;
أحمد غراب
أحمد غراب

قلبي على بلدي 2450

2011-10-15 06:56:51


جيشان، وجمعتان، ومجتمع يبدو كمجتمعين منقسمين، وخنادق، وقبائل مسلحة، وستون مليون قطعة سلاح، وأمية تتجاوز الخمسين بالمائة، وفقر نسبته سبعون بالمائة، لا كهرباء، أكثر من مليوني عامل فقدوا وظائفهم، مستشفيات أصابها الوهن وتدهورت حالتها، وتساقط مرضاها، وأوشك مخزونها من الدواء أن ينفد.
الجامعات مخيمات، والملاعب الرياضية ثكنات عسكرية، والمدارس مراكز إيواء للنازحين والشركات النفطية والسفارات مغلقة حتى إشعار آخر، والقطاع الباص غاص، والقطاع العائم نائم.
صنعاء اثنتان لا واحدة، شرقية وغربية، تجد أربع نقاط تفتيش في مساحة مائتين متر كل نقطة تتبع جهة مختلفة، وقد تجد نفسك في غزوة الخندق لو فكرت بزيارة الحصبة (قندهار).  
عدن ثغر اليمن "الباسم".. من وأد البسمة من ثغرها؟، كانت مأوى نسائم الأرواح، وزغاريد الأفراح، فكيف أصبحت ثكلى بالجراح، وأي أشباح تلك التي تريد أن تجعل منها مرتعاً للفوضى والسلاح، وهي أم السلام يأوي إليها الصباح وتغني لها الحمائم في الغدو والرواح.
تعز التي غسل الله قلبها بالثلج والبرد، وجعل السلام فيها أعز من الولد، وكانت تتعوذ كل صباح من شر حاسد إذا حسد، صارت تطوقها ثكنات البارود، بعد أن كانت تغني مع وادي الضباب، وصار جبل صبر يضمد جراحه وهو يغني مع أيوب :" صابر صبر أيوب".
صعدة التي كانت تتنفس الصعداء، وكانت قلوبها أبنائها مصفوفة مثل حبات الرمان، ومشاعرهم صافية يانعة كشجر البرتقال، ثم غدت مسرحاً للعنف والدماء، ولوث البارود نسيمها والهواء، وتوالت عليها الحروب والخطوب، وتشرد مئات الآلاف من أبنائها، ليصبحوا نازحين يعانون الويلات في خيام من البرد والجوع والخوف والمرض والبؤس.
أبين التي كانت أبهى من الصبح إذا أسفر، وكان عابر السبيل يقول طوبى لمن زار زنجبار، فما بالك من سكنها؟ فالسلام حصنها، والحكمة قصيدها ومتنها، والزراعة تبدأ منها وتنتهي إليها، فيا عجباه، بأي ذنب حل فيها الدمار؟!.. كيف لهذا العالم أن يغض طرفه عن معاناة تسعين ألف من نازحي أبين؟!! من يرجعهم إلى منازلهم؟ من يعتقهم من خيام البؤس والعراء؟ من يزرع البسمة على وجوههم؟ من يسقي ورود الأمل في قلوبهم؟ من يعيد الخضرة إلى حقولهم؟ من يعيد لهذه المدينة أمنها واستقرارها؟ من يفتح مدارسها ويبني مستشفياتها ويسعف مرضاها، ويداوي جرحاها؟ من يأخذ بيد النازحين والمرضى والجائعين والأطفال والشجر والحقول والزروع والمدارس والمشافي والطرق؟.
هل سمعنا دولة واحدة تتبرع وتعيد بناء مستشفى الرازي؟ هل سمعنا مبادرة واحدة لمعالجة الكوارث البيئة والأوبئة التي انتشرت في المدينة.
حسبنا الله ونعم الوكيل
عطروا قلوبكم بالصلاة على النبي

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد