
ومن جانب آخر.. فإن بقاء أحمد فراص ومن قبله بعام، الصحفي/ عبد الإله حيدر وكلاهما من أرحب، خلف أسوار السجون العائلية، يمثل خطوة أكيدة في ذات المنحنى الذي أشرت إليه، سيما وأرحب الصمود تصحو على صوت الطائرات في هذا الأيام، وتنام بين الرصاص.. ولا يشك أحد في ظل ما تعيشه أرحب حالياً بأن اسمها قد ضاق عن صفتها وكادت تقترب من منع الرحب والسعة عن جلاديها وسفاكي دماء أبنائها..
وعليه فقد أدان الثوار والأحرار في كافة ساحات التغيير وميادين الحرية هذا العمل الجبان والغادر، وسيظل فراص وحيدر وغيرهما في الضمير اليمني دليل إدانة وبرهان غدر، لا تكف الأسرة الغبية تسديها مرة بعد مرة لتضع حبل المشنقة على رقبتها، وسيبقى اليمن شامخاً بالمخلصين لمبادئ ثورتهم والمتقنين لأعمالهم غير آبهين بما يمكن أن يدفعوه من ضريبة مقابل ما يتمتعون به من حرية وشموخ..
فراص.. سنلتقي قريباً..
معد وسيناريت برنامج قناديل الفجر

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد