مما لاشك فيه ولا ريب أن الوطن يعيش اليوم أسوأ المراحل والأزمات التي مر بها في تاريخه على الإطلاق .
البلاء أصبح قوتاً ضرورياً، يتجرعه المواطن كل يوم، الحياة كانت صعبة، لكنها اليوم أصبحت جحيماً، الكهرباء شبه معدومة، المشتقات النفطية متوفرة بأسعار مرتفعة إن وجـدت، كل مقومات الحياة الأساسية أسعارها مرتفع جداً.
أصبح الحصول على الأشياء يكلف الكثير من العناء، دماء تسيل .. وطن حزين ينزف، توترات.. أجواء مشحونة .. بغضاء تنتشر، كل طرف يتهم الآخر بأنه سبب الوضع الكارثي الذي آلت إليه البلد والشيء الأشد إيلاماً وحزناً هي ثقافة الكراهية والتعصب التي وجدت في نفوس الناس مكاناً خصباً لارتفاع نسبتها وتنامي حدتها يوماً بعد يوم .
قد يكون لتراكمات الأزمة وشدة وطأتها الأثر الأكبر على نفوس الناس، ما أثر سلباً على طريقة وأسلوب الحوار بينهم حتى أنها وصلت إلى درجة الشجار والعداء ومد اليد وإشهار السلاح في وجه الآخر وعدم التمييز أكان صديقاً.. جاراً أو أخاً أو ابن عم .. إلخ، والكثير منا لامس ذلك واقعاً أو سمع عنه .
وصل الحال حد الاقتتال بيننا بسبب اختلافنا في الرأي ونحن أبناء وطن واحد ويجمعنا دين واحد
وكثيراً ما تحدث بين أبناء أسرة واحدة وقد يجمعهم سقف واحد ..!
تقاطعوا وكفوا عن التواصل بينهم ولم يسلم أحدهم الآخر من الكلام الجارح بينما نحن اليوم في ظل الظروف الراهنة أحوج ما نكون للتراحم والتماسك والمواساة بيننا .
نحن شعب أصيل وقيمنا وعاداتنا تحثنا على الترابط والتلاحم والتآخي، خاصة في أوقات الشدة وترك صغائر الأمور التي لا تفيدنا في شيء ولا ينتفع منها الوطن، إنما تزيد من رقعة الاختلاف والتفرق اتساعاً ..
فإما أن نقاشنا واختلاف آرائنا لا يفسد للود بيننا قضية أو لنترك النقاش والجدل الذي طالت مدته بدون جدوى جانباً ونلتفت إلى الجوانب الفعالة .
أطفالنا يجب أن يعيشوا مرحلتهم العمرية ويجب علينا إبعادهم عن السياسة تماماً ولنزرع في أفئدتهم قيم المحبة والتسامح والإخاء ولنزرع في قلبوهم حب الوطن والولاء له وترك الأشخاص والأحزاب جانباً، فبذور اليوم سنجني ثمارها ..!!
نساؤنا يجب علينا توعيتهن وترشيدهن بترك النقاش نهائياً بكل ما يتعلق بالسياسة هو أفضل، خاصة وغالب النساء غير متعلمات، وهذا سيغلق أبواب كثيرة للشر .. الدور الأكبر والأهم اليوم يقع على عاتق رجال هذا البلد جميعاً..
وكل شخص، إن لم يتحمل مسؤوليته الوطنية والوطن يمر بهذا الظرف الحرج هو في الدرجة الأولى مسؤول أمام الله لتقاعسه من فعل كل ما يعرف أنه صواب وأدار ظهره له وحمل المسؤولية غيره، فلن يفلت من دائرة العقاب والمساءلة أمام الله ولن ترحمه أسئلة أولاده في المستقبل ماذا قدمت للوطن في تلك المرحلة؟ بماذا ستجيب ..!!
لنعلم جميعاً.. أن النار ستحرق الجميع إن اشتعل فتيل الحرب وكل الخيارات غير مجديه ما دامت لم ترتكز على السلم والسلام ولن يتغير شيء ما لم تتغير نفوس الناس ونواياهم و تترجم ذلك أفعالهم.
الحرب ستقتل الجميع ولن يسلم قريب ولا حبيب ولا صديق منها ولن يسلم من ويلاتها شخص لأنه كان مع فلان، الوطن يحتاج لتظافر الجهود من جميع أبنائه، اليمن يحتاج أبناءه كما لم يحتاجهم في أي وقت سابق ..!!
لنعمم ثقافة التسامح والتصالح والتلاحم، الأشخاص زائلون والمصالح حتماً تنتهي وسيبقى الوطن.. والتأريخ يسجل ولن يرحم أحداً.. دمتم ودام يمننا بسلام ووئام.