;
أبو زيد بن عبد القوي
أبو زيد بن عبد القوي

كنت سابكي على الرئيس ولكن !! 2156

2011-10-13 05:01:54


علاقتي بالرئيس علي عبدالله صالح علاقة وطيدة جدا !! فأنا ومنذ 33عاماً أشاهد صوره في كل شارع أمر به !! و إذا فتحت الأخبار فخبره الأول على الدوام !! ولم أتخيل اليمن يوماً بدونه !! وعندما بدأت المسيرات والإعتصامات في شهر 2 أعترف بأني كنت ضدها وكنت أرى أنها مجرد تقليد أعوج للتونسيين والمصريين وكنت أرى أن التغيير على الطريقة التركية هو الأجدى في اليمن.
 فلما وقعت الواقعة المؤلمة في جمعة الكرامة 18/ 3 هالني ذلك وأفزعني ماهنالك وأعتزلت في بيتي وأغلقت هواتفي ولم أخرج إلا نادرا !! ولما أعلن الرئيس أنه سيوقع على المبادرة الخليجية بتاريخ 22/5 إستبشرت وقررت أن أمدحه بعد توقيعها مدحاً يليق بمن فضل مصلحة شعبه وحقن دمه على مصلحة نفسه وجهزت مناديلا للبكاء على الرئيس العظيم الذي سئم السلطة وسيسلمها لنائبه رحمة بشعبه. وأنتظرت على أحر من الجمر وفي اليوم الموعود صدمني فخامة الرئيس أولا بعدم توقيعه وثانياً بمبرراته المتناقضة وثالثاً بمهاجمة الحصبة ليغطي على عدم توقيع المبادرة !! ولما أصيب في دار الرئاسة حزنت ودعوت له بالشفاء لتبدأ رحلتي مع الشقاء !! فالبترول وصل سعره لرقم فلكي !! والغلاء شمل كل شئ !! والكهرباء مقطوعة على الدوام !! والرصاص يلعلع في كل مكان !! وتجارتي توقفت ومصالحي أندثرت !! وكل يوم والوضع يزداد سواء والجندي يعقد المؤتمرات ليضحك مع أهل الإعلام ويتبادلوا النكات !! وتبدلت مشاعري ليس بسبب ثوريتي أو مشاركتي في ساحات الستين !! بل بسبب الكهرباء التي تفصل عمدا والبترول الذي وصل سعره إلى 3500 – بعد أن تاب قطاع البترول فجأة وبلا سابق إنذار ولم يعد يغريهم بعد إرتفاع سعره – والماء المقطوع عني منذ 7شهور متتالية ونقاط التفتيش التي تسمح بمرور عشر سيارات محملة بكل أنواع الأسلحة وتستوقفني لتسألني - بعد زحمة وطابور طويل - معك مسدس؟ وعندما قيل بأن الرئيس سيلقي أول كلمة من السعودية بعد حادثة المسجد إستبشرت وقلت سيفعلها ويعلن التوقيع على المبادرة وستبقى له الذكرى الطيبة في نفسي رغم كل ماعانيت بسبب تعنته ورفض التوقيع في 22/ 5 لكنه صدمني مرة رابعة عندما أعلن أنه سيواجه التحدي بالتحدي !! وعلى رأسي حلت مصائب جديدة والجندي يعقد المؤتمرات ويلقي النكات !! وأحس العالم كله بمعاناتي وطلبوا من الرئيس توقيع المبادرة وحملوه كامل المسئولية عن تدهور وضعي وسوء معيشتي ففوض النائب ليطيل من معاناتي وليسخر من أوجاعي !! وعاد الرئيس لليمن وصلحت الكهرباء فجأة يومي الجمعة والسبت لكي أشاهد خبر عودته وفرح قنواته الفضائية ثم خربت نهار الأحد لتصلح فجأة وقت خطاب فخامته فقط ثم عادت لعادتها القديمة مع سبق الإصرار والترصد !!!! لكل ما سبق فأنني سابكي حين يوقع الرئيس هذه المرة أيضا – إن فعلها – لكن من الفرحة !! سأبكي لأنني سأتخلص من كابوس جثم على صدري منذ شهور بلاكهرباء ولاماء !! سأبكي فرحاً لأنني لن أتعرض للتفتيش في نقاط لاتنتهي – غيري يمشي ببوازيك من نفس النقاط – ولن أشاهد الجندي يضحك في مؤتمر صحفي وكأن الوضع تمام التمام !! سأبكي فرحاً لأنني تخلصت من حكومة عاطلة باطلة دمرت حياتي وحطمت مورد رزقي بإسم الشرعية الدستورية !! وكل يوم يتأخر فيه فخامة الرئيس عن التوقيع يزيد وضعي حرجا وصدري بغضا له !! كل يوم هو عليه لا له !! ومهما طال الزمن فسيرحل ولكن هذه المرة غير مأسوف عليه بسبب معاناتي من نظامه لابسبب أنني من قواد الثورة أو أبطالها ورجالها ولن أدعي ذلك في المستقبل ! وبعد رحيله ساحكي في المستقبل لأحفادي قصتنا الحزينة مع الرئيس الذي كنت سابكي حزنا عليه ثم بكيت فرحا برحيله !!
ملاحظة / بعد كتابة المقال أعلن الرئيس أنه سيتخلى عن السلطة في الأيام القادمة وأعلنت المعارضة أنها لاتصدقه لكني أخالفها وأنا واثق تمام الثقة بأن فخامة الرئيس سيفعلها هذه المرة وسأشكره في مقالاتي ولن أذكره لأحفادي إلا بالخير – طبعا بعد أن يفعلها ويتخلى – وأنسى هذه الشهور العجاف وأطلب من الجميع التسامح وفتح صفحة جديدة رغم الجراح وقدوتنا في ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأرجو من فخامة الرئيس أن يتخلى عن السلطة كما وعد - ووعد الحر دين عليه - لكن بحجر الله أن يسلمها لعبده الجندي !!
writerw1@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

محمد الجماعي

2024-05-06 23:20:44

"فسيلة" الزنداني؟

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد