;
وسام باسندوه
وسام باسندوه

يا بن عمر.. أنصفنا 1959

2011-10-06 04:26:51


غادر المبعوث الأممي ذو النفس الطويل العاصمة اليمنية، بعد جهود مضنية قضاها في إقناع صالح بالتنازل عن السلطة، ولم يتمكن بالطبع أن يحقق هدفه في مواجهة أسطورة المراوغة والتسويف والنكث بالوعود، وأثناء مغادرة بن عمر مطار صنعاء صرح قائلاً: «إن لصبر اليمنيين حدوداً»، تماماً كما كان لصبره هو حدود. 
الجميع يعلم أن للصبر حدوداً، وحده صالح وآله من تصور لهم خيالاتهم، أنه حين ينفذ هذا الصبر ويقنط اليمنيون من إمكانية تنازل صالح عن السلطة أو توقيعه المبادرة الخليجية، فإن الشعب الثائر سيلملم أمتعته وخيامه المنصوبة في الساحات، ويعود إلى المنازل طائعاً راضخاً لحكمهم مجدداً، هكذا يأملون.
أما السيناريو الآخر الذي يدور في أذهانهم المريضة بالسلطة، فيتمثل في تفجير الحرب الأهلية، التي لطالما برعوا في إدارتها ويعتقدون أنهم سينجون منها، كما سبق وحدث في صيف 94 وفى حرب الحوثيين، وما سبقهما ولحقهما من معارك داخلية لطالما افتعلوها.. وقد نسوا تماماً أن سياسة فرق تسد، التي سبق أيضاً وانتهجوها مراراً، لم يعد لها مكان الآن بعد أن اتحد السواد الأعظم من أبناء الشعب اليمنى تحت شعار واحد وهدف واحد، هو إسقاط على صالح وأسرته ونظامه.
كان بن عمر قرب قوسين أو أدنى من الوصول لاتفاق بين النظام، ممثلاً بنائب الرئيس، الذي أصدر صالح قراراً بتفويضه التباحث بهذا الصدد، والمعارضة حول آلية وبرنامج زمني لتنفيذ المبادرة الخليجية، وما كاد الاتفاق أن يتم، حتى انتفض صالح قاطعاً جلساته العلاجية عائداً إلى صنعاء، للحيلولة دون إتمامه، والغريب أن الرجل مصمم على استمرار التفويض للنائب والنأي بنفسه عن أي توقيع، بالرغم من أن هذا التفويض لم يعد له أي مسوغ في ظل وجوده. 
وهكذا نجح صالح مرة أخرى في إفشال أي جهد لإنقاذ اليمن، وتأبى قيود الدبلوماسية تحميله وحده مسؤولية هذا الإفشال المتعمد.
حاضر اليمن ومستقبله اليوم متوقف على القرار، الذي من المفترض أن يصدر عن مجلس الأمن، بعد الاطلاع على تقرير بن عمر، وربما يكون الملاذ الأخير، إن صدر لصالح الشعب والثورة، وإما فإنها ستكون بمثابة إعلان الحرب الأهلية في اليمن، وهى الحرب التي تلوح نذرها في كل مكان، فإذا فقد اليمنيون إيمانهم بالوسائل الدبلوماسية إلى جانب يأسهم من الفعاليات السلمية، فلن يردعهم أحد عن حمل السلاح، المتاح أصلا بوفرة، لاسيما وهناك المزيد من الأصوات، التي كانت توصف بالحكمة، باتت تعتبر أن ما يحدث في الساحات الآن هو بمثابة انتحار أكثر منه سلمية، فالشباب والثوار يقتلون كل يوم بدم بارد، في حين لم يصدر قرار واحد بتجميد أرصدة القتلة، أو تحميلهم المسؤولية.
× نقلاً عن الشروق المصرية 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد