;
عوض بامدهف
عوض بامدهف

المحنطون.. في وسطنا الرياضي!! 1819

2011-10-31 04:36:35


الوسط الرياضي باعتباره يشكل قطاعا واسعا من فئات المجتمع المختلفة، فهو الإطار العام الذي يضم كل من الطلاب والشباب وبعض من تجاوز سن الشباب، ولذا فهو إطار مفتوح واسع فيه تتاح الفرص للجميع للمشاركة دون قيود ولا شروط، حيث يمكن لعدد من أفراد الحارة والوحدة أن يشكل وبكل يسر وبساطة وسهولة كيان رياضي يضم طاقاتهم وعطاءاتهم وإبداعاتهم.
ونظرا لسهولة تشكيل هذه الكيانات الرياضية، هذا الأمر أتاح فرص سانحة مسيرة للاختيار والانتقاء من قبل من يسعون للسيطرة على هذه الكيانات الرياضية، وجعلها أسيرة أهوائهم ومزاجهم السياسية المختلفة، مستغلين بذلك تلك الجماهيرية الكاسحة والشعبية الجارفة لهذه الكيانات الرياضية، وذلك من خلال تقديم الأموال والسخاء، وكما يقال المال السائب يعلم (......) 
وبفعل هذا التراكم السلبي من خلال حرف الكيانات الرياضية عن أداء دورها السامي والانحراف بها إلى مجاهل سحيقة بعيدا عن الأهداف التي وجدت من أجلها هذه الكيانات الرياضية.. وبالمقابل أدى كل هذا في المدة السابقة واللاحقة إلى إيجاد كيانات رياضية هزيلة أفرغت من مضمونها وأهدافها وبشكل تام أو جزئي، لتجر سفن الكيانات الرياضية في أجواء ضبابية!!.
وهكذا وبفعل هذا التراكم السلبي للغزو الغاشم لمعاقل الرياضية بمختلف مواقعها من وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية اليمنية والاتحادات الرياضية اليمنية والأندية الرياضية وكل الفروع اللاحقة في المحافظات.. تم إفراز واقع رياضي متخلف أدى بالمقابل إلى تواجد نماذج متعددة من فئة غريبة وشاذة على الوسط الرياضي، وذلك كإفراز طبيعي وحتمي لهذا الزمن الرياضي الرديء والفاسد، حيث تم خنق كل التطلعات الشريفة والإيجابية للرياضيين الشرفاء في بلادنا.
لقد ابتلى الوسط الرياضي بهذه الفئة الغربية والشاذة عديمة اللون والملامح والمعالم فاقدة الشرعية عديمة التاريخ والأصالة العراقية بعيدة كل البعد عن الممارسة الرياضية وأهدافها النبيلة والشريفة باعتبارها جزء مهم من عملية التطور الشامل والمتعدد الجوانب للمجتمع.
وشر البلية ما يضحك، فإن هذه الفئة الغريبة والشاذة والدخيلة والتي انتهى على صعيد الواقع الملموس عمرها الافتراضي، وهي الآن تعيش على الفتات وعلى هامش الوقت الضائع، وذلك بعد أن تمت وبنجاح كبير وبفضل وعي الشباب وقائع مراسم عملية التحنيط لها والإعداد لإدخالها ثلاجات الحفظ وصالات العرض والمزاد العلني.
فالمحنطون في وسطنا الرياضي هم أنماط مشوهه وأشكال خاوية، أشبه بأعجاز النخل المتهاوية، قد نجحوا في غفلة من الزمن وبقوة دفع من الفاسدين والدخلاء والمنفذين من القفز إلى صادرة هذه الكيانات الرياضية وعلى رأس هذه الفئة المحنطة ذلك الإداري الغبي الذي يظن أن النادي أو الاتحاد أو الوزارة هي عبارة عن ملكية خاصة يديرها كما شاء وبطريقة البقالات!!، وذلك نظرا لحزمة الأوهام التي سيطرت على نفسه فيسعى وبغباء شديد إلى ترسيخ مفاهيمه المغلوطة والخاطئة التي تؤكد له وبإصرار بليد أن النادي أو الاتحاد أو الوزارة تعد مسألة تُحمل مسئوليتها هي عبارة عن مجرد تشريف ونرجسية وباب وبه وسعى دؤوب من أهل التكسب على طريقة (اغنم زمانك) يظل يحارب أوهم معاركة الوهمية والمفتعلة مع طواحين الهواء في ظل فرض شعارات نرجسية خاوية وفارغة من كل معنى مل (أنا ومن بعدي الطوفان) و(حبتي وإلا الديك)!!.. ومع مرور الوقت يترسخ لديه فكرة سادية بأن هذا الكيان الرياضي الذي يقوده هو مجرد بقرة حلوب يجب عليه أن يستثمر لبنها حتى (آخر قطرة)!!.
فهناك أنموذج آخر من هؤلاء المحنطين الذين ابتلى بهم وسطنا الرياضي في غفلة من الزمن نجده يتمثل في ذلك المسئول القيادي الذي ينتمي إلى فضيلة منقرضة من تنابلة السلطان العاشق المتيم بالسفر والاستفادة من فوائد السفر المتعددة، وخاصة تجارة الشنطة والسعي المثابر لممارسة رياضية انتفاخ البطون والتحول إلى قط سمين وبزمن قياسي، وتكنيز الذهب والعملات الصعبة وأضخم الأرصدة المالية في بنوك العالم!!.
السيئ والعابر تحت إدارته من الرياضيين وعلى طريقة الأقربون من القبل والعين، فهؤلاء يحصلون على حصة الأسد والنصيب الأوفر من بيت المال الرياضي المنهوب أصلا!!.. أما أبناء الجارية فلا ينالون مهما بذلوا من جهد وعطاء سوى الفتات!!، وهؤلاء عادة هم مجرد ديكور وكومبارس لا محل لهم من الإعراب!!.
وهذا المسئول القيادي عادة ما يضع لائحة الأعتاب وشراء الذمم، ويتعامل بها مع من حوله ممن يقبلون على أنفسهم أن يتحولوا إلى سلعة رخيصة في سوق الرقيق!!.. وفي موقف آخر نجد أنموذجا آخرا لهذه الفئة ذلك هو اللاعب الدائم الشكوى والكثير الطلبات والقليل العطاء والعديم الفائدة والذي يتعامل مع ناديه بانتهازية واضحة!!.. وتجد هذا اللاعب كلامه أكثر بكثير من فعله وجهده وعطائه، وولائه الأول والأخير للزلط.. مع انتمائه الوثيق إلى جلسات أغصان القات الخضراء والسهر الجميل!!.
وأنموذج آخر نقدمه هنا مع احترامي الشديد لزملاء الحرف الرياضي الشريف والمهنة.. ذلك الأنموذج هو الإعلامي الذي ارتضى بيع قلمه بأبخس الأثمان، وجعله يسطر السطور السوداء الكاحلة في التغني بهذه الفئة الغريبة والشاذة وفي وسطنا الرياضي.. مقابل حفنة زهيدة من الريالات.. أو ذلك الإعلامي الذي قبل على نفسه أن يبات وينام على عتبة فيلا رئيس اتحاد القدم مقابل سفرة لا تغني ولا تشبع.. ونموذج آخر تتجسد في ذلك الحكم والقاضي في المنافسات الرياضية الذي ارتضى بيع نزاهته وأمانته وعدالته مقابل نكسب رخيص.. إن هذه الفئة الشاذة والغريبة والدخيلة في وسطنا الرياضي ينطبق عليها قول الشاعر العربي نزار قباني: 
كل كلام عندهم محرم 
كل كتاب عندهم مصلوب 
فكيف نستوعب ما نكتبه؟
ومن يقرأ الحروف بالمقلوب!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد